رسالة اليوم

06/12/2017 - يَجبُ أنْ تَسَألَ

-

-

" اِرْحَمْنِي يَا ٱللهُ ٱرْحَمْنِي، لِأَنَّهُ بِكَ ٱحْتَمَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ ٱلْمَصَائِبُ." (سفر المزامير 1:57)

فعلَ صاحبُ المزمورِ كُلَّ شيءٍ بشكلِ الصحيح، ولأنهُ استوفى مُتطلباتهِ، طلبَ من الرَّبِّ أن يرحمهُ. فبالحقيقيةِ إن أرواحنَا بِحاجةٍ إلى الثِقةِ في الله. فهي تَحتاجُ للبحثِ عن مأوى في ظلِ جنحي العليِّ، وحينهَا لن يدعَ الشرَّ أبداً يُهاجِمُنا.

سوفَ يَرحمُكَ الرَّبُّ عندمَا تَستمعُ لتعليماتِهِ في الكتابِ المُقدسِ. وعندمَا تَحتفظُ بخطيئةٍ ما خَفيةٍ في قلبكَ، سواء كانتَ قديمةً أو جَديدةً، ففي هَذهِ الحالةِ، أنت تقومُ ببناءِ جِدارٍ يفصلُ بينكَ وبينَ خالقك، وبالتالي فهو لنْ يَكونُ قادراً على مَنحك البركةَ التي لكَ. فبعضِ الناسِ يَعتقدونَ أنهُم لا يَحتاجونَ إلى الأعترافِ بِخطاياهِم القديمةَ. اِستمع إلي! يَجبُ عليكَ التَصالُح مع أولئكَ الذينَ أسئتَ إليهم، حتى تَحصُل على شَركةٍ مع الرَّبِّ. فقد تَكون قدْ سرقتَ مبلغاً من المالِ من صاحبِ العملِ، أو كُنتَ قدْ اِرتكبتَ شيئاً آخراً تُدينهُ كلمةُ الرَّبِّ؛ فما الذي يَمنعُك من الأعترافُ بِذلكَ!

أعلنَ صاحبُ المزمورِ أنهُ جاهزٌ لاختبارِ الرحمةِ الإلهيةِ، بعد أن يُحققَ اللهُ إرادتهُ فيهِ. وإذ نقرأُ مُرقسَ( 9: 17 ) الذي يَروي شِفاءَ الشَابَ الذي كان بِهِ رُوحٌ أَخْرَسُ، ونُدركُ هُنا أن هَذا النَوعَ من الشَّيَاطين لم يُتمكنْ أحدٌ مِن إخراجهُ، إلا بعدَ أن جَعل الرَّب هَذا الرَجُل يرى أن خَطئهُ كانَ السببُ في هَذهِ المُعاناة لابنهِ. وهَذهِ النُقطةُ هَامةٌ جِداً لأولئَك الذينَ يُريدونَ السَيرَ مع الله لاختبارِ رحمتِهِ، ولذلكَ نَحتاجُ إلى التَوقفِ عنْ العَيشِ في الخَطيئةِ، وإلا فإننا لنْ نكونَ قادرينَ على قبولِ تلك النِعمةِ السَماويةِ، وجَعلهَا تعملُ لأجلنَا.

لقد طلبَ صاحبُ المزمورِ من الله أن يَرحمهُ لأنهُ كانَ يَسيرُ مَعهُ. وليْس هُناك ما يَمنعُ الرَّبَّ من أن يُباركهُ، على الإطلاقِ. لذلك، كانَ دَاودَ يَثقُ دَائماً بِأنهُ لا يُوجدُ شيءٌ أو أحدٌ يُمكنُ أن يفصلهُ عنْ مَلِكِنَا الأبَدي. اِستمِع الآن! على الرُغمِ مِن أنهُ كانَ يَسيرُ مع الله ولا يُوجدُ حَواجزَ بينهما، لكِنَّ، رُوحهُ كانت بِحاجةٍ إلى الِثقة في الرَّبِّ العليَّ، لأنهُ إذا كانَ أحَدُنا لا يَثقُ فَبتأكيدِ سَوفَ لنْ يُستجابُ لطلبهِ. لذلك، مِن الأفضلِ لكَ أن تَصرخَ للرَّبِّ.

عَرف داوُّد أنهُ يَحتاجُ أيضا إلى الاختباءِ تَحت ظلِ جَناحي الرَّبِّ - وهَذا يَعني: أن يكون مَحمي. وأولئكَ الذين كسروا العُهودَ مع الرَّبِّ، سَوفَ يَبكونَ ويَطلبونَ المَعونةَ من يَدهِ، ولكِنْ، لنْ يُستجابَ لهُم. لِذلكَ، اِحرِص دَائماً على أن تكونَ مَحمي تَحتَ أجنحةِ النعمةِ الابويةِ الإلهيةِ، ومَهما كانت الظُروفُ من حولكَ؛ سِواء كانَ مَرضاً، أو صِراعاً أُسرياً، أو أزماتٍ ماليةٍ أو أي شيء آخرَ. ولا تَقلق فهوَ يَهتمُ بِكُلِ شيءٍ.

تَنفذُ مَشيئةُ الرَّبِّ دَائماً هو السرّ، وخُصوصاً عِندما تمرُ بأية قَضيةٍ. ويُهجمُاك الشَّيْطانُ بقوةٍ، بكُلُّ أنواعِ الإغراءِ، لأنها هي الزِنادُ في الخِطةٍ المُحكمةٍ  التي يُنفذها الشَّيْطانُ بِعنايةٍ، للقضاءِ على الابنِ والوريثِ، ولكي يُرسِلكَ إلى الجحيمِ. لذلكَ، كُنْ قوياً ولا تُعطي الشَّيْطانَ فُرصةً واحدةً! وبِمجردِ أن تَلجئ لكلمةِ الله، ستَرى أنهُ في نِهايةِ المَطافِ جَميعُ المشاوراتِ الشرِّيرةِ عَاجزةٌ عن سَرقةِ أعظمِ هَديةٍ من الرَّبِّ: وهي خَلاصُكَ. فَاستمتِع بِرحمتِهِ!

  محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز