رسالة اليوم

08/12/2017 - كُنْ حَذِراً مِنْ كِبْريَاءِ الأقَرِبَاء

-

-

"قَدْ سَمِعْنَا بِكِبْرِيَاءِ مُوآبَ ٱلْمُتَكَبِّرَةِ جِدًّا عَظَمَتِهَا وَكِبْرِيَائِهَا وَصَلَفِهَا بُطْلِ ٱفْتِخَارِهَا." (إشعياء 6:16)

يُشيرُ الكبرياءُ إلى سُقوطِ الأنسانِ. ولذلكَ، لا يَنبغي لأحد أن يفتخرَ بأي شيءٍ، سواءَ من صِفاتهِ أو الأشياءَ التي يَمتلكهَا، ولو وجدَ أحدٌ نفسهُ ولو للحظةٍ واحدةٍ يفتخرُ بشيءٍ مَا، أو بِشخصٍ ما، فليعلم أنهُ في الطريقِ إلى الهاويةِ.

أصَبحت زوجةُ لوطٍ عمودَ ملحٍ، عِندمَا دمر الله سَدومَ وعَامورة، وذلك لأنهَا نَظرت إلى الوراءِ وخَالفت تَعليماتِ مَلاكِ الرَّبِّ (تكوين 19:26). وأعتقدَ لوط أن لنْ يكونَ لهُ ذُريةٌ لأنهُ أصبحَ أرمل. لكِنَّ اِبنتاهُ وضعتا خِطةً وقَامتَا بِتنفيذهَا: "فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ". (الآيات 30 إلى 38).

لمْ يَكُنْ في خِطةَ الله أن يَكونَ هُناك مُوآبِيِّينَ، وهَذا رأيي الخَاص. ولأن شَعبُ مُوآب قدْ تَشكلَ بِسببِ زِنَا الأقاربِ، سَببَ هَذا الشَعب الكثيرَ من المعاناةِ لأبناءِ إسرائيلَ شَعبِ الرَّبِّ. كانت الأرضُ التي يَعيشُ فيها لوط مُزدهرةً، ولكِنَّ، الازدهارَ يُمكنُ أن يُصبحَ فَخاً مُروعاً لأولئك الذينَ لا يَشعرونَ بهِ. فلقد كانوا يَعيشونَ بِالتكبرِ والتَفاخرِ، لأنهُم كانُوا يَعتقدونَ أنهُم مُميزين. الآن، يَجبُ أن تكونَ عُيوننَا مَفتوحةً بالكاملِ، لأن التَاريخَ يُعيدُ نَفسهُ دَائماً. وكثيرينَ يَنسونَ أصلهُم عِندمَا يصبحونَ أغنياءَ، ويَنسونَ أن لديهِم مَسؤولةٌ عنْ مَا أُعطيَ لهُم؛ ويَبدئون في تَبديدِ الأموالِ، ويَغرقونَ في الفخامةِ ويَرتكبونَ الخَطايا، ويتحولُ الرخاءُ والازدهارُ، إلى لعنة للكثيرينَ، أولئك الذين لا يَعرفونَ كيفيةَ التعامُل مَعهُ. فتذكر أنكَ هُنا لتولدَ من جَديدة لا لكي تَتفاخرَ.

فلا تَترُك الأشياءَ تَجعلُك تَتفاخر. أي شيءٍ مَنحهُ لكَ الرَّبُّ، كممتلكاتك، أو وظيفتكَ أو بُنيتكَ الجَسديةِ أو العَقليةِ أو الرُوحيةِ أو أي شيءٍ أخر مَنحهُ لكَ الرَّبُّ، لأن المجدَ يَجبُ أن يَكونَ لهُ. فأنت لنْ تَحصُل عَليها، أن لمْ يُعطيك إياهَا الله. لذلكَ، كُنْ حَكيما! وأعترف بِهذهِ الحَقيقةِ ولا تُميز بَينَ الناسِ، أيا كَانوا. وإذا سَمحتَ للكبرياءِ بِأن يَدخُل قلبكَ، فتأكد أنك في طَريقكَ إلى السُقوطِ بِالفعلِ.

المُتواضِع يُرضي الرَّبَّ العليِّ. وبِالمناسبةِ، فَقط المُتواضعونَ - هُم أولئكَ الذينَ يَتبعونَ الحقَّ الذي يَجدونهُ في كَلمةِ الرَّبِّ. وبِذلك، لنْ يَخضعوا لأكاذيبِ العَدوِّ - وسَينالوا أستحاقَ أن يَكونونَ رِجالَ اللهِ مهما كَانت ظروفهُم. ومن نَاحيةٍ أخرى، يَجعلكَ الكِبرياء تَعتقدُ بأنهُ يُمكنك الكذبِ، والسَرقةِ، واِرتكابِ الزِّنَا أو اِرتكابِ أي خَطيئةٍ أُخرى دُونَ أن تُعاني من ايةِ عَواقِبَ. فَالشخصُ المُتكبرُ سَوف يَنتهى بِهِ الأمرُ ويَصبحُ شَخصاً مُحزناً.

أبقي عَيناك مَفتوحتينِ على مَصراعِيهما! إذا كانَ هُناك أي شُعورٍ بالكبرياء بَدأ في الدخولِ إلى عَقلكَ يجبُ أن تَرفضهُ على الفورِ. إن الجَمالَ الدَاخلي أو الجَمالَ الجَسدي الخَاص بِك، والهِباتِ التي مَنحهَا الرَّبُّ لكَ، والأبوابُ المفتوحةُ أمامكَ، وجَميع الخِبراتِ التي كانت سَببُ نَجاحِكَ، هي نَتيجةٌ لعملِ الله من أجلك والمَجدُ يجبُ أن يَكونَ لهُ وحدهُ. لذلك، فالحديثُ عنْ نَفسكَ والتباهي بِإنجازاتِك سَيُسببُ لك ضَرراً كبيراً. وهَذا مَا حَدثَ لهيرودس مثلاً، فهو لمْ يُعطي المَجد للعليِّ، واِنتهى بهِ الأمرُ تَأكُلهُ الدِيدانُ (أعمال 21: 21 - 23).

أخي، في الأصحاحِ السَادسِ عَشر منْ سِفرِ إشعياءَ كَتبَ عنْ الْمُوآبِيِّينَ ولكنهُ تَحذيرٌ لنَا أيضاً: فالله يُريدُ مِنا أن نَكونَ مُتواضعينَ حتى نَحصُل على المَزيدِ من البَركاتِ، ويَستخدمنَا بشكلٍ أفضلٍ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز