رسالة اليوم

22/12/2017 - تَهديدٌ للإيْمانُ الحَقِيقي

-

-

"كَمَا طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِباً إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، لِكَيْ تُوصِيَ قَوْماً أَنْ لاَ يُعَلِّمُوا تَعْلِيماً آخَرَ، وَلاَ يُصْغُوا إِلَى خُرَافَاتٍ وَأَنْسَابٍ لاَ حَدَّ لَهَا، تُسَبِّبُ مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ الَّذِي فِي الإِيمَانِ" (١ تيموثاوس  1: 3- 4).

كانَ الرسُول بُولس قلقاً من دُخولِ العُملاء إلى الكنيسةِ. الآن، فلا يُمكن أن نكونَ مُتساهلينَ في المَسائلِ الرُّوحيةِ، لأن العُملاء الذينَ وصفهُم الرسُول هُنا، كانوا يُعلمونَ تعليماً آخراً لشعبِ الرَّبِّ، ويَخترعونَ خُرافاتٍ وقِصصٍ غَريبةٍ. ونظراً لأن الحِكمةَ البَشريةَ لا تَبني رُوحياً، فبنيانِ أبناءِ الربِّ العليِّ يأتي من الإيمان.

يُحذرنَا الكتابُ المُقدس هُنا، فبالرُغم من أن الرَّبَّ وخُدامهُ زرعوا الحِنطةَ فَقط، ولكِنَّ خلالَ نموها، كانَ هُناك زَوانٌ أيضاً نما معها(متى 13: 24-30). فقدْ نجحَ العدوُّ في إدخالِ البعضِ من عُملائهِ وسط شَعبِ الرَّبِّ. وقدْ استطاعوا أن يَجعلوا العَديدينَ يتركونَ الإيمان، وبِسب هَذا، سَيدفعونَ الثمنَ بَاهظاً بلا شك على مَا فعلوهُ. ويَجب أن نَعلمَ بأن لدينا تَعليمٌ واحدٌ فقط في الكنيسةِ وهو من الإنجيلِ المُقدس، الذي هو مَختومٌ بِختمِ الرُّوحِ القُدوس، ونحصل على هذا التعليم، عِندما نقرأ الأسفارَ المُقدسة أو عِندما نَستمعُ إلى الكرازِة بالكلمةِ.

في الواقعِ، ليْس كُلّ الذين يَنشرونَ تعاليمَ غَريبة هُم عُملاءٌ الشَّيْطانِ – فالبعضُ منهم يَفعلُ ذلك بِسذاجةٍ. لكنْ، هَذا لا يَنفي أنهُم مُذنبين، ومَسؤولين عنْ التشويشِ الذي يُسببونهُ لخُدام الله الحقيقيين. يصعُب علينا فهمُ مدى جُرأتهِم على اِرتكابِ مثل هَذا الخطأ، يَبدو أنهُم لا يدركون أنه في يومٍ ما، حَتى نَوايا القلبِ سوفَ تُكشف.

لماذا يَخترعُ بعضُ الأشخاص تَعاليمٌ تُخالف الإنْجيل ويَنشرونها ؟ لأنهُم لا يَعرفونَ التحذير القائل، بأنهُ لا يُمكن لأحدٍ أن يَبني على أساسٍ آخر؟ ولا يَفهمونَ أنهُم يُشوشونَ عملُ الله؟ فقدْ حذرَ يسُوع أن الذي يَكونُ سبَبَ عثرةٍ لأَحَد منَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِه فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ. (متى 18: 6). فويلُ للذي يُبعدُ شخصاً واحِداً عن طريقِ الله! فهُناك الأحمقُ الذي لا يَحسبُ عواقبَ ما سَوفَ يَحدثُ لهُ.

عادةً، ما تنشأ هذهِ التعاليم بَعدَ حدوثُ "مُعجزاتٍ خاصة" تم الاعلانُ عنهَا. ولكن، إذا تم فحصَ هَذهِ "المعجزاتِ" على ضوءِ الحَقيقةِ، ربما لنْ تكونَ مُعجزةً من الأصل. و "المُتخصصينَ في الخطيئة" يَجعلونَ العديدَ من الناس يُصدقونهُم، وكل مَا يفعلونهُ هو الكذب. فيذكرونَ على سبيلِ المثالِ أشخاصاً عَانوا كثيراً واِستشهدوا، وتَقابلوا معَ الله أو حَصلوا على زِيارةٍ من المَلائكة. فعادةً، كُل مَا يقولونهُ كذب، وليْس لهُ أي قيمةٍ روحيةٍ على الاطلاق.

إن بُنيان شَعب الله يَكون بِالإيمان، ويَتمُ بسماعِ كلمةِ الله (رومية 10: 17). وبِدونهَا، لا يَتم عَمل الله. وإذا تَخلت الكنيسةُ عنْ الكرازةُ بالكلمةِ وبدأت في اِستعمالِ تقنياتِ الاتصالاتِ المُقنعةِ، والفلسفاتِ الباطلةِ أو الاقترابُ من البشر واِستخدامِ مَبدأ للتسويقِ، فَهذا لا يَعني سوىَ "بَحرٌ من الغباءِ"، فالمؤمنينَ دُون سُلطانٌ من الآبِ، هُم تربةٌ خَصبةٌ لعمل العدوُّ. فلقد بُنيت الكنيسةُ على الايمانُ بِما يَقولهُ الرَّبُّ ليس إلا!

 محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز