رسالة اليوم

01/02/2018 - الخَادِم المُطِيع

-

-

"قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ" (هوشع1:1).

كَانَ هُوشع أخرَ أنبياءِ إسرائيل، وتنبأ على أسَباطِ إسرائيل العِشرةِ مِثلِ إشعياءَ، ومَارس خِدمتهِ في أيامِ مَلكِ عِزيا ويُوثام وآحاز وحِزقيا في مَدينة يَهوذا. وكانَ يَربعام الثاني يَملك على إسرائيل. فكانَ عَصر اِزدهارٍ أكثرَ لتلكَ الأمةِ، لكِنْ الشعب كانَ يَعُود بِشكل مُتزايد إلى أعمالِ السَحرِ والعرافةِ. وجَعل مُلوك إسرائيل الرَّبِّ العليِّ يُضجرُ من أعمالِهم الشريرةِ التي كانوا يُمارسونها عَلناً. وهَكذا خِلالِ خَدمتهِ التي اِستمرت نَحو ٦٠ عَاماً، استنكر هذا النبي مِن عِبادةِ الإسرائيليين للأوثانِ، وشبههَا بِالزِّنى.

ذَهبَ النبي هُوشع بأمرٍ إلهي، لمُقابلةِ النَساءِ الزَانيات، وأخذ واحدةٌ منهنَ زوجةٌ لهُ. اِسمُها جُومر، وكانَ لهذا الفعلِ رِسالةٌ مَفادُها: إن الأرضَ قدْ زَنت بِالكاملِ. وأنجبَ هُوشع من هَذهِ الزَوجة أبناءً كَثيرين، وكانت أسمائهُم تحملُ رَسائل لشَعبِ إسرائيل، لأن الرَّبَّ بنفسهِ هو الذي أعطاهُم هذهِ الأسماءَ. كُل اِسمٍ كانَ يرمزُ لضربةٍ قويةٍ سَوف تُعاني مِنها مَملكة الشِمال. لأنهَا أصرت على مُمارسةِ الاعمالِ الشَّيْطانيةِ، ولمْ تَحفظ عَهدَ الرَّبِّ.

كانَ أول ابنٌ لهُوشع من زَوجتهِ جُومر اِسمهُ يَزْرَعِيلَ- كانَ نفسَ الاسم لإحدى المُدن ووادي في إِسرائيل، حَيث يَقع قصرُ المَلك آخابْ. كَانت الرَسالةُ الواردةُ في هَذا الاسم بأن الرَّبّ سوف ينتقمُ لدمِ يَزْرَعِيلَ، رُبما كانَ يُشيرُ إلى شر إِيزَابَلُ عِندمَا أمرت بِرجمِ نابوت اليَزْرَعِيلَي بِالحجارةِ، لكي تأخذ منهُ كرمه وتعطيِ لآخاب (سفر الملوك الثاني 22:9-37). لذلكَ، قررَ الرَّبُّ وضَعَ حَدٍ لفساد أخلاقِ هذا الشعب وعِبادتهِ للأوثانِ، وقدْ رأى هُوشع  كُلّ هذه النُبوءاتِ تَتحقق.

أعطى الله جُومر بنتاً، ودعيَّ اسْمَهَا لُورُحَامَةَ ويُعلن أسمها عنْ رِسالةٍ قَاسيةٍ : الرَّبّ العليِّ لنْ يَعود يَرحم بَيتَ إسرائيل، أو يغفر لهُم. مَساكين الإسرائيليين، لأن الرَّبَّ إلههُم قرر أن لنْ يَرحمهُم بَعْد. ومسكينٌ الشخصُ الذي يَحصلُ اليوم على كَلمةٍ مُماثلة، فَمن الأفضلِ أن يكونَ الرَّبَّ إلهنا غفورٌ ورحيمٌ، وهُو على اِستعدادٍ دَائمٍ ليُساعدنا ويُخلصنَا. ومَع ذلك، عندما تحدثُ مثل هذهِ النُبوءةٌ مَع أي شَخصٍ، معناها أنهُ سَوف يعاني كثيراً. فالرَّبُّ دائماً يُقرر مُعاقبةَ أولئكَ الذينَ يُقررونَ الاستمرارَ في الخَطيئةِ.

أنَجبتْ زوجته بعد ما فَطَمَتْ لُورُحَامَةَ، ووَلَدَتِ ابْنا، ودعيَّ اسْمَهُ لُوعَمِّي الذي يَعني، أنهُم ليَسوا شعبي بَعدَ الآن، ولنْ يكونَ الرَّبُّ إلههُم بَعْد. ويجبُ علينا أن نُجاهد أن لا يَحدثَ هذا أبداً معنا، أو مع منْ يَنتمونَ إلينا. ويجبُ أن نعترف بتجاوزاتنا الآن ونَعودُ سَريعاً لأحضاِن الآب، الصَبور ويُحبُ الغُفران. فَطالمَا هُناك وَقت، فَمنَ الضَروري أن نَعترفُ بَخطايانَا، لكي يُخلصنَا الرَّبّ للتمامِ.

استخدم الرَّبُّ هُوشع ليَتكلمُ عنْ مجيءِ اِبنِ الله وعنْ مُوتهِ من أجلِ البَشريةِ. ونُبوءتهِ تُشير إلى مَا فعلهُ يَسُوع في الجُلجثة، واِشترانَا بدمهِ الثمين، للآبُ السَّماوي. وجَمعَ يَسُوع كلا الشَعبين، وجَعلهما واحد: شعبُ اقتناء، ومِلكيةٌ خَاصة. فقدْ قال بِنفسهِ أننا شَعب الله الحيِّ، وإن إسرائيلُ الرُّوحية سَتكونُ أكثر مِن رَمْلِ الْبَحْر.

لمْ ينجح هُوشع بِجعلِ اِسرائيلِ يعودُ إلى الرَّبِّ، ولكنهُ، نَفذَ كُلَّ ما قيلَ لهُ بِطاعةٍ كَاملةٍ. وكل أولئكَ الذين هُم من الله يَجبُ أن يَكونَ لديهم المَوقفَ نفسهُ: فمن الممكن أن لا نرى النتائج التي نَرغبُ في الحصول عَليها في عملِ الرَّبِّ، ويجبُ أن نَكونَ مُقتنعينَ بأن الله وحدهُ يعلمُ السببَ لدعوتنَا واعطائنَا المُهمةَ للكلامِ باسمهِ. ومن المُهمِ أن نَتذكرَ أننا مِن شَعبِ الله، وأن نكونَ أُمناء، ونَفعل مَا يَأمرنا بهِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز