رسالة اليوم

21/12/2017 - الرَّاحةُ والحِمَايةُ في كُلِّ وَقتٍ

-

-

"أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ" (2 تسالونيكي 3: 3).

يَحومُ العَدوُّ من حَولنا. ولكنْ ينبغي أن لا يُؤثر علينَا بِضجيجهِ، لأن الرَّبَّ أمينٌ وهو سَيثبتنَا ويَحفظنَا منهُ، فَلماذا نَخافُ؟ تُعلنُ لنا كلمةُ اللِه إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ(1 بطرس 5: 8). ومَع ذَلك، لا يَنبغي أن نَخاف مِنهُ، لأنهُ إذا كانَ يَقدر أن يُسبب لنا أي ضررّ، فالرَّبُّ لنْ يسمحَ لهُ بأن يَكونَ قَوياً علينا. يَكفي أن نَبقى ثَابتينَ في الإيمانِ، لكي لا نَشعُر بِهجماتِ العدوِّ. وأعلم أن الشَّيْطان يَستطيعُ أن يبتلعَ فقط ذاك الذي ليَس عِندهُ إيمانٌ ولا يَحفظُ مَكانتهُ في المَسيحِ.

يَجبُ أن لا ننزعجَ من ضَجيجهِ، لأنهُ يعلمُ أن هَذا هُو كلُّ ما يَستطيعُ فعلهُ لأولئكَ الذينَ يَعيشونَ عِند أقدامِ الرَّبِّ. وبِاختصارٍ، إن هُناك أسورٌ من نارٍ حَولنَا، وهَذا السور هو إلهُنا، الذي وعدهُ لكَ بأن لَا يُلَاقِيكَ شَرٌّ، وَلَا تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. (مزمور 91: 10). فلنصحَ ولنسهر ولا نُعطي ثَغرةً للعدوِّ.

لا يُمكن للرَّبِّ إلا أن يَكونَ أميناً. وجَميعِ أبنائهِ الذين جَاهدوا بِالإيمانِ، ولمْ يُعطوا أي ثَغرةٍ للعدوُّ ليَستغلهُم، سَوف يشهدون أن الرَّبَّ العليِّ يفي بِوعودهِ تماماً كما قَالها. حَتى لو زَالت السَماءُ والأرض، فكُلُّ وعودِ وإعلاناتِ الرَّبِّ في الكتابِ المُقدسِ سَتتمُ، لأن كلَّ شيءٍ قابلٍ للزوالِ في الحَياةِ - إلا كلمةُ إلهنَا (لوقا 21: 33).

يُمكنُ ترجمةُ كلمةِ سَيُثَبِّتُكُمْ المُوجودةُ في الآية، بمعنى يُؤكدُ لكُم. وهَذا يَعني أنهُ، في مَعاركنا الرُّوحية ضد الشَّيْطانِ، سَيؤكدُ لنا الرَّبّ بأننا شَعبهُ، وسَيُساعدنا على الانتصارِ فِيها. وإذا كُنتَ في ذَلك الوقتُ، تواجهُ صُعوبةً أو تجربةً، فلا تَنطقُ بِالكلماتِ السلبيةِ التي يُريدُ العدوُّ أن يَسمعهَ مِنك، لأن الكلماتِ السلبيةِ تعطيهِ القوَّة على مواصلةِ هُجومهِ. فتكلم فقط بِما يُعلنهُ لكَ الله في الكتابِ المُقدسِ، وبهذا سَوف تَنتصرُ على كُلِّ هَجماتِهِ. 

نحنُ لسنا بَحاجةٍ لسماعِ أي شيءٍ آخر، عنْ الأشياءِ التي يُمكنُ أن يَفعلهَا الربُ العليُّ من أجلنَا. يَكفينا فقط هَذا التَأكيد "أنه سيَحْفَظُنا مِنَ الشِّرِّيرِ". فعندمَا تبدأ الحُروب بالظهورِ في حَياتِك، تذكر أن الرَّبَّ وعد أنهُ سوف يَحميكَ من كُل اِعتداءٍ، وواجه الشرَّيرَّ وأنت على يَقينٍ بأن حَافظَ إسرائيلَ هو مَلجأكَ. ولا يُمكنُ لسهامِ العدوِّ أن تتعدى حُدودَ الله وتُصيبكَ. أمَا إذا بَدا لك أن شيئاً قدْ أصابكَ، فأنهض بِإيمانٍ واِنتهر هَذا الشرّ. فليس هَذا إلا كذبةٌ وسوفَ تتغلبُ عَليها.

أولئكَ الذينَ يَعيشون بَالكلمةِ لا يَنبغي أن يَخافوا من أي تهديدٍ للعدوِّ، لأنهُم مَحروسينَ من الرَّبِّ. لكِنَّ، الشَّيطان يَستطيع ايذاءَ المَسيحيينَ الذينَ لا يَثقونَ في كلمةِ الخَالقِ. فعِندمَا تشعُر بأي اِعتداءٍ، اِبدأ بِالصلاةِ واطلُب من الآب أن يَغفرَ لكَ، لأنك تَركتَ العدوَّ يَخدعك، وبِحزمٍ وثقةٍ، اِنتهرهُ وآمُرهُ بالابتعادِ عنكَ، هو وكُل شُروره. وأخيراً، الرَّبُّ أمينٌ أن يَحفظكَ! 

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز