رسالة اليوم

19/06/2016 - كل الأشياء تأتي من الرّبّ

-

-

فَهِّمْنِي فَأُلاَحِظَ شَرِيعَتَكَ، وَأَحْفَظَهَا بِكُلِّ قَلْبِي. (المزامير 34:119)

أعلَن كاتِب المَزمور شيئاً هامّاً جدّاً في هذه الآية. أنّ الإنسان بنفسِه لا يُمكنه أن يعرف الحقيقية. نحن بحاجة للرّب بكلّ ما نفعَله. حتى من أجلِ فَهم وحفظِ الكلِمة، فمِن الضّروريّ أن يكون لدينا الفَهم الإلهي. فالذين لا يطلبون الحِكمة، تكون أعمالهم من نتاج الإنسان وليسَ من لَدُنِ الرّبّ.

في كلّ مرّة نقرأ الكتاب المقدّس ونستمع للعِظات، نحن بحاجة لمعونة الرّوح القدس كي نفهمها، بالرّغم من أنّها تحتوي على حقائق تاريخيّة ودروس بشريّة، فالكتاب المقدّس هو كتاب تاريخي، كُتِب كي يستخدِمه الرّب ليُنمي حياتنا. وبدون التّدخل الإلهيّ، يُصبِح مجرّد عمل أدبي يثير الإهتمام.

فلا يمكن للكائن البشريّ أن يتعلّم الطُرق الإلهيّة بنفسه وينتفع من الكتابِ المقدّس. لكن إن علّمه المعلِّم يسوع ستُظهر الكلِمة نفسها في الكتاب الحيّ الذي يحتوي على أروع الدّروس. فإذاً، لِمَا لا نطلب مساعدة الرّبّ كي نفهم الكلمة؟ قال يسوع عندما كانَ يتحدّث عن خِدمة وأعمال الرّوح القدس المميّزة، أنْه يعلّمنا كلّ شيء ويذكِّرنا بكلامِ الرّبّ. هل طلبتَ هذا مِن الرّبّ؟ فمَن يطلب هذا ويمكث عندَ قدميّ الرّب يسوع يُصبح حكيماً.

لن يستطيع أحد حِفظ شريعة الرّب، وتطبيق وصاياه والتمتع بالحياة الوافِرة دونَ مساعدةٍ إلهية. لأنَّ الرّوحيّات يُحْكَمُ بها رُوحِيًّا (1 كورنثوس 14:2) بمعونةٍ من الله، ليس بالعقلِ المثقّف. بل الفهم الذي نناله من الآب هو الذي يُحدث الإختلاف.

 ربّما يكون الشّخص كامل النّوايا الحسنة، لكن دون الفهم الذي يأتي من السّماء، لن يتمكّن من تطبيق العمل الذي يريده الله منه، فعمل الإنسان يجلب الحيرة والغضب، بالرّغم من أنّه يبدو كامِلاً أحياناً، لكن لن يكون ذو منفعة حتى للأمور الأرضيّة.

كلّ ما يأتي من فِكر الإنسان بلا قيمة في العالم الروحيّ. فقط بمعونة الرّب يكون الإنسان قادراً على فعل شيء يدوم إلى الأبد. فكلّ مولود من الجسد بلا منفعة.


محبّتي لكُم في المسيح

د.ر.ر.سوارز