رسالة اليوم

11/01/2018 - أكرِمْ قائدَك!

-

-

وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «مَنْ مِنَّا يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَوَّلاً لِمُحَارَبَتِهِمْ؟» (قضاة 1: 1)

 تنتهي خدماتنا عندما تنتهي حياتنا، ولكن عمل الرَّب يجب أن يستمرَّ. وقد كرَّم بنو إسرائيل قائدهم حتى وفاته ورفعوا صلاتهم للعليِّ، كي يتّخذ موقفه قريباً من شخص يختاره. حدث ذلك لأنهم كانوا يعلمون أنهم مضطرّون للقتال من أجل مواصلة المشروع الإلهي لأنه لا يتوقف أبداً؛ ولا حتى عندما يموت قائد هذا العمل.

 وعندما يموت خادم الله المسؤول عن تنفيذ عمله ويُؤخَذ إلى فردوس الرَّب، انتهت خدمته. عندها لا يجب أن تقع عائلته في تجربة التفكير أنّ الواجب الذي أدّاه المتوفى هو نوعٌ من الأصول المادية، على سبيل المثال، يجب أن يرثوا مزرعةً. لا يهمّ ما إذا كان قد تمّ استدعاء خادم الله لبدء مهمّة معينة أو إبقائها - هذا شيءٌ شخصيٌّ جداً والعليُّ هو الذي يختار الشَّخص الذي يتولّى قيادته. ما حدث بعد موت موسى يوضِّح ذلك على ما يرام: على الرّغم أنه كان يمتلك ولدين (جرشوم واليعازر) لم يكن أحدٌ منهم يفكر في أن يصبح خليفة أبيه في المهمّة الموكلة إليه من قِبل الواحد الأبدي.

حدث شيءٌ مماثل ليشوع: كرّمه بنو إسرائيل عندما كان على قيد الحياة ولم نسمعْ أبداً عن أعمال شغبٍ منظمة للإطاحة بمن اختاره الرّب. بل على العكس، قبلوه سفيراً للعليَ. وبذلك تمكنوا من كسبِ المعارك التي خاضوها. ولعلَّ إسرائيل تعلَّم درساً من خلال التّمرّد الذي حصل ضدَّ موسى والقضاء الذي قام به الرّب عندما أهلك المتمرِّدين. أصغِ! لا ينبغي لأحدٍ أن يشير بالإصبع ضدَّ أولئك الذين انفصلوا لتنفيذ خطة الله لأنَّ القدير هو الواحد الذي يتقدَّم أمامَهم.

 يجب ألا نقبل أبداً أنَّ هناك شخصاً في وسطِنا يريد لإرادته أن تسود باستخدام السّياسة، سواءً سرّاً أو علناً، لكي يتمَّ اختياره. في الواقع، ما يجب علينا القيام به هو نصلي لله ونسأل عن ارشاده. بكلِّ الوسائل، ليس حسناً أن نسلبَ قائدنا الأسمى صلاحية اختيار رئيساً لشعبه.

 عرفَ الإسرائيليون أنَّهم مضطرّون لمواصلة عمل الله الذي سيكتمل بمجيء يسوع. بغضِّ النظر عن المكانة التي حُدِّدت من قِبله: يجب أن نقول "نعم" لدعوته: سواء كانت القيادة أو أي موقع آخر. هذا هو السّبب في أنّه ليس صحيحاً أن تتبنّى رغبة مماثلة لأبناء زبدي: أرادوا الجلوس عن يمين ويسار السَّيد (مرقس 10: 32-45). حتى أمّهم حاولت التدخل من أجل أولادها، ولكنَّ يسوع أقنعهم بالتّخلي عن ذلك: القائد هو ثمرة اختيار الرَّب، وليس نتيجة لتدخل أحد.

 بعد وفاة القائد، سوف يقيم الرَّب شخصاً آخر، ويجب علينا مواصلة خدمة سيِّدنا بحبٍّ وتفانٍ واحترامٍ جنباً إلى جنبٍ مع الشَّخص المُنتخب. عندما نواصل القيام بما قيل لنا، يا إخوتي، إلى جانب كونه عملاً مجزياً وشريفاً، نُظهِر أنّنا أمناء ومخلصون لأبينا. لذلك، يجب على أولئك الذين يؤدون عملهم أن يعرفوا أنَّ هناك جيشاً من الملائكة حولهم وحجم هذا الحشدِ يعتمد على ما ستكون الحاجة لإنجاز هذه المهمَّة. لذلك، لا تقلق، تمَّ التخطيط لمهمّتك بعناية من قبل القائد الأسمى.

محبتي لكم في المسيح

د. ر.ر. سوارز