رسالة اليوم

01/01/2018 - المحبَّة الحقيقيَّة

-

-

 "اَلشَّيْخُ، إِلَى كِيرِيَّةَ الْمُخْتَارَةِ، وَإِلَى أَوْلاَدِهَا الَّذِينَ أَنَا أُحِبُّهُمْ بِالْحَقِّ، وَلَسْتُ أَنَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ قَدْ عَرَفُوا الْحَقَّ. مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ الَّذِي يَثْبُتُ فِينَا وَسَيَكُونُ مَعَنَا إِلَى الأَبَدِ." (رسالة يوحنا الثانية 1:1-2)

 في النص السابق والذي يشبِّه فيه الرسول يوحنا نفسه بالشيخ –تمثل السيدة المختارة كنيسة المسيح وأولادها هم نحن- يمكننا أن نرى أنَّ الله حقاً يحبُّنا، والذين يعرفون الحق يجب أن يحبُّوا الكنيسة وأولاده أيضاً.

 نستطيع أن نتعلَّم دروساً هامةً ستساعدنا في رحلتنا الإيمانيَّة كما قرأنا في النصِّ الذي به شبَّه الرسول يوحنا الربَّ يسوع "قديم الأيام" بناءً على الطريقة عينها التي شبَّهه بها النبيّ دانيال. فواحدٌ منهما يعلِّمنا أنَّ الربَّ عندما يكتب إلى كنيسته يدعوها بالسّيدة المختارة، التي تتألَّف من مختلف الناس من كلِّ العالم، أي كل الذين قبلوا الربَّ يسوع كمخلِّص لهم. وهذا يدل على رعايته وحنانه نحو عروسه؛ الكنيسة.

 يصرِّح الربُّ يسوع إنَّ أبواب الجحيم لن تقوى على كنيسته المبنية (متى 18:16). لذلك، يجب على هؤلاء الإخوة الذين يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها أن لا يفقدوا الأمل كلما تعرضوا للاضطهاد، لأنَّ كنيسة الرب ستقاوم كلَّ أبواب الجحيم مهما قويت تلك الاضطهادات، لأنَّها تأسَّست في المكان الذي أراد الله أن تكون. إذاً، أولاد "السّيدة"، وعن طريق التمييز –أعضاء كنيسة المسيح- عليهم ألاّ يدعوا أيَّ شيئٍ أو شخصٍ ينحرف عن مثل هذا الموقف المميَّز.

 وينبغي علينا ألا ننسى التالي: إنَّ يسوع يحبُّنا حقاً. لذا لن نكون مرفوضين مهما يحدث. على العكس تماماً، كلُّ الوعود قد صُنِعت من قبل الآب السّماوي لنا، أولاده، سوف تتحقق. وسيعلِّمنا ما يجب أن نفعل في شتى الظروف؛ وسيرينا المنفذ لكلِّ الأزمات، وهو بذاته سيتداخل لصالحنا إن لزم الأمر.

 ينبغي علينا أن نتبع الطريقة التي يتواصل بها الرب مع كنيسته. وواجبنا أن نحب كنيسته، وأن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتها وحمايتها. يجب أن تكون السّيدة المختارة وأبناء الكنيسة محبوبين من قبل كل المؤمنين. وبالمناسبة، إنَّ المحبة الحقيقية موجودة فقط في أعضاء جسد المسيح. حسناً، مسؤوليتنا أن نظهر ذلك الشّعور من خلال حفظ الوصايا (يوحنا 21:14). وعندما نشعر بذلك نستطيع أن نكون يد العون لكلّ من يحتاج، لكن يجب علينا أن لا نفعل ذلك من تلقاء أنفسنا؛ بعد كلِّ شيء، سيقودنا الله العّلي لمدِّ يد العون لكل من يريد المساعدة. فقد منحنا أبونا السّماوي السلطان، وقد أعطى الرب يسوع هذه المهمة للروح القدس؛ أن يرشدنا إلى كلِّ الحق (يوحنا 13:16).

 وعلينا نحن المؤمنون أن نكون إيجابيين وواثقين، لأنَّ محبة الحق – الأداة التي نحتاج لعمل المشيئة الإلهية- لن تتخلى عنا مطلقاً. إذاً يا أخي، أطِع أبانا السّماوي؛ ولا تتذمر على أيِّ شيء، أو أن تكون نافذ الصّبر، لأنَّ الله سيقودك دائماً للمكان الذي يتمنى أن تمثله.

 محبتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز