رسالة اليوم

30/01/2018 - مَازالَ الرَّبُّ يَفْتَحُ السَّمَاوَاتَ

-

-

 " كَانَ فِي سَنَةِ الثَّلاَثِينَ، فِي الشَّهْرِ الرَّابعِ، فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ، وَأَنَا بَيْنَ الْمَسْبِيِّينَ عِنْدَ نَهْرِ خَابُورَ، أَنَّ السَّمَاوَاتِ انْفَتَحَتْ، فَرَأَيْتُ رُؤَى اللهِ"(حزقيال1:1).

كانَ حزقيالَ كاهناً ونبياً، وعلى الرُغم من أنهُ كان من ضمنِ الْمَسْبِيِّينَ إلا أنهُ رأى السَّماوات مَفتوحةً. لقد كانَ هذا النبي مُعاصراً لدَانيال، ومِن المُحتملِ أنهُ كان من تَلاميذِ النبي إرمَيا أيضاً. ولقد كانت كُلّ خِدمتهِ في أيام السبي البَابلي لشعبِ الرَّبِّ، وبَدأ يَتنبأ في اليَومِ الخَامس من الأسر. ورُؤياهُ كانت مُعقدةٌ، لكنَّ رِسالتهُ كانت سَهلةُ الفهمِ.

أُرسل خَادمُ الرَّبِّ هَذا لبني إسرائيل، الذينَ بسببِ إثمهم وعَدمِ طاعَتِهم، نُقلوا إلى أرضٍ بَعيدةٍ كأسرى. وبالرغُم من أنهُ كان واحدٌ من بِين الذينَ كانوا في العُبوديةِ، إلا أن السمَّاوات اِنفتحت لهُ، وحَصل على رؤى منَّ الرَّبِّ القديرِ. رُؤيتُنا أيضاً ياإخوتي حَسبَ كلمةِ الرَّبِّ، هي أن نكونَ خاضعينَ بينَ يَديه لكي يَستطيعَ استخدمنَا.

إن دراسةَ الأشياءَ العِلميةِ في الحقيقةِ شيءٌ مُهمٌ جِداً. ولكِنْ، مَا نتعلمهُ من الكتابِ المُقدسِ هو ما كلّ يلزمنَا لإتمامِ المشيئةِ الإلهيةِ. وأولئكَ الذين يَتلقون أي رِسالةٍ من الرَّبِّ يَجبُ أن يُشاركوهَا مع جَميعِ الشَعب، ويجبُ أن لا نَخترعَ أشياءً أو أموراً من أنفسنَا، لتقريبِ الناسِ من الآبِ. فَحتى وقوفِنا على أقدامنَا علينا أن نطلبهُ منهُ، فبمجردِ أن أعطى العليِّ تلك الرُؤى  لحزقيال، أمرهُ بالوقوفِ على قَدميهِ، لأنهُ أرادَ أن يُكلمهُ؛ ولكنَّ هَذا حَدثَ فقط عِندما دَخلَ رُوحُ الرَّبِّ لهَذا الرَجل وأقامهُ. يَا أخي، إن الرُؤية التي يَحصلُ عليهَا أي شَخصٍ، وحدهَا لا تَجعلهُ مُستعداً للعملِ المَطلوبِ مِنهُ القيامَ بهِ. ولكنْ، يجبُ أن يَستمع إلى صَوتِ الرَّبِّ، ويَتعلمَ منهُ أكثر، لكي يَستطيعَ التحدُثَ باسمهِ. ولا يَجبُ أن يَفعل المُبتدئ ذَلك ،لكِن، يَلجئُ إلى التَلمذةِ أولاً لكي يَتمَ إعدادهُ.

كانَ لدى الرَّبُّ سُبحانهُ غرضٌ من ذَلك السبي؛ فباختصارٍ، أن وجُود شَعبهِ هُناك، لمْ يَكُنْ صُدفةً، وهَذا الوضعِ المُؤلمِ حَدثَ ليُعلنَ الرَّبُّ بهِ عنْ نَفسهِ. لمْ يَستطع هَؤلاءِ الطُغاةِ ابقاءِ أبناءَ الرَّبِّ العليِّ في أيديهم إلى الأبدِ. ولكِنْ كان يَنبغي على الإسرائيليينَ أنْ يَعرفوا أنَّ هُناك نَبياً بَينهُم، وسِواءَ أرادوا الاِستماعَ لهُ أم لا، لديه شهادةٌ منَّ الرَّبِّ. نَحنُ غيرُ قادرينَ على أن نَحكُم على مَا يجري في العَالمِ من حولنَا، ولكنْ، بِالإيمان يُمكننَا أن نَفهمَ أن اليدَ الإلهيةَ تَعملُ في جَميعِ الدُولِ من أجلِ أبنائهِ. وعِنْدَمَا أَرْجَعَ الرَّبُّ أَهْلَ أُورُشَلِيمَ مِنَ السَّبْيِ، صِاروا كَمَنْ يَرَى حُلْماً (مزمور ١:١٢٦).

رُبما كانَ حَزقيال في نَفسِ عُمرِ دَانيال. ولكنَّ الله أظهرَ لهُ أن شَعبهُ كانَ يعملُ الخَطيئةَ في الخفاءِ. و" ثقبٌ وَاحدٌ في الحَائطِ " كانَ كفيلاً ليَفهمَ مَا كانوا يَقومونَ بِهِ في الخَفاءِ. هَذا أيضاً يَحدثُ اليَومَ: وإذا حَدثَ وكشفَ الرَّبُّ لنَا عنْ شيءٍ صغيرٍ، يَكفي حُفرةً صغيرةً لرُؤيةِ القذارةِ التي تَفصلُ خُداماً كثيرينَ عنْ الرَّبِّ، لذلكَ، أهرُب من عُبوديةِ الخَطيئةِ وأسلُك في طريقِ البرِّ، آمِنْ أن رَّبَّ حَزقيال هُو نفسهُ الذي يُمكنهُ فتحُ السَّماواتِ لكَ اليَوم. آمنْ فقط بِهذهِ الكلمةِ وكُنْ ثابتاً!

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز