رسالة اليوم

03/01/2018 - محفوظين في يسوع المسيح

-

-

1يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ، إِلَى الْمَدْعُوِّينَ الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ، وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ). رِسَالَةُ يَهُوذَا ١:١ )

لماذا نفعل الخطيئة ثمَّ نعاني؟ يعلِّمنا الكتاب المقدَّس أنَّ هذا يحدث بسبب نقصِ المعرفة للكتاب المقدّس. إنَّ يسوع لم يفعل كلَّ صلاحٍ بالصّدفة؛ لقد علَّم كلمة الله وحفظ الوصايا.

قال يسوع في أيام خدمته، أننا نخطئ إن كنَّا لا نفهم الكلمة ولا قوَّة الله (متى29:22).  إنَّه أمرٌ لا يصدَّق على الرّغم أنَّ هذا الإعلان خرج من فم السَّيد، لكن لا أحد منّا قد تأثر بشدّة، وربما لا أحد استخدمه كموضوعٍ رئيسي في الصَّلاة. بدلاً من ذلك، ينتظر الكثيرون زيارة ملاك برسالة من الله يخبرهم فيها ما يجب القيام به. لكنّه فعلَ ذلك مسبقاً! لذلك، يجب على أولئك الذين يريدون النّجاح أن يفحصوا ما هو مكتوب في الكتاب المقدَّس؛ يمكننا أن نجد فيه جميع التعليمات التي نحتاجها لنكون ناجحين.

والسَّبب الذي جعل يسوع ناجحاً في كلِّ ما فعله هو أنه كرَّس نفسَه دون تحفّظٍ للكلمة المقدَّسة. كان يعلم أنَّ الوعود المسجّلة فيه كانت موجهة إليه. والآن، سيكون إيماننا قوياً مثل إيمان يسوع، وسوف نرى بالتأكيد القوَّة الإلهية عاملة لصالحنا إذا كنا نقدِّر الكتاب المقدَّس كما فعلَ هوَ.

قال النبيّ هوشع أنَّ شعب الله يعاني من نقصِ المعرفة (هوشع 4: 6). وألقى باللائمة على الكهنة لعدم الاهتمام بهذه الحقيقة؛ وهذا هو السَّبب في دمارهم. من الجيّد أن نتذكر أنَّ كلَّ واحدٍ منّا قد جُعِل كاهناً (رؤيا10:5). لذلك، عندما نُلقي الّلومَ على شخصٍ ما بسبب افتقارنا للمعرفة، فإننا نتحمّل خطأين فعلياً، بالنِّهاية نحنُ المستوجِبين الّلوم لقاء ذلك. يجب علينا أن نلتفت للكتابِ المقدَّس، وبفعل ذلك سنكون قد حصلنا على تعليمات الرَّب بسهولة.

أخوتي، لا توجد حجّة لكم لليأس أو اتباع التوجيه المخادع للشَّيطان- لأنه إن وَهن إيمانكم بالله، لن تريدوا خدمته بعد. هذا هو كلُّ ما يريد الشَّيطان أن يسمعَه منكم، حتى يتمكَّن من إتمام عمله المدمِّر والذي كان له تأثير على إيمان البعض أحياناً. استيقظ! نحن محبوبون جداً لدى الله الذي يستجيب دائمًا لجميع صلواتِنا فما الذي نفتقر إليه؟

وهناك المزيد ليُكشف عنه بحسبِ إعلان يهوذا الذي استخدمه الله ليكتب هذا السِّفر الصَّغير البالغ الأهمية ضمن أسفار الكتاب المقدَّس - فكلّ ما نحتاجه كي لا نسمحَ للعدوِّ أن يسبِّب لنا الضَّرر، هو أن نعلم أننا محفوظين في يسوع. يا له من تعبيرٍ هائلٍ! هل تعتقد أنَّ الشَّيطان حقاً يمكنه أن يغزوَ حياة من هم في طريق المسيح متى شاء؟ بالطبع لا! وبالمثل، ليس لديه القدرة أن يمسَّنا ما لم نعطي الشَّيطان موطئ قدمٍ بسببِ عدم معرفتنا للكتاب المقدَّس.

صلّى يسوع للآب قبل مغادرته العالم: حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ. أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ (يوحنا17: 12-15). لقد طلبَ المسيحُ من الآب أن يحفظ أولاده، لذلك أبانا الذي يستجيب دائماً لصلاةِ ابنه الحبيب- يحفظنا دائما بيسوع.

 محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز