رسالة اليوم

09/01/2018 - لا تخسرْ الكلمات التي نطقَ بها رجلُ الله!

-

-

 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ.(التثنية1:1)

  لا يتحدَّث الله أبداً دون غَرضٍ، لهذا السَّبب يجب علينا أن لا نتصرَّف مثل طلابٍ متهوِّرين لا يولون اهتماماً لِما يتعلَّمون. نحن بحاجة إلى ملاحظة كيف كنا نتصرَّف وكذلك الكلمات التي فشِلنا في نطقِها وفقاً لما أظهره الرّب لنا. يجب علينا أن نضعَ الكلمة موضع التنفيذ وأن نكون فَعَلة الله، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ العليّ لا يتحدَّث كلماتٍ مختلفة بطريقة مختلفة من خلال مصادر مختلفة لأنَّ كلمته هي واحدة.

 هناك طلابٌ يقِظون في جميع المدارس الرّاغبة في التّعلم وهناك آخرون لا يولون أيَّ اهتمامٍ لِما يتمُّ فِعله على الإطلاق. اتضحَ أنَّ أولئك الذين تمَّت الموافقة عليهم أو اجتازوا الاختبار عن طريق الغِشّ يعتقدون أنّهم أذكاء جداً. ومع ذلك، فهم لا يغشّون أساتذتهم فقط، بل يخدعون أنفسَهم أيضاً لأنّهم سيجدون ذلك في وقتٍ لاحق عندما يحتاجون إلى تلك التعاليم، سيكتشفوا أنّهم خسِروا فرصاً كبيرة للتّعلم. بينما التلاميذ الجيّدون هم مجتهدون أوّلاً، وعندما يجري اختبارهم أو عندما تتوفر فرصة عملٍ لهم، سوف يكونوا ناجحين.

شيءٌ مماثل جدّاً لذلك يحدث في عمل الله: بعضُ الناس يودّون فقط الذهاب إلى الكنيسة في أيام خاصّة، عندما يكون هناك خدمة مقدَّسة، في عيد الميلاد، أو ليلة رأس السَّنة الميلادية، في يوم الجمعة العظيمة أو عندما يكون هناك واعظ شهير على المنبر. حسناً، الشَّيء الجيد الذي يجب القيام به هو أن نكون دائماً في بيت أبينا لندرك كلَّ ما يقوله الرَّب. لا يقول شيئاً عبثاً. ومن الجيد أن تتذكر أيضاً أنك بحاجة إلى  أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ.(2 تيموثاوس15:2)

 بفعلِ ذلك، ذات يومٍ سوف ندعى لتحمّل المسؤولية عمّا قمنا به من خلال السّلطة التي مُنِحت لنا. إذا كنا قد أهملنا وفشلنا في إنجاز ما كنا قد أُمِرنا به، ستقع علينا المسؤولية، وهذا يعني عن تلك النّفوس التي ضلَّت. أولئك الذين أعطيت لهم مهمّة - وهي مهمَّة إذا أنجِزت، يمكن أن تنقذ الكثير من الناس - ولكن الفشل في تحقيق ذلك سيكون بالتأكيد ورطة أبدية.

 علينا أن ننتبه أكثر لِما أمِرنا به لنؤدي مهمَّتنا بكلِّ قوَّتنا. إن وضعنا إيماننا موضع التنفيذ وبالتالي تلبية دعوة الله، سوف نكون موضع ترحيبٍ من قِبله بدلاً من تلقي إدانته بسبب الإهمال أوالكسل. هل يمكنك معرفة كيف سيؤثر ضمير المرء على التعلّم إن كان فشل الشَّخص في القيام بعمل الرَّب قد ساهَم في الهلاك الأبدي لإنسانٍ ما؟

 ومن الجوانب الهامّة الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار حقيقة أنَّ الله ليس إله تشويشٍ (1 كورنثوس33:14)، لهذا السّبب ليس من الحكمة أن نسمعه يتحدث من خلال مجموعة متنوعة من المصادر في نفس الوقت أو زيارة العديد من الكنائس في محاولة للحصول على رسالة أوضح من الله لأنَّ ذلك قد يفسد ذهنك. كلمة الله واحدة فقط.

 لا ينبغي أن نقلقَ بشأن أيِّ شيءٍ شريطة أن نُنجز المهمَّة الموكلة إلينا؛ وسوف نكون مسؤولين فقط عن المهام التي أوكلت إلينا. لا توجد مفاجآت غير سَّارة لأولئك الذين يفعلون إرادة الله. على العكس من ذلك، هناك العديد من المسرّات مذخّرة لهم.

  محبتي لكم في المسيح

 د. ر.ر. سوارز