رسالة اليوم

21/01/2018 - أيامٌ مُمجَّدةٌ

-

-

"وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحَشْوِيرُوشَ، هُوَ أَحَشْوِيرُوشُ الَّذِي مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً." (أستير 1:1)

 كانت أيام أحشويروش، ملك فارس، رائعةً. وكان مُلكَه واحداً من الأعظم في كلِّ الأزمنة، فقد جاء بعد المُلك البابليّ الذي سبى أطفال إسرائيل لتتميمِ كلام الربِّ. اليوم، كلُّ ما يحدث في العالم لرفقائنا المعاصِرين فقط يحدث للهدف ذاته: تحقيقاً لكلام الربِّ. ولا يحدث شيئاً غير متوقّع من الربِّ. لهذا يجب أن نُصغي لما يُخبرنا به الربُّ وأن ننتبه لكلِّ أمرٍ. فعاليتنا، صلاةٌ صلبةٌ تقتدرُ كثيراً (يعقوب 16:5). فلن تنجحَ تهديدات عدُّونا إن كنَّا نؤمن بالله (أشعياء 17:54).

 كان العديد من أنبياء الله القدير دقيقين في النبوَّات التي تنبؤوها عن سقوط مملكتيّ يهوذا والشَّمال، وأيضاً عن السَّبي اللاحق لأطفال إسرائيل إلى بابل. حتَّى أنَّهم توقَّعوا كم من الوقتِ قد يدوم أسرُهم.

 إذاً، إن كان النَّاس يقرؤون الكتاب المقدَّس ويؤمنون بالله، سيدركون أنَّ الله لم يتفاجأ مطلقاً، وإنَّ سلطانه يسود على كلِّ الممالك. إنَّ الذين يظنُّون أنَّهم أقوياء، يفكِّرون بحماقةٍ أنَّهم نالوا انتصارهم بذراعِهم القويَّة وموقفهم من السّلطة. وعلى الرَّغم من ذلك، لن ينال أيُّ أحدٍ قوَّةٍ ما إن لم يتلقَّاها من فوق. لقد سقطت الملكة وشتي وأُقيمت أستير عوضاً عنها (أستير 19:1، 17:2).

 لا يحدث اليوم شيئاً في العالم ليس له أهميَّة. في الحقيقة، حتَّى ظهور البعض من "هامان" (أستير 24:9) سيكون لخير أولئك الذين يحبُّون الله –الذين يحفظون وصاياه ويُطيعونها (يوحنَّا 21:14)- واليوم الحاضر "مردخاي" بلا شكٍّ هو اليوم الأكثر حظاً (أستير 3:10). إنَّ دعوات الانضمام إلى جسد المسيح، عمل الله، وأيضاً موافقاته تعتمد كلَّيَّاً علينا. كلُّ ماعلينا فِعله أن نتشجَّع ونكون أقوياءً.

بسبب عجرفة غطرستهم، يظنُّ الأشرار أنَّ الله هو الإله الذي يرى كلَّ شيئٍ ويعمل ما يراه مناسباً. لكنَّ الأبرار لديهم نوعٌ آخر من الفهم: فهم يعرفون أنَّ الازدهار والسّلطة التي حصلوا عليها تُستخدمان لمساعدة الآخرين إمّا بتوظيفهم أو بمساعدتهم في أوقات الحاجة والعيش بالبرّ.

 إنَّ الذين ينتمون لشعب الله يملكون العديد من الأسباب للعيش بسعادة وبلا خوفٍ. لذلك، نحن سعداء حتَّى لو كنَّا مُضطَّهَدين. بسبب ذلك لا تعتمد سعادتنا على كمية المال الذي نملك، وعلى مواقفنا وماذا يقول النَّاس عنَّا. نحن شعبٌ يملك القوَّة لتحقيق النَّصر دائماً؛ وكذلك، نحن نتملَّك الآن وسنستمر بالتَّملُّك أيضاً إلى الأبديَّة.

 إذاً، الدّروس التي تعلَّمناها من كلمة الله لا تُنسى أبداً. تُبرهن الحوادث في أيام الملك أحشويروش أنَّ أولاد الله سيكونون مُسَاعَدِين دائماً. لذلك، ارفع رأسك عاليَّاً لأنَّ أبانا السّماويّ لن يسمح بسقوط شعرة واحدة من رأسك إن لم تتوافق مع مشيئته الكاملة والمقدَّسة (لوقا 7:12).

محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز