رسالة اليوم

25/01/2018 - كَلامُ الوَاعِظِ

-

-

"كلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ" (سفر الجامعة 1:1).

إن من إحدى الأشياءِ المُباركةِ جداً والتي يُمكنكَ القيامُ بها في الحَياة، هي أن تُكرسَ وقتاً للاستماعِ لما يُعلنهُ الرَّبُّ، من خِلال الذينَ يَعِظونَ بالكلمةِ. فكلُّ واحدٍ منهم لديه مِسحةً خاصةً. ومَا يُعطى لهُم يَكونُ مدعوماً بالقدرةِ اللازمةِ لتحقيقِ الغرضِ الإلهي. وهو يكونُ مُفيدا فقط إذا تكلمَ الجميعُ بالرُّوح القُدس، لأنهُ عندمَا يَحدثُ هَذا، تَعرفُ قُلوبنَا، وتَشتعلُ بلهبِ الشُعلة المُقدسةِ وتستنيرُ أروحنَا وتتقوىَ.

تغلبَ عليَّ اليأسُ مراتٍ كثيرةٍ في أيام شبابي، حَزنتُ كثيراً، وعانيتُ من ظروفٍ صعبةٍ، وأصبحتُ مُنزعجاً من الطريقةِ التي أعيشُ بها. وكنتُ أذهبُ إلى الكنيسةِ، وهُناك كنت أستمع لخادمِ الرب وهو يُلقي الرسالةَ الإلهيةَ. وعندما كُنت أغادرُ الكنيسةً أشعرُ أني أصبحتُ شخصاً آخراً. وإعجابي بهؤلاءِ الرجالِ الذين اِستخدمهُم الرَّبُّ للحديثِ معي كان كبيرٌ جداً. وأنا مُتأكدٌ بأن من بينِ هؤلاءِ من رحلوا لكي يَكونوا معَ الآبِ، بعد أن اكملوا الواجبَ المفروضَ عليهم، وأخرين مَا زالوا على قيدِ الحياةِ سوف يَكونُ لهم مُكافأةٌ كبيرةٌ على المَعروفِ الذي صَنعوهُ معي، ومع كُل الشعبِ الذي كان تَحتَ رعايتهُم.

الواعظُ هُنا في سفرِ الجَامعةِ هو سُليمان، ابنُ داوُد ملكُ إسرائيل. ولتقديمِ نفسهِ، أشار سُليمان للذي كانَ مِثالهُ الأعلى: دَاوُد المَلك. الذي لمْ يكُن فقط كاتبُ المزاميرِ، ولا الابُ البيولوجي لسُليمان، وإنما أيضاً رجُل اللهِ، الذي علمهُ كيفيةَ السيرِ في الطريقِ المُقدسِ. وأنا أيضاً لديَّ الكثيرُ من الأمثلةِ، لرجالٍ في حَياتي، الذينَ لمْ يكُنْ العالمُ مُستحقاً لهُم، ولكنهُم بكلِّ حبٍ وتكريسٍ، وطهارةِ قلبٍ، ودونَ أي جشعٍ أو طمعٍ في مكاسبِ العالمِ، لم يمنعوا أنفُسهم من التسليمِ للرَّبِّ، لكي يَكونوا سبباً في تعليمي الحُروف الأولى من إنجيلِ ربِّ يَسوعَ المَجيد.

ومَا يُسعدني أكثر هُو أن الذين كانوا بِمثابةِ أباءٍ لي، كانوا أيضاً أبناءً للرَّبِّ يسُوع، المَلك الحقيقيِّ لأورشليم، وللكونِ بأسرهِ. وأنا أيضاً أعتبرُ نفسي مُميزاً لأني ابنهُ، وهَذا اللقبُ يجعلُ مني وريثاً الله ووارثاً مع المسيح، لكُلِّ ثرواتِ الآبِ السماويةِ. ولا يُمكنُ أن يَكونَ هُناك شرفٌ أعظمَ من ذَلك. والفضلُ للرَّبِّ طبعاً!

لتُسلم حَياتكَ أيضاً، على مَذبحِ الرَّبِّ، لأن اِنتمائُك الرُّوحي هو مُهم جِداً. فلا تُخيبَ أملَ الرَّبِّ العليِّ فيك، ولكِنْ كرِسْ حَياتك لتُكرمهُ. وسوف ترى أنه يُكرمُ الذين يُكرمُونهُ. نحنُ مدعوونَ لكي نكونَ أعضاءً في عَائلتهِ المَلكيةِ، وهَذا لا يَستطيعُ أحدٌ أن يأخذهُ مِنا.

فكُنْ كَاملاً، وأكتشف ما هي دَعوتكَ، وأنظُر لما أعدهُ الرَّبُّ لحياتِك، ولا تَدع نَفسك تنخدعُ بعروضِ العدوِّ، الوهميةِ. فكلمةُ الرَّبُّ تأمرك بأن تكونَ بركةً. فَكُن مُطيعاً لهَا.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز