رسالة اليوم

31/01/2018 - تَحَقَقتْ النُبوءَةُ

-

-

 "فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا ذَهَبَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَحَاصَرَهَا" (سفر دانيال ١:١).

دَنيال كانَ أخرُ الأنبياءِ الكِبار، ولكي نُعطيهِ حَقهُ نَحتاجُ الوَقتَ والمَكانَ. بَدأ دَنيال كِتابهُ بِتحقيقِ النُبوءةِ المُعطاةَ لهُ على لسَانِ النبي إرمِيا، وهي بِأن شَعبَ الله سَوفَ يَعيشُ ٧٠ عَاماً في السَبي البَابلي. وفي الحقيقةِ، كانت هَذهِ الفترةُ صَعبةً جداً. ولكنهَا بِمثابةِ تَحذيرٍ لأولئكَ الذين يَنغمسونَ في الخَطيئةِ ولا يُلقونَ بالً لتَحذيراتِ كَلمةِ الرَّبِّ.

كان النَبي دَنيال من السُلالةِ المَلكية، ويَعرفُ كلمةَ الرَّبِّ جيداً، وتَصرفَ في أرضِ السَبي كخادمٍ حقيقيٍ للرَّبِّ سُبحانهُ. وكمْ سَيكونُ رائعٌ جِداً إذا كُنا كَمسيحيينَ اليَوم، نَفهم أيضاً إن الاسم الغالي الذي دُعيَّ عَلينا يَجبُ أن يَجعلنَا مُختلفينَ عنْ الآخرينَ! وفي جَميعِ الأوقاتِ، أن نَتذكرَ هَذا. وعِندمَا تأتي التَجاربُ، لكي تَجعلنَا نضعُ أيدينَا على مَا هُو ليْسَ لنَا، يُمكننَا أن نقولَ "لا"، لكي نُرضي الآبَ.

كانت الإمبراطُوريةُ البَابليةُ في قِمتِها في ذَلِك الوقتِ عَلى الأرضِ. ولمْ يَكُنْ يَنقصها شيئاً، سِوى اِحترامُ الله. وعلى الرُغم من أن كُلَّ شيءٍ كانَ مُتاحٌ هُناك، إلا أن دَانيال وأصدقاؤهُ قَرروا أن لا يَنجسوا بِأطايبِ المَلك نَبُوخَذْنَصَّرُ. ويَا لهُ من دَرسٍ عظيمٍ لشَعبنَا الآن! فوليمةُ العَالم مَوجودةٌ في كُلِّ مكانٍ من حولنَا، ومنْ يَرغبُ في الانضمامِ إليها سَيكونُ مَرحباً بهِ بينَ الضَائعينَ. ولكننَا من السُلالةُ المَلكيةُ؛ ولأنهُ تم شِراؤنَا بدمٍ غالي، دم مَلكنَا يَسُوع المَسيح. يَجبُ عَلينا أن نقولَ "لا" لكل ما هو مَرفوضٌ في كلمةِ الله!

كانَ الشابُ دَانيال رَاسخاً في إيمانهِ. فبالنسبةِ لهُ، كانَ اِحترامُ كلامِ الله، أكثر أهميةً من إتباع قراراتِ المشرعين الفَارسيين. بَغضِ النظرِ عنْ القانون الذي تَم تقريرهُ؛ لا شيءَ سوفَ يمنعهُ من الصَلاةِ للرَّبِّ العليِّ. لذلك، وحتى عِندَ تهديدهِ بالطرحِ في جُبِ الأسودِ، اِستمرَ في مُمارسةِ الإيمانِ، وأثبتَ أن للرَّب إلههُ سُلطان على كُل التَجاربِ . ولهَذا السَبب، تَحررَ هَذا النبي مِن أن يَكون فَريسةً للحيواناتِ المُفترسةِ.

إخلاصُ دَانيال للرَّبِّ العلي جعله أكثر شخص حكمة في الإمبراطورية، ورأوا جميع من هم في السبي ما حدث. وعرفَ كُلَّ الملوك أن في خَادمَ الرَّبِّ ذاك، كانَ يَسكنُ الحضورُ الإلهي. ودُعيَّ لتفسيرِ الأحلامِ، والرُؤى وحَتى الكتابةُ على جُدرانِ القصرِ المَلكي (دانيال 5: 17-31)، ولمْ يكُنْ تفسيرهُ خَاطئٌ، لأنهُ تلقى الوَحي من فوقٍ.

كَانت أسوأ مِحنةٍ لهُ عندما صَدرَ مَرسومٌ بأنهُ لا يُمكنُ لأحدٍ أن يُصلي لآلهةٍ أخرى لمُدةِ ثلاثينَ يَوماً. ولكنَّ، هَؤلاءِ المُشرعون لم يفهموا أن دَانيال لا يُصلي لأي إلهةٍ أخرى، لكنهُ يُصلي للإله الوحيد، والرَّبُّ الحَقيقي في السَّماواتِ والأرضِ. هَذا هو السَببُ في أن أفواهَ الأسُودِ أغلقت عنهُ، ولكنها فُتحت لجَميعِ أولئكَ الذينَ وضَعوا هَذا القانون، وكذلِك لأسرهِم.

والآن، هَل لنَا جَميعاً الله رَّبٌّ وَحيدٌ لحَياتنا - كمَا فعلَ دَانيال - وسَننتصرُ جَميعاً بنفسِ الطَريقةِ!

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز