رسالة اليوم

17/06/2016 - الهبة وسبب إرسالها

-

-

فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. (رومية 18:5)

يصِف عُلماء اللّاهوت الهِبة أنّها عطية غير مُستحَقة. وهذا التعريف حقيقيّ لكنّه ضعيف بعض الشّيء، ينقُصه بعض الإضافات، يبدو وكأنّ الشخص الذي قدّم هذا التفسير لم يطلب إعلاناً أعمق من الله.

أنا أفسّر الهبة أكثر بقليل من ذلك: إنّه عمل رائع قدّمه لنا الرّب، كي يرانا بالشّكل الذي يريده لنا. فهذا العمل الذي لا نستحقّه يمكنه أن يفعل أموراً عظيمة لنا. فلن يقرّبنا شيء من الرّب أكثر من القداسة والتّطهير.

عندما نحصل على هِبَة الرّب ننال القداسة، ويمكننا الوقوف أمام الإله القادر كأنّنا بلا خطية. هذه هي العطيّة التي استعادها الإنسان بعدَ أن طُرِد من الجنّة بسبب الخطيّة التي أبعدته عن الله. فعلينا ألّا نخاف أو نظنّ أنّه لا يمكننا الوقوف أمامه. فإن قبلنا هذه الهبة سيعمل فينا عملاً مباركاً، ولن يبقى الشّعور بعدم الإستحقاق في قلوبنا بعد ذلك.

عندما نقبل نِعمة الخلاص، نرجع حالاً إلى محضر الله، ونكون أمامه بحالة القبول كما كانَ آدم قبل الخطيّة. لدينا القدرة على التكلّم معه واستقبال الإجابة أيضاً. يمكننا أن نكرّس لحظات ثمينة للشّركة مع الآب. فهو يأتي ويزورنا ويعزّينا ويرشِدنا ويباركنا ويطهّرنا من كلّ شرّ ويمنحنا القوّة كي نعمَل باسمه ونصنع ذات الأشياء التي كانَ سيصنعها إن كانَ في مكاننا.

 الهِبَة. كم هي عظيمة لأنّها جعلَتني أؤمن بكلِمة الرّب المباركة ومنحَتني التّبرير في الحياة! لكن الأفضل من هذا أنّ هذه البركات ليست مُتاحة لي وحدي بل للجَميع.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز