رسالة اليوم

29/01/2018 - صُورةُ المَسِيحيينَ البَعِيدينَ

-

-

"كيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ؟ كيْفَ صَارَتْ كأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ؟ السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ"! (سِفْرُ مَرَاثِي إِرْمِيَا 1:1).

يَجبُ أن يَكونَ رثاءَ إرميَا المُوجودُ في هَذا الكِتاب، يَجبُ أن يَكونَ في قَلبَ كُلِّ الذين يَخشوا الرَّبَّ، بِعكسِ المُعاناة التي هي من نَصيب المُتمردين المُوجودينَ بينَ شعبِ الله. كتاب مَرَاثِي، مكُتوب على شكلِ قَصيدةٍ، ويَصلحُ كتحذيرٍ لكي لا نَستهينَ بِالخطيئةِ.

يُعلن النبي إِرْمِيَا أنهُ بَكي على أرضِ شعبِ الرَّبِّ بالدموعِ بَعد أن دَمرهَا الكلدانيين. في الحقيقة، كانتَ الفاجعةِ كبيرةٍ، لأنَّ عَصيانِ الاسرائيليينَ هو الذي أدى إلى تسليمهَا ليدِ للعدو. واليوم، منَّ الحَكمة العَودةَ إلى الاب، لأن من يَبتعد عَنهُ ويَعملُ ضِد إرادتهِ سوف يَقود نَفسهُ للهلاكِ. كانَ لدى الرَّبِّ العلىِّ خططٌ مختلفةٌ لشعبهِ، ولكنَّ، لأنهُم لم يَستمعوا لهُ؛ كانت النتيجةُ أن اليهود يَدفعُون ثمناً بَاهظاً حتى اليوم.

قراءةُ كتابِ إرميا، ثُم كتابُ المَراثي قدْ يُساعِدنا على فَحصِ أنفسنَا، وندرك إذ كُنا بَعيدينَ عنْ الطريق، ونَعود بسرعةٍ إلى أقدامِ الرَّبِّ. لكِنَّ، فكثيرينَ مِنا سَوفَ تُكشفُ خطاياهُم خِلال حَياتهم، وآخرينَ سوفَ تُكشف في يومِ القيامةِ. أستمرَ سَبيِّ العبرانيين لمُدة ٧٠ عاماً، لكنَّ اليوم، كُلَّ منْ يتمُ الحُكمُ عليهم بالعذابِ الأبدي، لن يَخرجوا مِنهُ إلى الأبدِ. لذلك يَا أخي، لا تدعْ نفسكَ تنقادُ بخداعِ العدوِّ ولا بِملذاتِ الخَطيئةِ، لكي لا تُعاني إلى الأبدِ.

كُلّ ما عَاناهُ شَعبُ إسرائيلَ يجبُ أن يكون كتحذيرٍ لأولئكَ الذينَ لا يَصلُحون أنفُسهُم، ويَعتقدونَ أن الرَّبَّ يُمكن أن يَكون قد تغير. كان هُناك الكثيرُ من الأنبياءَ الكذبة في تِلك الأيامِ، والذينَ قدْ خدعوا شَعبَ الرَّبِّ، بالإضافةِ لذلك، أمراءَ يهوذا الذين لمْ يكونوا يُريدوا أن يَسمعوا للأوامر، لأنهُ بالنسبةِ لهُم كُلّ ما كان يُهمهم هو إرضاءُ الجسدِ وإشباعُ رغباتهِ. وهَذا ما جَعلهُم يُعانونَ كثيراً. حَسناً، مع العديدِ من الأمثلةِ المُشابهة لذلك، مَا الميزةُ في الاستمرارِ في الخَطيئةِ؟ فالرَّبُّ لا يحسبُ خطاياكَ كُلَّ أسبوعٍ أو شهرٍ؛ ولكنهُ، في يومٍ مَا، سَتجدُ كل خَطاياكَ أمامكَ، وهَذا سيحدثُ فقط في حَياة الشَخصِ الذي يَبتعدُ عن الكلمةِ. فإذا كُنتَ بهذهِ الحَالة، فأرجع سَريعاً إلى المَسيح! ففقط أولئك الذينَ يبتعدونَ عنْ الكلمةِ يَعيشونَ في الخطيئةِ.

كانت خِططُ الرَّبِّ سُبحانهُ رائعةً دائماً لبني إسرائيل. وكثيرين فَعلوا مَا هو صَحيحٌ خلال فترةٍ طويلةٍ، لكنهُم تركوا أنفسهُم تنقادُ بالأنبياءِ الكذبةِ والأمثلةِ السيئةِ. وذاقوا بَعد ذَلك طعمُ الخطيئة التي فعلوها. فعندما يَبتعدُ الانسان عنْ المشيئةِ الإلهيةِ سَيُعاني كثيراً، وهَذا يتضحُ لنا من خلالِ دِراسةِ ما حَدثَ عبرَ تَاريخِ البشريةِ بالكاملِ، كثيرٌ من خُدام الرَّبِّ في العديدِ من الدولِ، سَلموا أنفسهُم للخطيئةِ، ولمْ يحترموا كلمةَ الرَّبِّ المُقدسة، والتفتوا إلى شهواتِ الجسدِ. ولكِنَّ النتيجةَ ستكونُ مُفجعةً لهؤلاءِ، لأنهُ بعدَ أن ينزعُ التاجُ من فوقِ رُؤوسهم،  لنْ يبقى لهُم سوي المُعاناةِ والألم فقط.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز