رسالة اليوم

10/01/2018 - دَورُ السَّلف

-

-

وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلاً: 2«مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمُ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. (يشوع1: 1-2)

   يعرف الرَّب كيفية تدريب فعَلتهِ. وضع يشوعُ إلى جانب موسى بحيث  يرى يشوعُ رجل الله وهو يمرُّ من خلال تجارب صعبة ومن ثمَّ يخرج منها منتصراً. سيكون جيداً لجميع أبناء العليِّ أن يسيروا جنباً إلى جنبٍ مع هؤلاء الخدام الذين استُخدِموا من قِبله. لقد تعلَّموا الكثير. والرّب أقسَم لهم ومنحَهم وعودَه كي يتمكنوا من تحقيق دعوتهم بأشكالٍ متعدِّدة.

 بقدر ما لا نحبُّ الفكرة، أولئك الذين يخدمون العليّ سوف يذوقون الموت، في الواقع. نحن نعرف اثنين من البشر فقط  لم يكن لديهم تجربة ذلك: وهم أخنوخ وإيليا. رغم ذلك، لا ينبغي أن نقلق بشأن اليوم الذي نُدعى فيه. بما أنَّ الخالق لكلِّ شيءٍ هو أبونا، يجب أن نؤمن أنَّ تجربة الخروج من هذا العالم ستكون مدهشة لأننا سنمرُّ من خلال أبوابِ المجد.

 الله لا يُؤخَذ على حين غرَّة وهو يعرف الوقتَ المناسب الذي نكلَّف فيه بمهمّة في العملِ المصوَّر لنا. سوف يستقبلنا بنفسه عندما يأتي اليوم. ومن المُحزن أن نرى الناس يتعاطون السِّياسة في بعض الطوائف المسيحية كي ينتخبوا قائداً ما أو قِسَّاً. ومع ذلك، يحق للقائد فقط أن يدعو ويمنح المسؤولية لأولئك الذين اختارهم ودرَّبهم. وأنا لن أتمتّع حيث لا يريد الله لي أن أكون.

 حتى لو كنتَ تشعر أنك مؤهلٌ لتولّي مهمَّة معينة، اسمحْ للرَّب بأخذ زمام المبادرة لأنه في الوقت المناسب سوف يمنحك إيّاها. تذكّر قوله أنَّ لا أحد سيكون قادراً على تعطيل عمله في أي وقت. ولا يتعيَّن علينا أن نحرِّك إصبعاً واحداً لتأكيد حقوقنا. إنّ الله نفسَه هو الذي يَرفع ويُنزل. وهو يعرف كيفية القيام بالأشياء. فالرَّب هو الذي أخرج يوسُف من السِّجن ليحكم مِصر التي كانت أعظم دولة في العالم آنئذٍ.

 سنُعطى وعوده بيديه كوننا مفوَّضين مِن السّلطات العليا. ومع ذلك، قد لا نحصل على اِلهام من أبينا إذا كنّا نهتمُّ بإرشادِ شخصٍ آخر. فهو لا يقدِّم الوعود فحَسب، بل يعضدنا أيضاً وفقاً لإرادته من خلال تقوية قدراتنا، على سبيل المثال، لقيادة مجموعة من النَّاس.

يجب على المختارين عدم رفض دعوتهم وعدم الشّعور بعدم أهليتهم للخدمة التي تمَّ تعيينهم لإنجازِها. ليس حسَناً إعطاء أعذارٍ كما فعلَ موسى. الله لا يخطِئ أبداً عندما ينشِئ اختياره، ويعرف جيداً استعداد الشَّخص. عندما نُلاحظ ما قِيل ليشوع في الآية أعلاه،  نرى أنَّ ابن نونٍ كان يصلّي حول ما كان يظنُّ خطأً عن عجزه. فعل ذلك لأنّه يعتقد أنَّ موسى كان أكثر استعداداً منه - وربما اقترحَ أن يعودَ موسى للحياة.

 ولكن الرب أكد ذلك عندما قال: «مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمُ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ.  (يشوع 1: 2)

  محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز