رسالة اليوم

22/01/2018 - مَثّلُ أَيُّوبُ

-

-

 "كانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكانَ هَذَا الرَّجُلُ كامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَن الشَّرِّ" (سفر أيوب 1:1).

نَحنُ نعرفُ القليلَ عن أَرْضِ عُوصَ، ولكِن هَذا ليْس مُهم. لكنْنا نعرف أن هُناكَ رجلٌ صَالح عاشَ هُناك. بغض النظر عن أين ولدنا، وأين نعيش فَهُناك رجاءٌ لكل شَخصٍ يولدُ في هذا العالمِ، لتحقيقِ المشيئةِ الإلهي. أنا وأنت وكُل كائنٍ بشرىٍ آخر، يَتوقعُ منا الخالقُ على الأقل أن نخدمهُ. فإذا كانَ لدى الشخص الكثيرُ من المُمتلكاتِ، أو إذا كانَ مُهتم بمُمارسةِ رياضةٍ مُعينةً، أو نوعٍ من العُلوم، أو أي شيءٍ آخر في حياتهِ. فلا يُوجد ما هو أهمُ من تحقيقِ المشيئةِ الإلهية.

تَتحدثُ هذهِ الرسالةُ عن رجلٍ اسمه قصير جداً: أَيُّوبُ. ويَجبُ أن يَجتهد كُل واحدٍ فينا ليُصبحَ لقبه أَيُّوبُ، والذي مَعناهُ "العَودةُ إلى الله". ولذلك، علينا فحصُ أفعالنَا - كمَا فعلَ ذَلك البطريرك - وكذلكَ تصرفاتِ أبنائنَا وأن نَتأكد بأنهُ لا تُوجد أخطاءٌ في حياتنَا، بَحيثُ إذا حَاولَ أحدٌ التدقيقَ في حَياتنا لا يَجدُ فيها خَطيةً واحدةً، فهلْ هذا مُستحيل؟ في الواقعِ، رُبما يكونُ مُستحيل بِالنسبةِ لمنْ يعيشونَ في العَالمِ، أما بالنسبةِ لخُدامِ الرَّبِّ فكلُ شيءٍ مُستطاعَ (مرقس 9:23).

ليس هُناك مكانٌ للخداعِ في قُلوبِ أولئك الذينَ يخدمونَ الرَّبَّ، حتى لو كانوا يَميلونَ للسيرِ في الطريقِ الخاطئ أحياناً، لكنهُم سُرعان مَا يعودونَ إلى الآب. ولنْ يَستطيع أحدٌ اِرضاءَ الرَّبِّ، إن لمْ تكنْ صفةُ الصلاحِ مكتوبةٌ في سيرةِ حَياتهِ. والذينَ لا يُنفذونَ مَا وعدوا بهِ، ولا يُنفذونَ الوصايا الإلهيةَ بإتقانٍ ولا يَتكلمونَ بِدقةٍ عن ما هُو في قُلوبهم، بِالتأكيدِ سَيكونونَ في مُشكلةٍ كبيرةٍ جداً. أما الاستقامةُ فهي تقودُ الشخصَ في كُلِّ مكانٍ وتفتحُ لهُ أبواباً كثيرةً في الحياةِ. ولكي تكونَ صالحاً يَجبُ عليك أن تسلكَ وفقاً لكلمةِ الرَّبِّ. ولا حَاجة لعملِ التضحياتِ للسيرِ باستقامةٍ؛ يكفي أن تقبلَ ما تقولهُ الكلمةُ المُقدسةُ كنموذجٍ لتعيشِ بهِ في حَياتك. وما تُدينه الكلمة لا تلتفت إليهِ حتى.

 وفقاً للكتابِ المُقدس كُلُّ من يخشى الرَّبَّ لا يَنقصهُ شيءٌ (مزمور1:23). لكنَّ أبناءَ الربِّ لا يأخذون هَذا على محملِ الجدِ. فأنظر إلى عِيُوبك وأعترف بِأنك لم تكنْ تعرف الرَّبَّ القديرَ حقَّ المعرفةِ. أمَّا من يَخشونَ الرَّب فهذا يظهرُ في تَصرفاتهم، ويُعلنونَ بهِ أن الرَّبَّ مُوجودٌ في حَياتهم ويَزدادون في كُلِّ شيءٍ.

لا يَجبُ أن نَمدحَ أيوب، لكننَا يَنبغي أن نَقتدي بهِ. فعلى الرُغم من أنهُ اجتاز بِأسوأ الأزماتِ التي يُمكن أن يُجربها أحد، ولكنهُ أنتصرَ. وهَذا، ما سَيحدثُ دائماً مع من يَضع ثقتهُ في الرَّبِّ ويقرر أن يَفعلَ ما هو حَسناً في عَينيهِ. والذي يُرضي الرَّبَّ خالقُ كلَّ شيءٍ، سوف يَرى أن حَتى مَا يتمناهُ في قلبهِ يتحققُ لهُ.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز