رسالة اليوم

28/01/2018 - دُرُوسٌ مِنْ حَيَاةِ إِرْمِيَا

-

-

 "كلاَمُ إِرْمِيَا بْنِ حِلْقِيَّا مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ فِي عَنَاثُوثَ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ" (إرميا1:1).

نحنُ المَسيحيون جَميعاً، لدينَا خِدمةٌ مُعينةٌ من الرَّبِّ ويَجبُ علينَا أن نُصلي لمعرفتهَا. ولسنَا مَدعوينَ لكي نَبُقى أيادينَا مَقفولةً على بَعضها بِلا عَملٍ. كما حَدثَ مع إرمياءَ، الذي قدْ اختارهُ الرَّبُّ قبلَ أن يَتشكلَ في بَطنِ أمهِ ( إرميا 5:1)، نَحنُ أيضاً، عِندما كُنا كُتلةً ليْس لهَا مَنظر، كانتَ عَيني الرَّبِّ عَلينا (مزمور16:139). والآن، إذا كُنا نَرفضُ التسليمَ لإرادتِه ونُسلمَ أنفُسنَا للخَطيئةِ، لنْ يَكشفَ لنا عنْ خطتهِ، لأنهُ لا يَستعملُ الشخصَ الذي لا يُريدُ أن يَعرفَ الحَقيقةَ، ولا يَجعلُ مِنهُ خَادماً.

نحنُ بِحاجةٍ للدُخولِ من البَابِ الضَيقِ ومنَّ الطريقِ الصَعبِ. ولكي يَحدثَ هَذا يَجبُ أن يَكشفُ لنا الرَّبُّ القديرُ عنْ نفسهِ، ويَجعلنا نَعرفُ المُهمةَ الخَاصةَ بِنا (متى 13:7). يَدعو الآب بِحكمتهِ اللامُتناهية، كُلّ الذينَ يُريدُ أن يَستخدمهُم لتَحقيقِ إرادتهِ ويقومُ بأعْدادِهم لِذلكَ. ودُورنَا نحنْ أن نَعرفَ خِطتهُ لحَياتِنا!

وصَل إرمِيَا إلى حَدِ قوله أنه غَيرُ قادرٍ على تَلبيةِ دَعوتهِ. وقالَ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ (إرميا 6:1) لكِنَّ، الرَّبَّ قال لهُ أنهُ سَيُرسله للأممِ كنبيٍ، خِدمتهُ في الواقعِ كانت لستةِ اشياءٍ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ. كانَ هذا العمل مُزعجاً جِداً بالنسبةِ لهُ. وكانَ عليهِ أيضاً أن يَتنبأ ضِد يَهوذا، قَائلاً: إن الشعبَ سَوفَ يَذهبُ إلى السَبي وكم من الوقت سيكونون مستعبدين في السبي. ولن يكن كلامه مقبولاً عند الملك أيضاً؛ فأمر فأَلْقُوْهُ فِي جُبِّ ابْن الْمَلِكِ، الَّذِي فِي دَارِ السِّجْنِ(إرميا 38:6). بالإضافة إلى أَحْرَقَ الملك يَهُويَاقِيمُ (إرميا 28:36) الدَّرْجَ التي كتبت وقرأت في المعبد.

مرَّ هذا الخَادمُ بالعديدِ من التَجاربِ الصَعبةِ! وبالمثلِ، اليومَ نحن أيضاً خِدمتنَا عادةً لا تَسيرُ دَائماً بِشكلٍ سَلسٍ وبسلامِ. ومعَ ذلك، يَجبُ علينَا دَائماً أن نَطلبَ خِطةَ الرَّبِّ لحَياتِنا، لأنهُ وفقاً لمَا هو مكتوبٌ في الكتابِ المُقدسِ حَول الدرسِ من كلمةِ أنهُ رَأى قَضِيبَ لَوْزٍ، قالَ الرَّبُّ للنبي" لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا" (إرميا 12،11:1).

بَداء المَلكُ صِدْقِيَّا بالبحثِ عنْ إرميا، لكي يَعرفَ مَاذا سَيحدثُ، لأن الكلدانيينَ كانوا على وشكِ الدُخولِ إلى إسرائيل. و نَصحهُ النبي نصيحةً، ولكِنَّ الحاكمَ اختار تَجاهُل التعليماتِ الإلهيةِ. ولمْ يُنفذَ نَصيحة النبي، وكانت النتيجةُ اُقتلعت عَيناهُ، وقُتل جَميعُ أبنائهِ أمامَ عينيهِ، وجَميعُ أمراءِ يَهوذا أيضاً، لأنهُ لم يَستمع لمَا قالهُ لهُ إرميا النبي(سفر إرميا ٢١ ). وهَذا يُوضحُ لنَا أنهُ لا يَنبغي عَلينا أبداً أن نَمزحَ مع النُبوءةِ التي يُعطيهَا لنا خَادمُ الرَّبِّ الحقيقي.

يُكافئ الرَّبُّ الذينَ يُطيعونهُ مهما كانت الظروفُ. لقد عَامل الكلدانيينَ إرميا بِطريقةٍ حَسنةٍ، بأمر من مَلكِ بابل نَبُوخَذْنَصَّرُ (سفر إرميا 11:39). وفي الحقيقةِ، إن إخلاصَ النبي إرميا للرَّبِّ، جَعل الأعَداء يَعرفونَ أن رُوحه مُختلفةٌ - وهَكذا سَوف يَكون دائماً الذين يَخدمونَ الرَّبَّ القدير حقاً. لذلك يا إخوتي، أبذلوا  قُصارى جُهدكم لكي تَكونوا خُداماً للرَّبِّ في جَميعِ الأوقاتِ!

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز