رسالة اليوم

12/01/2018 - أحداث غير مُفسَّرة

-

-

"حَدَثَ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ أَنَّهُ صَارَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَابْنَاهُ." (رعواث 1:1)

 كان القضاة في زمن الكتاب المقدَّس يُقامون بأمرٍ من الله ليحكموا شعبهم كي يسود السلام والبر في أراضيهم. ولكن على الرغم من ذلك، بسبب حدوث مجاعةٍ في بيتَ لحم، اضطرَّ العديد من الناس للذهاب إلى موآب بحثاً عن حياة أفضل، لأنَّ الحقول الموآبية كانت غنية.

 لم يشأ الربُّ أن يكون لشعب إسرائيل ملوكاً، ولكن في وقت الأزمات عندما كان يصرخ أبناء إسرائيل لله العليّ، كان الربُّ يقيم قضاةً ليحكموهم. وكان القاضي يتولى هذه المكانة إلى أن يتحرَّر الشعب، ويتيقَّن بأنَّ السلام سيسود في إسرائيل ليوم مماته. وكانت الأرض تزدهر وتصبح هادئة خلال حكم القاضي للأمَّة بأكملها.

 لكن عندما كان يموت القاضي كان الشعب يعود لعمل الشرِّ في عينيّ الربَّ، وبسبب ذلك تعرَّضوا للظلم إلى أن عادوا لله العليّ ثانيةً وطلبوا الرَّحمة. فسمع الله لصراخهم وأقام شخصاً ما لتحريرهم وحكمهم.

 خدَّام الله أولئك لعبوا دوراً هامَّاً بالنسبة لشعب إسرائيل؛ فعندما كانوا يقومون بمهامهم كان السلام والبر يسودان على الأرض. في الحقيقة، في تلك الأيام كان الشعب يشعر بمخافة الربِّ فقط بسبب قيادة القضاة لهم بيدٍ من حديدٍ. وقد يحصل الأمر ذاته في أيَّامنا هذه لكن ليس في السياق ذاته. فعلى سبيل المثال، عندما يطلب ربُّ الأسرة من أفراد الأسرة ويأمرهم أن يطلبوا الآب السماوي، في الَّلحظة التي يفارق بها الحياة أو عندما ينتقل أحدهم إلى مكان آخر بعيداً عن سلطته، فمن المحتمل أن يبتعد هذا الفردُ عن الله. من جهة أخرى، إن جلبنا الناس لمعرفة الإنجيل بالحقِّ، فإنَّنا لن نواجه تلك المشكلة.


حتَّى عندما كان القضاة يرضون الله الآب، إلَّا أنَّ الشعب كان يتعرَّض في بعض الأحيان للمصائب والمجاعات. واليوم، حتَّى عندما نكون تحت سلطة رجال الله، إن لم نتيقَّظ فقد نتعرَّض للمصائب المتنوِّعة.

 بسبب المجاعة، غادرت عائلة أليمالك بيتَ لحم (التي تعني "بيت الخبز"). لذلك اتَّجهوا إلى أرض الموآبيين بحثاً عن حياة أفضل. وكان الموآبيِّون نشأووا بسبب العلاقة المحرَّمة بين لوط وابنتيه الَّلتين اسكرتاه وأغرتاه ليضطجع معهما – كانت غايتيهما الحفاظ على نسل أبيهما (تكوين 30:19-38).

 حسنٌ، لا يوجد شيءٌ حسن في حقل الخطاة، المعاناة فقط، لأنَّه المكان الذي يتحرَّك فيه العدو بحرَّيةٍ. أُخوتي وأخواتي، بإمكاننا –بل ويجب علينا- أن نذهب إلى ذلك الحقل ونأخذ الطعام (كلمة الله) للجيَّاع، لكن من دون أن نتوقَّع وجود أي شيء صالح. لقد رأت نعمي، امرأة أليمالك، زوجها وابنيّها يموتون في ذلك المكان. ويُظهر لنا ذلك أنّه لا يجب أن نطلب المساعدة في المكان الذي لا يكون فيه اسم الرب ممجَّداً لأنَّ الثمن سيكون باهظاً!


محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز