رسالة اليوم

24/01/2018 - كَلِمةُ الرَّبِّ هي الأمَسَ واليَّومَ

-

-

"أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ"(سفر الأمثال 1:1).

يعلنُ الرَّبُّ في جميعِ العُصور عنْ كلمتهِ. ولا يَزالُ الوحيُّ الإلهي كمَا هُو ولمْ يتغير، وذلك لأن كلمةَ الرَّبِّ أبديةٌ. والفرقُ بين ما نَتعلمهُ اليومَ، وما تم تسجيلهُ في الكتابِ المُقدسِ، يختصرُ في حقيقةِ أن ذَلك الذي يُعلن لنا عنهُ الرَّبُّ اليوم، يَختلفُ عن مَا هو مُوجودٌ في الإنجيلِ المُقدسِ، فهو ليْس لهُ القدرةُ على خَلقِ عقيدةٍ جديدةٍ، ومن نَاحيةٍ أخرى، هو مُساويٍ لما تم تسجيلهُ في الإنْجيلِ، وبذلك فهو يُفسر لنا مَا هو في الكتابِ، ويُصادقُ عليهِ.

نُؤمن نحنُ بأن الرَّبَّ مستمرٌ في إعلان مشيئتهِ لنا، ولنْ يتوقف عنْ فعل ذلك. وسَيكونُ من الجيدِ تسجيلُ ما يُعلنهُ لنا الرُّوحُ القُدس قدر الإمكانِ، ومُشاركةُ هذهِ الإعلاناتِ مع الآخرينَ. يَقولُ بعضُ الأشخاصِ اليوم، بَأننا نَعرفُ من هو يَسُوع أكثرَ من أولئكَ الذين سَاروا معهُ خلال فترة وجودهِ في عَالمنا. وحَسبَ ما يقولون، أننا حَصلنا على كُلِّ ما هو مكتوبٌ حول الرَّبِّ العلي في الكتابِ المُقدس، فَذلك يَعني أن لدينَا الكثيرَ من المَعلوماتِ عنْ المَسيح، أكثرَ ممَا حصلوا عليه هُم، أو حتى أولئكَ الذين استخدمهُم في تسجيلِ الكتابِ المُقدس.

دَعونا نفهم هَذا بطريقةٍ أفضل: الأمثالُ التي أوحي بهَا الرَّبُّ العليِّ بنفسهِ، للنبي سُليمان، على سَبيل المثال، تَختلفُ عن تِلك التي يُعطيهَا لنَا اليَوم. والتي تُعتبرُ تفسيراتٍ لذلك الوحيِّ. فكل فهمٍ نحَصلُ عليه، هو بِمثابةِ صورةٍ اِتُخذت من الأصلِ. يَسوعُ المسيح هو كلمةُ الله، وكُلُّ الإعلاناتِ التي نَحصلُ عليها، هي بِمثابةِ "أبوابٍ صَغيرةٍ" يَفتحُها الله العليِّ دَاخل البابِ الحَقيقي يَسُوع المَسيح.

ما يُعلمنَا إياهُ يَسُوع يُفيد البشرية كلها. لذلكَ، يجبُ علينا أن نُعطي الجميعَ مما نتعلمهُ في مدرسةِ الرُّوح القُدس. لأنه باقترابِ نهايةِ العالم، يبدأُ العدوُّ بفعل كلِّ شيءٍ مُمكنٍ لكي يَجعلَ الناس تَبتعدُ عنْ الطريقِ الصَحيحِ، وتقعوا في الخَطيئةِ، وبِذلك، يَهلكون إلى الأبدِ. ومن نَاحيةٍ أخرى، فقذ تأكدنَا في أيامنا هَذه، أن مَا قدْ تعلمناهُ من إلهنا، فيهِ الجوابُ على كُلِّ الشرِّ الذي يحيطُ بنا.

نَحنُ لا نَستطيع أن نَحفظ الكثير مما نتعلمهُ، ولذلك سَيكون من المُفيد أن نُسجل كلَّ شيءٍ يُعلمنَا إياهُ الرَّبَّ. لذلكَ، عِندما نُواجهُ أي شيءٍ يصعبُ فهمهُ، يكفي أن نذهبَ إلى ما سجلناهُ ونتذكر ما كشفهُ الرَّبُّ لنا. وبِمرورِ السنين سَيظلُ ما عرفناهُ وسَجلناه جَديداً وفَعالاً جِداً كما لوكان قد أُعلن لنا عنهُ الآن.

تصرفٌ آخرٌ مهمٌ يجبُ أن نتعلمهُ، وهو أن نَعيش مَا قد تعلمناهُ. فالرَّبُّ لا يُعلمنَا أي شيءٍ ليسَ مهماً لحياتنا، فهو يَعرفُ من نُواجه، وأيضاً يُعطينَا الأسلحةَ المُناسبةً لحَربنَا. وهَذا بِالضبط مَا قَالهُ يَسوع لمَارثا، شقيقةُ لعازرَ، عندما اِشتكت من أن السَيدَ لمْ يكنْ هُناك عِندمَا كانَ شَقيقهَا بحاجةٍ إليه أكثرَ من غَيرهِ. فقال لهَا يسُوع: " أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟" (يوحنا 40:11). لذلك، فليسَ المُهم تَعلمِ الدروسِ من الكتابِ المُقدس، ولكنْ، تسجيلُ تلكَ الإعلاناتِ، وعَلينا أن نَعيشَ الكلمةَ وما تُعلنهُ لنَا.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز