رسالة اليوم

14/01/2018 - رجوعُ البَطل

-

-

"وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ وَرُجُوعِ دَاوُدَ مِنْ مُضَارَبَةِ الْعَمَالِقَةِ، أَنَّ دَاوُدَ أَقَامَ فِي صِقْلَغَ يَوْمَيْنِ." (صموئيل الثاني 1:1)

 لقد كان العمالقة أشراراً كباقي الأعداء: فقد غزوا صِقلغ وأخذوا الغنيمة المتبقَّية من خراب تلك المدينة، وأيضاً النّساء والأطفال. وذلك ما جعل داود، رجل الله، يذرف الدِّموع لأنَّه لم يعد يملك القوَّة. حسنٌ، الرِّجال العظماء أيضاً يذرفون الدُّموع عندما يجتازون بالمصاعب. علينا أن نلتفت للربِّ ونطلب منه القوَّة التي نحتاج  كي نؤدِّي التَّغيير الضّروريّ.

 عندما تعافى داود رجع خلف أولئك النَّاس القساة وهزمهم مع رجاله الستُّ مئة. وحصل على جميع ممتلكاتهم وعاد إلى صِقلغ التي سمع فيها عن موت الملك شاول وأبنائه الثلاثة. لقد أمضى داود أيَّامه متخفيَّاً من شاول؛ فالذي أراد أن ينهي حياته قد مات. ليس هناك شيء كنهاية المِحنة، وليس من أعداءٍ، مَّمّا يعني أنك لن تخسرَ المعركة في يومٍ ما. في الحقيقة، الخصوم مهزومون من شخصٍ أقوى منهم أو من قوانين حياة لا تُهزَم: الموت. والآن، الذين يثقون بالرَّب هم دائماً محفوظون وليس هناك أيّ سبب ليكونوا يائسين: فالله العليّ سيُريهم المنفذ.

 والآن، رجوعاً للنصِّ السّابق، تبدو لنا الحادثة الأولى كما لو أنَّ ليس لها صلة بالثانية، لكن الحقيقة أنّهما متصلتان. فشاول قد مات، وقد علم داود أنَّ جلوسه على العرش كان يقترب؛ وإنَّه تعيَّن كملك لإسرائيل من قِبل النّبي صموئيل منذ عدّة سنوات.

 سيعرف دائماً الرَّجل الحكيم الوقت المناسب والطريقة لتحقيق الهدف الذي دعاه الربّ لأجله؛ فكلُّ ما عليهم فعله أن يثبتوا بإيمانهم ولا يتورَّطوا بألاعمال الأثيمة. وبالرَّغم من التقدير الذي وجده داود شعرت روحه أنَّ مهمُّة أعظم كانت تُوضَع على عاتقه. وأمضى هذين اليومين بالتَّأمل فيما عليه إنجازه- كان قد صلَّى كثيراً.

 إنَّ مخافة الإنجيل وحياة الصَّلاة هما دلالة على "رجل الله". ومن الضَّروري أن نضع خلفنا رغباتنا الخاصَّة ونأخذ المهمّة التي منحنا إياها الآب عندما نصلِّي. فبعد أو قبل التَّواصل مع الله علينا أن نتَّخِذ القرارات.

 غادر داود صِقلغ ليتولَّى المُلك. لقد حسبه الرَّب رجلاً حسب قلبه، وكان جاهزاً ليصبح ملك إسرائيل. السِّنين التي كان مُضطَّهداً بها من شاول منحته الكثير من الثقة في الرّبِّ، وكانت الأساس في الموقف الذي كان عليه اتخاذه وسط الشَّعب.

 يا أخي، لا تيأس إن كنت تواجه المِحن اليوم! ما من شيء يحدث معك مخفيٌّ عن عينيّ الرَّب. اخشَ الربَّ! ذاك هو السِّر لتنتصر على كلِّ محنةٍ.

  محبَّتي لكم في المسيح

 د. ر. ر. سوارز