رسالة اليوم

02/12/2017 - اِتبَع التَوجِيَهَ الإِلهِي

-

-

"وَكانَ إِذْ أَكْثَرَتِ الصَّلاَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَعَالِي يُلاَحِظُ فَاهَا" (سفر صموئيل الأول 12:1).

كانت حَنَّةَ خَادمةُ الله، مُرَّةُ النَّفْسِ لأنهُ لا تَستطيع أن تَكونَ أُمً. ولذلك، قَررتَ حَنَّةَ أنْ تطلبَ الله في هَذا الأمر، مُؤمنةً أنهُ سوفَ يَسمعُ لدعواهَا، وسَيُعطيها هَذه الطِلبة. وهَكذا ذَهبت حَنَّةَ إلى هَيْكَلِ الرَّبِّ، وكَانَتْ تَتَكَلَّمُ فِي قَلْبِهَا، وَشَفَتَاهَا فَقَطْ تَتَحَرَّكَانِ، وَصَوْتُهَا لَمْ يُسْمَعْ، حتى إنَّ عَالِيَ كَاهِنَا الرَّبِّ كان يراقبها وظَنَّهَا سَكْرَى. وهَذا كُله لمْ يِكن صُدفةً. أخي، إنَّ أولئك الذين يُسعونَ إلى محضرِ الرَّبِّ لعرضِ مَشكِلهم عَليهِ، يَجب أن يكونَ لديهم إيمانٌ أن الرَّبَّ سَيُرشدهُم. والآن سوفَ أُخبركم شَيئاً، إن منْ يَتوسلُ إلى الرَّبِّ سَيهدي خُطواتهُ، وسَينجحُ لأن الرَّبَّ لنْ ينساهُ.

يَحتاجُ الأنسانُ لطلبِ الرَّبِّ للحَصولِ على النِعمةِ الإلهيةِ، وذلك حَتى يَأتيهِ اليَقينُ في قلبهِ. وحِينها سَتحدثُ معهُ الكثيرَ من الأمورِ الجَيدةِ؛ لأن الرَّبَّ العليِّ سَيكونُ هو المَسئولُ عنهُ، وسيخبرهُ بالأسبابِ التي تَمنعهُ مِن الاستجابةِ لطلبهِ، وما يَجبُ عليه أن يَفعلهُ لكي لا يكون هُناك مزيدٌ من المُعطلاتِ في طَريقهِ. وفي بَعضِ الحَالاتِ، كان عَليهِ أن يَتصالحَ مع الرَّبِّ، من خِلالِ الاعترافِ بخطاياهُ وأيضاً التخلي عنهَا، حتى وإن كان قدْ آمن منذُ زمنٍ.

أخي، يَجبُ الا نبدأ مَعاركنا الرُّوحية بِقلبٍ مُنقسم. لقدْ كانت  حَنَّةَ على يقينٍ بأن الرَّبَّ عَظيمٌ وسيشفي عُقمها. بالمناسبة، يُعلمنا الكتابُ المُقدس إن الذينَ يَقتربونَ من الآبِ، ليسوا بحاجةٍ فقط للإيمانِ بِقدرتهِ على حَل المشاكلِ، ولكِنْ، يَجبُ أن يَكونَ لديهِم ثقةٌ أيضاً بأنهُ يُريدُ أن يفعلَ ذَلِك، وهَذا هُو الوقتُ المُناسبُ لكي يَعملَ.

أصرت حَنَّة على الشفاءِ من مرضِ العُقم - الذي كانَ يُعتبرُ في تِلكَ الفترةِ شيئاً مُخجِلاً جداً – وذهبت إلى بَيتِ الرَّبِّ. فبالنسبةِ لهَا؛ لمْ تهتمَ بما قدْ يُفكرهُ الأخرينَ فيها؛ فقط فَعلتْ مَا آمنت بهِ في قلبهَا. ولمْ يكنْ عَالِيَ كَاهِنَا الرَّبِّ في الرُّوحِ، لذلك لمْ يَفهم ما كانَ يَحدثُ في قلبِ هذهِ المرأةِ، وبِنظرتهِ الطبيعةِ، ظنَّ أنها سَكرانة. ولكْنْ، كانَ من الضَروري أن يَرى أنَها كانت تُصلي بهذهِ الطريقةِ.

مَا حدثَ لها لمْ يكنْ مُجرد صُدفةٍ- وإذا تَركنَا أنفسنَا تُقادُ بالرُّوحِ القُدس، لا شيءَ يحدثُ لنا عن طريقِ المُصادفةِ. فالإيمان يُعلمنَا حتى الحَركاتِ البَسيطةِ التي يَجبُ أن نَفعلهَا. ومن نَاحيةٍ أخرى، فإن العدوَّ يسعى جَاهداً لكي يَجعلنَا نفقدُ الصبرَ، أو نَتخلى عمَّا نُريد عَاجلاً أو آجلاً. حسناً، أولئك الذينَ يثقونَ في الرَّبِّ يَحتاجونَ للصلاةِ لمرةٍ واحدةٍ، ثُم يُراقبونهُ بشكرٍ. أما أولئكَ الذينَ لا يتصرفونَ بهذهِ الطريقةِ ولا يتبعونَ التعليماتِ الإلهيةِ، سوفَ لنْ يَحصلوا على أي شيءٍ من فوق.

الله أبانا. وهو يَستجيبُ لأولئكَ الذين يَأتون إلى مَحضرهِ بحثاً عنْ حَلٍ لمشاكلهِم. لذا، ياإخوتي، من المُهمِ جِداً أن نُؤمنَ بأن الرَّبَّ سيستجيبُ لطلبتنا. لذلك، أفتح عَيناكَ لترى اليدَ الإلهيةَ وهي تعملُ من أجلكَ مهما كانت الظروفُ، حتى لو كانَ مُعظمهَا غيرَ سارٍ. ففي بَعضِ الأحيانِ، يَسمحُ الله للشَّيْطانِ بأن يَفخرَ قليلاً، عِندمَا يَبدو أنهُ "أنتصرَ"، وذلكَ من أجلِ أن يصبحَ أبنُ الله أكثرَ إصراراً ولا يفقُد بركتهُ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز