رسالة اليوم

24/11/2017 - نَفسَ الخَطِيئةِ، نَفسَ الحُكم!

-

-

"مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنَ التُّرَابِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَسِرْتَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَجَعَلْتَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُونَ وَيُغِيظُونَنِي بِخَطَايَاهُمْ" (سفر الملوك الأول2:16).

من المُحزنِ أن نَرى الكثيرينْ يَتركوا أنفُسهُم يُقادونَ بالسُلطة ويَنسوا الرَّبِّ ! أُناس مُختارين مِنَ الرَّبّ للقيام بِتحقيقِ عَملٍ خَاصٍ تركوا أنفُسهُم تَنقادُ بالخَطيئةِ ويسَقطوا فيهَا. وهَذا مَا حَدثَ مع يَرُبْعَامَ الذي أعطى أَخِيَّا النَبي، عشرة من الاثنى عَشرةَ قطعةٍ من رِداءهِ الجَديد الوحِيد الذي مَزقهُ، مُبيناً لهُ أن الرَّبّ تعَالى سَوفَ يَقسمُ مَملكةَ إسرائيل ويَعطيهِ عَشرةً من الأسباط (سفر الملوك الأول ١١ : ٢٩-٣١ ) وحَذرَ الرَّبّ يَرُبْعَامَ أنهُ لا يَنبغي أن يَتصرفُ مثل سُليمان، الذي تَركَ نَفسهُ تَنقادُ بعبادةِ الأوثَانِ وعِبادةِ آلهةٍ أُخرى، ولِذلك، وانقَسمت مَملكتهُ إلى قِسمين. في حِين أنَ سُليمان كَانَ يَعتقد أنهُ يُمكنهُ اللعِب بقداسةِ الرَّبِّ، ولكنهُ خُدع!

تَجاهُل يَربعام تَحذِيرات الرَّبِّ، وتَصرفَ بِحماقةٍ، وسَلمَ نَفسهُ للشَّيْطان (سفر الملوك الأول ١٢: 26 -33) وبَينما أبنهُ أَبِيَّا كان مَريضَ، مَاتَ كمَا قال أَخِيَّا. وعِندمَا مَاتَ يَرُبْعَامَ، (الملوك الأول1:14 )، نَسى الرَّبِّ الشرَّ الذي فَعلهُ ذَلكَ المَلك، وصَارَ نَادَابُ آخر ابنائهُ مَلكاً بدلاً عنهُ. ولكِن بَعدَ ذَلِك بَعامين، قَامَ بِعشَا شَخصٌ عَادي من بقية الشَعب وتَآمرَ عَليهِ وقَتلهُ. وفي ذلِك الحِين اسِتولى هو على المَملكةِ، وقضى بِعشِا أيضاً على جَميعِ أبناء يَرُبْعَامَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بهِ . وبذلك، ارتكب بِعشِا نَفسَ خَطيةِ يَرُبْعَامَ أيضاً، ومِن ثمَ، يستحقُ نَفسَ الحُكمِ (سفر الملوك الأول 15:1) نَفسَ الحُكمْ لنفسِ الخَطيئةِ!!

حكم بِعشِا أربعةَ وعِشرونَ عَاماً، وكانَ لديهِ وقتٌ كافي لكي يَندمَ على طُرقهِ الشِرِّيرةِ، لكنهُ لمْ يَفعل! إنمَا تركَ نفسهُ تنقادُ بخَطايا يَرُبْعَامَ. واِستخدامَ الرَّبُّ النَبْي يَاهُو ليُحذرهُ، أنهُ لمْ يَكُنْ شيئاً وأصَبحَ مَلِكاً - ولأنهُ لمْ يَستمع للإرشادِ الإلهي، وتَصرفَ مِثل يَرُبْعَامَ - فَهو وعَائلتهُ سوفَ يُلاقونَ نَفسَ النِهايةِ.

مَاتَ بِعشِا، ومَرةٌ أُخرى، على مَا يَبدو أن الرَّبَّ العلي قدْ نَسى مَا حَدثَ، لأنَّ أَيْلَةُ اِبنهُ مَلك عِوضاً عَنهُ .ولكن، بَعدَ عَامين تَماماً، بَينمَا كانَ أَيْلَةُ يَشْرب ويَسكر في تِرْصَة، دَخلَ عليهِ زِمْرِي عَبدهُ ضَربهُ وقَتلهُ. واِستولى عَلى المَملكةِ، وسُرعانَ مَا بَدأ في الحُكم، فَأَفْنَى زِمْرِي كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا مَعَ أَوْلِيَائِهِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ يُبْقِ لَهُ ذَكراً - (سفر الملوك الأول ١٦ ). نَفسَ الخَطيئةِ، ونَفسَ الحُكمِ! وأمثلةٌ كَثيرةٌ في الكِتابِ المُقدسِ لأشخاصٍ سَلموا أنفسهُم للخَطيئةِ، واليوم هناك وسَط شَعبِ الله أشَخاصٌ يَعتبرونَ أنفسهُم من نَوعٍ خَاص. ولِذلك، يُمكنهُم مُخالفةُ الوصايَا الإلهيةِ. وبَعد ذَلِك تَقعُ الكوارثُ، وتُدمرُ حياةُ الشبابِ، وتَظهرُ أمراضٌ لا شفاءَ لهَا، وتُدمرُ عَائلاتٌ، ويفشلُ الزواجُ - وكلُّ هَذا بِسببِ بَعضِ قديسينَ "للرَّبِّ" يَعتقدونَ أن بامَكنِهم الابتعادَ عنهُ. وذَلك، يسمحُ بعقدِ الاتفاقِ مع العَدوُّ. فِإذا كانَ إلهُنا قِديسٌ، فَينبغي أن نَكونَ نَحنُ أيضاً كذلك. (1 بطرس16:1 ). أمَا أولئك الذينَ قَرروا أن يَسلكوا في طَريقِ الشرِّ سَوفَ يَدفعونَ الثَمنَ بَاهظاً جِداً. ولعلَّ ذَلك لا يَحدثُ لكَ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز