رسالة اليوم

24/12/2017 - أعطِ اهتماماً للقوانين

-

-

 "وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لاَ يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا." (تيموثاوس الثانية 5:2)


لا يجب أن نعملَ عمل الرب برخاءٍ. لقد وضع يسوع لنا مثالاً قبل أن يوزِّع الخمسة أرغفة والسّمكتين (لوقا 12:9-17). إلى جانب ذلك، لا يحق لنا أن نضع تعاليم جديدة. كلّ ما علينا فعله هو أن ندرك سيادة الرب وأن نجاهد في معاركه بالحق واضعين في اعتبارنا أنَّ المكافأة النهائية هي غايتنا.


لا يمكن ابتداع أيّ أمرٍ جديد لإتمام عمل الله بنجاح. فيجب علينا إذاً أن نلاحظ الطرق التي اتبعها الأشخاص الذين كانوا في زمن الكتاب المقدّس وأن نقتدي بهم، كي نحققَ ذات النتائج. لقد تصرّفوا من خلال الوحي؛ فهم فعلوا ما اُخبِروا أن يفعلوه ولم يخشوا أيَّ تهديدٍ مهما كان. إلى جانب ذلك، فهم بكلِّ بساطة لم يبتدعوا وسائل جديدة لفعل أمرٍ ما لله العليّ. وأولئك الذين حاولوا فعل المثل لم ينجحوا. في النصِّ الكتابي، عندما استلم معلمنا الأرغفة والسّمكتين ليطعم الجمع الجائع، طلب أن يجلس الشّعب في مجموعاتٍ تتألف من خمسين ومئات. وهو لم يبارك أو يكثَّر الطعام قبل ذلك. وهو يرينا أنه يريد أن يكون كلّ شيء بترتيب عندما نفعل مشيئته. كان هؤلاء الناس يرغبون أن يأكلوا، لكن كان عليهم أولاً أن يتجهزوا كما حدَّد يسوع لهم.

 

أولئك الذين يقرِّرون تقليد خبراء التواصل، على سبيل المثال، ويبدؤون بفعل تعليمات "حكماء" هذا الدّهر، سوف يُدركون أنَّ ما فعلوه هو من ثمر الجسد العديم القيمة بالنسبة للرب. البابُ لا يزال ضيِّق والطريق كَرِب (مت 13:7-14)، فقط الذين يدخلون من خلال الرب يسوع يستطيعون أن يُسِرُّوا الله. عندما يتعلَّق الأمر بما يخصّ الله، من الأفضل أن نعيرَ اهتماماً لتعاليمه ونتبع قوانينه وأيضاً أن نتَّكل فقط على روح الرب.

أولئك الذين يقرّرون أن يقوموا بعمل أبينا بالطريقة التي يرونها أفضل لا يدركون سيادة ربنا على حياتهم وعلى عمله. أصغِ! إنَّ الله هو الشَّخص الأكثر نباهةً في الوجود. فهو الذي خلق كلَّ القوانين التي تحكم الطبيعة؛ ووضع الأرض والنّجوم الأُخرى في مدارها وجميعها تعمل إلى الآن بواسطته. وعندما ندعه يستخدمنا بالطريقة التي يرغب، سنكون بكلِّ تأكيد ناجحين في كلِّ المجالات.



في المقابل، أولئك الذين يبتكرون الوسائل للقيام بعمل الله لا يحاربون معاركه بالطريقة الصَّحيحة وهذا أمر خطير. لقد فعل هذا ابنا هارون وقد انتهى بهم الأمر أمواتاً لأن الله العليّ عدّ تصرفهم –دوافعهم الغريبة- ناراً غريبة على مذبح الرب (لاويين 1:10-2، عدد 61:26). لذلك يا أخي، عليك ألا تجلب ناراً غريبة للعمل الإلهي. أولئك الذين يأتون من الوثنية يجب أن يكونوا حذرين  ألا يستخدموا السِّحر في العمل الإلهي.



يخبرنا الرّسول بولس عن المكافآت في الآية التي ذُكِرت في الأعلى. ولا يوجد خطأ في اتِّخاذها كهدف؛ فبعد ذلك، إن كان الربُّ قد وعد فهو لديه غاية ما من وعوده. وكان من المُمكن أن يحتفظ بها كسرٍّ ويفاجئنا بها في اليوم الأخير لو لم يكن وجودها لغاية ما.


أنا أؤمن أنَّ لديه مكافآت كثيرةٌ لأجلنا. لكن، يمكننا أن نضع هدفنا الحصول على ما أعلن عنه الرب، ومن خلاله يمكننا السَّعي لفعل مشيئته المقدّسة. لكن بالطبع، يجب أن يكون كلّ شيء مستنداً على القواعد المحدَّدة مسبقاً.

محبتي لكم في المسيح

د. ر.ر. سوارز