رسالة اليوم

30/12/2017 - ذات النّوع من الإيمان

-

-

"سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (رسالة بطرس الثانية 1:1)

لقد حصلَ سمعان بطرس، عبد و رسول يسوع المسيح، على الإيمان الثّمين الذي بإمكاننا نحن أيضاً أن نحصلَ عليه اليوم. في الحقيقة، إنَّ إيماننا يعمل فينا بتلك الطريقة عينها التي عمل فيها بحياة أبطال الإيمان في الماضي.

 لقد حقَّق بطرس لقب أعظم رجل يمكن أن يكون: خادم المسيح. والذي تسلَّم خدمة الرّسول التي تنصُّ على أننا نستطيع الحصول على ذات الإيمان؛ بعد كلِّ ذلك، ليس لدى الله العليّ أنواعاً عديدة من الإيمان ليمنح أولاده. وليس من المحتمل أن يُعطي الله إيماناً ضعيفاً لبعضٍ وقوياً للبعض الآخر. حسناً، الإيمان هو عينه للذين تمَّت دعوتهم ليصيروا أعضاء في العائلة الإلهيَّة! ولكنَّ المواقف الإيمانيَّة التي نتَّخذها هي التي تصنع الفرقَ.

 ليس علينا فقط أن نقول بأننا خدَّام الله، لكن أن نعيش في ذلك الامتياز. ومن أعظم النِّعم التي حصلنا عليها هي أن نتمكَّن من خدمة خالقنا والإله المُطلق لكلِّ العالم والخليقة، لأننا سنعمل باِسمه وقوّته العاملة فينا، وأيضاً في خدمتنا أينما يُرسلنا للقيام بعمله. وبهذه الطريقة، لن يتغلَّب العدوُّ علينا مطلقاً.

 وبحسبِ رسالة بطرس، لقد حصلنا على إيمانٍ ثمينٍ، لأنَّ الله وضع فيه كلَّ ما يلزمنا. وهذا لا يجب أن يعني أننا نلنا إيماناً ضعيفاً؛ على العكسِ تماماً، فكلُّ القدرات الإلهية موضوعة فيه. إذاً يا أخي، بغضِّ النظر عن المعركة التي قد تحارب فيها، لا تدع الشَّيطان يخدعك، ولا تقلْ مطلقاً بأنَّك لست مؤهلاً لعمل إرادة الآب السَّماوي.

 لقد تحلَّى خدامُ الرَّب بالجرأة الكافية ليؤمنوا بأنَّهم تسلَّموا إيماناً قوياً ليجعلهم منتصرين في الوقت الذي كانت تتمُّ فيه كتابة الكتاب المقدَّس، ولم يكترثوا لتهديدات العدوّ. أولئك الخدَّام الحكماء صَمدوا واستخدَموا إيمانهم وكانوا منتصرين في كلِّ المعارك التي كان عليهم خوضها؛ فصنعوا عجائب عديدة، على سبيل المثال، جعلوا النّار عاجزة عن  حَرقهم (دانيال 6).

وكلُّ ذلك حدث من خلال برِّ المسيح: لقد مُنِح له كلُّ السّلطان مَّما في السَّماء وعلى الأرض (متى 18:28) عندما وُهب له أن يتألم بسبب خطايانا وأن يدفع الثّمن بسبب ذنوبنا بسفك دمِه من أجلنا لننال التبرير والخلاص. لم يقلِّل بطرسُ من مكانة الآب السَّماوي عندما دعا يسوع "الرَّب والمخلِّص" لأنّهم شخصٌ واحدٌ.

يتوقَّع الرَّب من كلِّ الخدَّام أن يتصرّفوا اليوم كما فعل أولئك في الماضي: فلم يراعوا الظروف التي كانت غير مناسبة مراتٍ عديدة، لكنَّهم وثِقوا بأنَّ الله العليّ لن يخزيَهم أبداً.  تحلّى أبطال الإيمان بالجرأة، الشَّجاعة والتّصميم، وكانوا شجعاناً أيضاً إذ آمنوا بما قاله الله في الكتاب المقدَّس، يا أخي، كما أنَّه قديرٌ في الحاضر، هكذا كان في الأزمنة الماضية.

 محبتي لكم في المسيح

د. ر.ر. سوارز