رسالة اليوم

15/01/2018 - جميعُنا متشابهون

-

-

"وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يدفأ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ." (ملوك الأول 1:1-2).

 كان داود بلا شكٍ الرَّجل المحبوب من الله؛ لكن بالرغم من أنَّه قد أمضى حياته محفوظاً من الشِّرير، لم يعفيه الله من تقدُّمه بالسِّن. في الحقيقة، لم يقل الله العليّ أنَّه كان سيفعل ذاك مطلقاً. فقد حقَّق الله كلَّ وعوده، لكن لن تتحقَّق مطلقاً الأشياء التي لم يعدْ بها.

 بعض الأشخاص يصلُّون كي لا يختبروا الموت؛ والبعض الآخر يطلبون المزيد من الوقت على الأرض إلى يوم مجيء الربِّ يسوع الثاني. أخوتي وأخواتي، ليس هناك استجابة من الله لتلك الصّلوات لأنَّها لا ترتكز على وعدٍ إلهي. إذاً، هيئوا نفوسكم: جميعنا سنتقدَّم بالسِّن، لأنَّنا جميعاً متشابهون. بناءً على النَّص الكتَّابيّ، احتاج الملك داود أن يستدفِئ لأنَّه كان رجلٌ متقدِّماً في السِّن. لذلك، اُختِيرت امرأة شابة تُدعى "أبيشج" لتقوم بتلك المهمّة. فقد يستاء البعض من هذا الأمر، لكنَّها كانت عادةً رائجةً في تلك الأيام. إن كانت تلك المرأة المختارة ممرضةً، كانت لتحمِّم الملك أو تنظفُّه ولن يستاء أحدٌ من ذلك الأمر. فعندما كان واجبها أن تدفئ الملك المتقدِّم في السِّن، الكثير من العقول ستفكِّر بالشهوَّة في هذا الأمر. لو كان داود رجلاً شاباً لكان قد تزوَّج بها ولن يستطيع أن ينطق أيُّ أحد بكلمة.

 حديثٌ روحيٌّ، عندما تتقدَّم رسالة الإنجيل بالسِّن ولا تعطي الدفأ لسامعيها روحيَّاً، فهي توصي بايجاد "امرأة شابَّة" –حديثة وجميلة، ملتزمة بالقداسة، لديّها القوَّة للقيَّام بالعمل، ترغب دائماً بإراحة المحتاجين وتكون مكرَّسة كلِّياً للإنجيل –لأجل الضَّائعين بقِدَم الأديان ليستدفئوا ويعيشوا بشكلٍّ جيدٍ. كان من المعتاد في تلك الأيَّام اختيَّار امرأة جميلة شابَّة لتدفئ الملك. فالربُّ أيضاً إلى اليوم ما يزال يبحث عن ذلك النوع من الأشخاص. يرمز جمال أبيشج الجَّسديّ إلى الجمال الروحيّ الذي على خدَّام الله العليّ أن يمتلكوه. تحتاج رسالة الإنجيل أن تُعامَل بعناية من قِبل شخصٍ جميل لكي "تستدفئ". كذلك، الكثير سيستفيدون بقوَّة الربِّ يسوع. سيُلهم الربُّ شخصاً ما ليأتي بأفكارٍ جديدةٍ ويجعل رسالة الله أن تكون الإجابة على قضايا كلِّ جيلٍ.

 أخوتي وأخواتي، كان الهدف روحيَّاً، بسبب ذلك لم يعرفها الملك. لم يأتِ في النصِّ أنَّه لم يكن قادراً على مضاجعتها؛ لكنَّنا نعلم فقط بأنَّه لم يفعل. ولكي نتجنَّب التَّشهير في عمل الله، ينبغي أن نتكرَّس للقداسة – وأن نكون جميعنا مخصَّصين للربَّ كلِّياً. عندما نكرِّس أنفسنا ونعمل في خدمة الرَّب سنأخذ بشارة الإنجيل للضَّالِّين وستدفِئهم روحيَّاً.

 محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز