رسالة اليوم

06/02/2018 - ثَلاثَةُ أشيَاءٍ تُرضيِ الله

-

-

"قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى مِيخَا الْمُورَشْتِيِّ فِي أَيَّامِ يُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا الَّذِي رَآهُ عَلَى السَّامِرَةِ وَأُورُشَلِيمَ" (سفر ميخا 1:1).

ليس كلُّ مَنْ يَسمحُ للرَّبِّ بأنْ يَستخدمهُ، سيحصُل على رَسائلٍ نَبويةِ. ولكِنْ، فقط أولئِكَ الذينَ يُوكلونَ بخدمةٍ مُعينةٍ يَحصلونَ على النُبوءات. فميخَا على سَبيلِ المثالِ، تَكلم عنْ أحدات في المُستقبل: وتنبأ عنْ سَبيِّ الأسباطِ العَشرة، ويَهُوذا. وتحدثَ عنْ مكانِ ولادةِ ابنِ الله بِالضبط، وذكرَ أيضاً أن السَامرة سَوف تُصبح كَومةً من الحَجارةِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، حَذرَ الذينَ كانوا يَعزمونَ على اِرتكابِ الإثمِ ويَتآمرونَ بالشرِّ، وتنبأ أيضاً عن أن الدعوةَ سَتصلُ إلى الأممِ، وأعلنَ عنْ ما هو ضَروري لإرضَاء الرَّبِّ العليِّ.

يَتحدثُ الرَّبُّ مَراتٍ عَديدةٍ عنْ مَا سَيحدُث، فهو لا يقول أنهُ قد قررَ بالفعلِ القيامَ بهِ، ولكِنْه حتماً سَيحدُث. وللأسفِ، الكثيرُ من الناسِ لا يُعطي الاهتمامَ الواجبَ للرسالةِ الإلهيةِ، ولذلك، سَيتسببُ في المُعاناةَ – ليسَ لنفسهِ فقط أو لعَائلتهِ، وإنما للأمةُ بِأسرهَا. أمَا الشَخصُ الذي يَسمعُ خُدام الله ويُصلي حَول مَا أعلنهُ لهُ الرَّبَّ يَمكنهُ مَنعُ الحَوادثِ من الوقوعِ. كانَ مِيخا دَقيقاً في َتوقعهِ مكانَ ولادةِ ابن الرَّبِّ، وأعلن بِما اِسم المَدينةِ التي سَوف يَكونُ فيهَا هَذا الحَدث الرائع.

إخوتي، إِذا كشفَ لكَ الآبَ أيضاً لكَ عنْ شيءِ اليَوم، فَاعلم أن هَذا في غَاية الأهميةِ. فلا تَتسرع في قولِ شيءٍ، ولكِنْ صلِّي بِخصوصِ هَذا المُوضوع، وبِتأكيدٍ من الكِتابِ المُقدس، يُمكنك تَسليمُ هَذه الرَسالة. لأن الرَّبَّ سَيؤكدُ ذَلك دَائماً لخَدامهِ. لا تَزيدُ ولا تَقلل مِما أعلنهُ لك الرَّبُّ، ولا تدعو نَفسك نَبياً لأن ذَلك المُنصبِ للذينِ قدْ دُعيَّ وتمَ إعدادهُ من قبلِ الرَّبِّ العلىِّ لهذهِ الخدمةِ.

كانَ النبي في العَهدِ القديمِ، يُمكنهُ تقديمُ آلافِ النبوءاتِ، لكنْ كُل مَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ، فيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ (تثنية 18: 20-22)، أكدَ مِيخَا عَبدُ الرَّبِّ، أن السَامرة مُتكبرةَ، وسوف تَتحولُ إلى كومةٍ من الحَجارةِ، وهَذا ما حدث فعلاً في الواقعِ، بعد وفاتهِ بوقتٍ قَصير. بالإضافةِ إلى ذَلك، أعطى هذا النَّبي تَحذيراً للذينَ يَستفيدونَ منَّ السُلطةِ التي لديهم، ويُقررون اِرتكابَ الإثمِ ويَتآمرونَ بِالشرِّ. لأن الله الذي يَرى كُلَّ شيءٍ، سَيحكمُ على أولئكَ الذين يَعتقدونَ أن لديهم حقٌّ في نهبِ الشعبِ، والاستفادةَ مِنهُم، وخِداعُ أولئك الذينَ وضعوهُم في السُلطةِ.

كشفَ الرَّبُّ أيضاً للنَّبي عنْ تَغيُرِ الأمم. واليوم، نَحنُ أكثرَ من مِليارِ شخصٍ من "الأمم " تحولنَا - نعمةٌ قد أكدتها هذهِ النبوءةُ وغيرهَا. وقَريباً جِداً، سَوف يُوقظ الآب رُوح دولٍ بأكملها، وسيطلبونَ الخَلاص. وسَوف تَكونُ أيامٌ جَميلةٌ سَتعيشُها البَشريةُ!

ياإخوتي، لا مَنفعةً للإنسانِ أن يَخترعَ شَيئاً ليُرضي الله. فالبعض تَعلم إعطاءَ هَدايا ثَمينةً جِداً للرَّبِّ، مُعتقدين بِذلك، أنهُم يَجعلونَ الرَّبَّ سَعيداً، لكِنْ، وفقاً لما قالهُ مِيخَا، مَا يَطلبهُ الرَّبُّ العليِّ مِنا ثَلاثةُ أشياءٍ فقط: أَنْ نَصْنَعَ الْحَقَّ و نُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعين مَعَ الرب إلهناَ (ميخا 8:6) فَهذا أمرٌ جَيدٌ، وهو مَا يَتوقع منا فعلهُ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز