رسالة اليوم

19/01/2018 - الله في موضع القيادة

-

-

"وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ عِنْدَ تَمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضًا قَائِلاً:" (عزرا 1:1)

 إنَّ الله سيفعل أيَّ شيءٍ ليحقِّق وعوده، ولا يحدث شيءُ بلا موافقته – لا يصبح أيُّ حاكمٍ قائداً قويَّاً ما لم تكن تلك إرادة الآب. هو يُلهِم أرواح أولئك الذين يريد أن يستخدمهم، والحكماء يطيعونه.

 في الحقيقة، لن تسقط مطلقاً أيُّ نبوَّةٍ إلهيَّةٍ، لأنَّ كلَّ الكلمات التي يقولها الله القدير هي كلماتُ الحقِّ. نرى في النَّص السَّابق أنَّ الأمر الذي بدا مستحيلاً قد تحقَّق في السَّنة الأولى من حكمِ كورش. كونه كان في بداية حكمه، ربَّما كان على ذلك الحاكم حلّ الكثير من القضايا، لكنَّه على الرَّغم من ذلك أطاع حالاً الإرشاد الإلهيّ بالسَّماح لليهود مغادرة منافيهم في بابل للعودة إلى أورشليم لغرض إعادة بناء هيكل الربِّ.

 إخوتي وأخواتي، لا أحد يستطيع إعاقة الآب السَّماويّ عندما يضع خطَّة ما قيد التنفيذ. لذلك، ينبغي ألَّا نكون خائفين من جبروتِ أو تهديدِ شخصٍ ما أيٍّ كان. لا يخفى على الربِّ أمرٌ! فقد تجد من الصَّعب تصديق هذا، لكن في كلِّ الأوقات جميع الحكَّام الذين كانوا أو الذين ما زالوا – أو قد يصبحوا – في قيادة شعبٍ ما، تمكَّنوا فقط من الوصول لهذا الموقف بموافقة الربِّ. إضافة لذلك، نستطيع القول أنَّ كل أمَّة تمتلك الحاكم الذي تستحقَّه بالإذن الذي يأتي من السَّماء الذي يعتمد على إيمان ومحبَّة تلك الأمَّة نحو الآب.

 ليس علينا أن نكون مجبورين، لكنَّ الرّب يسمح لبعض الحوادث السّيئة لأخذ مكانٍ لتتميم خطَّته. إذاً، ألن تكون الطريقة الأفضل إن طلبنا من الرّب إرشادنا للخيار الأفضل عوضاً عن دعم هذا أو ذاك المرشَّح؟ لا شكّ بذلك، سيكون الشّيء المثاليّ لفعله، لكنَّنا لا نقوم به. بسبب ذلك نحن نتعرَّض دائماً للمتاعب.


يخبرُنا الربُّ من خلالِ تنبيه روح كورش أنَّه بإمكانه فعل الأمر ذاته اليوم. من كان ليقول بأنَّ "السِّتارة الحديديَّة" قد تسقط؟ لكنَّها سقطت! إنَّ الأمر ذاته يحدث للبلدان التي لا تسمح للإنجيل بالانتشار في أراضيها. حسناً، أنا واثقٌ تماماً أنَّه في الأماكن التي يصعب فيها الآن نشر الإنجيل، سيعلن خدَّام الله العليّ هناك "الطريق" للذين قُمِعوا روحيَّاً لقرونٍ عدَّة.

 إنَّ الحكماء يقولون دائماً "نعم" لما يقول لهم الربُّ، تماماً كما فعل إرميا عندما فتح فاه لنقلِ رسالةً إلهيَّة لكورش. فبالوقت المناسب، عَمل الله العليّ على تتميمِ تلك النبوَّة. أخوتي وأخواتي، ضعوا في اعتباركم دائماً أنَّ كلام الله لن يعجز عن التحقُّق. آمن بكلِّ ما يقول لك الربُّ لأنَّه لن يعجز عن تحقيق الكلمات التي تعلنها شفتاه.

 محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز