رسالة اليوم

20/01/2018 - كلامُ الربِّ

-

-

"كَلاَمُ نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا: حَدَثَ فِي شَهْرِ كَسْلُو فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ، بَيْنَمَا كُنْتُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ." (نحميا 1:1)

 يعمل خدَّام الله بناءً على الكتاب المقدَّس حتَّى عندما يكونون مشغولين بشؤونهم الدّنيويَّة. وهذا ما حدث مع نحميا، ساقيّ الملك ارتحشستا. لم يكن متهاوناً بالتزامه مع الربِّ على الرَّغم من أنَّه كان في أرضٍ غريبةٍ ويملك وظيفة جيِّدة. علينا أن نحذو حذوه: فينبغي أن نكون دائماً على شركةٍ مع الربِّ العليّ تحت أيَّ ظروف، الإله الذي يسود على كلِّ شيء وكلِّ شخصٍ.

 أخوتي وأخواتي، لا شيء مفقود؛ فستتحقَّق كلُّ الخطط الإلهيَّة، حتَّى التي تعنيك في حياتك. إذاً، عندما يبدو ما من منفذٍ، عليك ألَّا تفشل بالإيمان بالله القدير؛ فبالنِّهاية، لا أحد يستطيع إعاقة الربِّ عندما يعمل.

 وكما قرأنا الآيات في النَّص السَّابق عن نحميا، نرى أنَّ الله استخدم زيارة حناني ورفقائه لنحميا لجعله يدرك دعوته لمهمّة ممجَّدة. كانت التَّقارير التي تلقَّاها عن أورشليم وسكَّانها كافيَّةً لروح الله ليلمسِ قلبَه. وعندما سمِع بالحالة المروّعة التي كانت بها الأرض المقدَّسة، بكى وناح. قد يبدو الأمر غريباً، فبوسط الفوضى والمعاناة، يستطيع الله جعلَ الكثيرين يدركون أنَّه الوقت لطاعة الوصِّية "اذهبوا واكرزوا بالإنجيل" ويرغمون أنفسهم للقيام بعمله.

 إنَّ الذين يؤمنون يتكلَّمون. لذا أسالك الآن، قارئي العزيز: ماذا عن كلامك؟ ماذا كنت تقول في صلواتك؟ ماذا عن الإجابات التي كنت تعطيها لروح الله؟ كيف كانت؟ لا تصمت، لأنَّ الربَّ قد اختارك لعمل شيء ما باسمه بغضِّ النظر عن مهنتك وجنسك وعمرك وإمكاناتك الماديَّة أو الثقافيَّة؛ فالله العليّ يعلم دائماً ماذا يفعل.

 لكي نتمِّم دعوتنا بنجاحٍ، يجب أن نصلِّي. إنَّ الذي يدعونا حكيمٌ بكلِّ تأكيد، وسنكون ناجحين إن أصغينا لإرشاده. يجب ألَّا نقلِّد أولئك الذين فعلوا إرادة الله قبلنا، لأنَّهم عاشوا بفترة من الزَّمن وما فعلوه كان فعَّالاً لرفقائهم المُعاصِرين.

 كانت خطَّة الله لموسى مخصَّصةً له؛ والتي لداود كانت مصمَّمةً له بشكلٍّ خاص؛ والتي لبولس كانت أيضاً مختلفةً، وكذلك الخطَّة التي لي ولك.

 لقد صلَّى نحميا وأعطاه الله الحكمة للحصول على الإذن الملكيّْ. وهذا ما يحدث للذين هم تحت القيَّادة السَّماويَّة. لا تكترث بما يقوله النَّاس، إن كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين. ما يهم هو أن نفعل ما يوصينا الربُّ به، وبالنِّهاية، إن طلبنا مشورته لن نخفق أبداً.

 لقد منح الله العليّ نحميا انتصاراتٍ عدَّة؛ وهذا تماماً ما سيحدث للذين يكترثون لكلامهِ. سيقودك الله للنجاح بلا شك. فكلُّ ما علينا فعله الالتزام بوصاياه لنرى مجده في دعوتنا.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز