رسالة اليوم

16/01/2018 - نسلٌ ملعونٌ

-

-

"وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ." (ملوك الثاني 1:1)

وفقاً لسجلَّات الكتاب المقدَّس تعرَّض  إسرائيل  لمصيبة أن يحكمه آخاب، الرَّجل الذي يخدم مصالحه الذاتيَّة تماماً. حسناً، نفَّذ ذاك الملك العديد من الأعمال الفاحشة لإغاظة الرب أكثر بكثير ممّا فعل الذين حكموا أراضي إسرائيل قبله. قاد هذا الشَّغف القائد للأعمال الأثيمة، إلى جانب امرأته، لتحويل أرض شعب الله إلى مركز ضخم من السِّحر كما لم يسبق له مثيل.

كان آخاب وامرأته إيزابل خبراءً بالأعمال الشّرِّيرة. في يومٍ من الأيام، شعر ذاك الحاكم في قلبه برغبةِ شراء كرم نابوت اليزرعيلي. لكنَّ مالك الكرم لم يرغب بالتَّفاوض مع آخاب، وقد صُدِم آخاب، لكن سيطرت امرأته على الوضع فَرُجِم نابوت حتَّى الموت. ويوَضِّح هذا الأمر كيف نفَّذ هذان الزوجان حُكميهما بقسوةٍ. إلى جانب ذلك، كان آخاب رجلاً تافهاً: فقد بنى منزلاً من العاج (ملوك الأول 39:22). وبالنِّسبة للمعارك، كان في الحقيقة ناجحاً في البعض منها، لكن  انتهى به الأمر مقتولاً في واحدةٍ منها بسهمٍ عشوائيٍّ.

ولأنَّ الله إله المحبَّة، أرسل مواطناً جلعادياً لتوبيخ ذلك الملك؛ سفيراً، والذي أصبح فيما بعد معروفاً بالنَّبيّ إيليَّا. لكنَّ آخاب لم يصغِ لإيليَّا لأنَّه أحبَّ الشَّر. وإيليَّا، بقضاءٍ إلهيٍّ، أمر السّماء ألَّا تُمطر في كلِّ أرض إسرائيل لمدَّة ثلاث سنين وستة أشهرٍ. واعتقد بأنَّه أدرك أنَّ كلمة ذاك النبيّ سادت وأيضاً شهد الهزيمة التي ألحقها إيليَّا بأنبياء البعل الأربعمئة والخمسون وأنبياء السّواري الأربعمئة، ولم يغيَّر آخاب سلوكه. التقى به النبيّ إيليَّا ثانيةً فيما بعد في نبوّة موت آخاب وامرأته وأيضاً دمار كلَّ عائلته. بعد ذلك، تواضع آخاب لكنَّه لم يرجع بالحقِّ إلى الرَّبِّ.

بعد موت آخاب، تحقَّقت كلُّ كلمة تنبَّأ بها إيليَّا. قُتِل النسل الملكي ولم يبقَ أحدٌ ليملك على الأسباط العشرة. أيضاً، شعب موآب الذي كان مضَّطراً على دفع الجِّزية لإسرائيل، أصبح متمرِّداً في السِّيادة الإسرائيليّة.

ما من شيئٍ مبارك لم يُبنَ بمعونة الله. على سبيل المثال، الشَّخص المسؤول عن شراء شُقَّة في شركة معيَّنة يقبل الرّشاوى مقابل أيُّ "خدمات" هو أو هي قد يفعلون ذلك، سيدركون في اليوم العظيم أنَّهم كانوا يأتون بلعنةٍ لنفوسهم ولنسلِهم.

سيحدث المثل للأزواج الذين لم يكونوا أمناءً، وكذبوا تحت القسَم أو سبَّبوا فضيحة لعمل الله. إنَّه أمر جدِّيّ للغاية، إخوتي وأخواتي! لا نقدر أن نستهين بصبرِ أبينا السَّماوي ورحمته.

الذين يقودون شركةً ما أو كنيسة، أو من هم أرباب أسَرهم عليهم أن يتيقَّظوا ويبتعدوا عن الشَّهوات. هناك أشخاص يجرؤون على توجيه تهمٍ ضدَّ إخوتهم، وبالتَّالي يحتقرون كلمة الله. والأسوأ عندما يقيم شخصٌ ما دعوى ضدَّ الكنيسة، التي رأسها المسيح. ألا تعتقد أنه سيكون أكثر ربحاً لتعاني من الخسارة، هل كان هناك حقاً؟ أين روح عبيد الله في هؤلاء الناس؟ لا تفكِّر في ذلك!

محبَّتي لكم في المسيح


د. ر. ر. سوارز