رسالة اليوم

22/11/2017 - يَجبُ أن نَتعاونَ!

-

-

" يَبَانُ كَأَنَّهُ رَافِعُ فُؤُوسٍ عَلَى الأَشْجَارِ الْمُشْتَبِكَةِ" (سفر المزامير 74: 5)

يَروي هَذَا المَزمور لآساف، المُعاناةَ الشَديدةَ التي مَر بِها شَعبُ الله في عَصرِ التوَراة. ومَع ذَلك، فَإن الكثيرينَ مِنا اليَوم يُواجهونَ أيضاً مُعاناةٍ مُماثِلة. ولكِنْ، مَاذا يجبُ عَلينَا أن نَفعل؟ هلْ نحتاجُ مَثلاً إلى تِلكَ الصَّلاة أعلاه؛ كخُدامٍ للرَّبِّ؟ أم يَجبُ أن نُؤمنَ بما قِيلَ لنَا ونَستعدُ لتَنفيذِ العَملِ الإلهي؟ فلا شَك حَتي وإن أستمر بُكاءنَا طِوال الليلِ. ولكِنْ، مِثلمَا يَقولُ الكَتابِ المُقدسِ، عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ (مزمور 30: 5).ولأن الوضعَ اِختلفَ الآن، فنحنُ لدينَا السُلطان للقيامِ بِكلِّ مَا فَعلهُ يَسُوع خِلالَ خِدمتهِ في العَالمِ أو مِثلمَا تَقولُ الآية: "فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا" (يوحنا 14: 12)!

لا يُمكننَا الأنكارَ بأنَ العَدوُّ، عَادةً مَا يُحرزُ تَقدماً عَلينا بِاستخدامِ الفأسِ التي في يَدهِ - وأنهُ لنْ يُهمهُ سُمكَ الشَجرةِ، ولكِنْ، هَدفهُ الرئيسي هو أسقاطُها تَحتَ، وتَقطيعهَا لجَعلهَا حَطباً واِستغلالهَا جَيدا. بِينمَا، ليَس لهُ سُلطانٌ أو قوةٌ خَارقةٌ للسَيطرةِ عَلينَا أو على حَياتِنا إلا إذا لمْ نُصدق كَلمةَ الرَّبِّ. لِذلك، فعِندمَا يَبدأ فأسُ الشَّيْطان في العَملِ.

 يَسقطُ بِوسطةِ فأسُ الشَّيْطان الكثير مِن الأشخاصِ تَحتَ، وفي نِهايةِ المَطاف يَنزعُ مِنهُم اِرساليتهم. حَتى المَوهوبينَ والمُدربين تَدريباً جيداً، والذينَ كانوا بَركةً، فإن تَركوا أنفسهُم يُقادون بَعيداً لطريقِ الحيل والخَطيئةِ ومن ثم السُقوط. فبعدَ ذَلك، ما كانَ رِبحاً تَحولَ إلى عبءٍ؛ ويكثرُ الحُزنُ، والخَرابُ وحملٌ ثقيلٌ يَتعينُ عليهمَ حملهُ. هَذا سُؤال يَجبُ أن نَسألَ أنفُسنَا دَائماً: "مَاذا كُنَا نَفعل؟" لا يُمكننَا أن نَتفق مَع الخَصم ونَقول "يَا إلهي! مَا هَذا الوقتَ الصَعبْ الذي نَمرُ بهِ! "لأن مُهمتنَا هي شِفاء المجروحِين. ورفعِ أولئِك الذينَ سَقطوا، وتشديدُ أولئِك الذينَ لديهم دَعوةً - والقوةُ التي يَمنحُهَا لنا الرَّبِّ، قادرةٌ بِما فِيهِ الكفايةِ لعملِ المُعجزاتِ!

يَحتاجُ مُجتمعُنَا أن يَرى أبناءَ اللهِ يَعملونَ، فَعلى سَبيلِ المِثالِ لا يَجبُ الاعتقادُ بأنَ عُقوبةِ الإعدامِ هي الحَل؛ حَيثُ يَقولُ المُدافعونَ عنْ حُقوقِ الإنسانِ أنهُ لا يُوجدُ سَبيلٌ آخرٌ للعدلِ ولاستعادةِ الأخلاقِ الإنسانية إلا هَذا. ويَقولونَ: " إن الفسادَ مَرضٌ دِيمقراطِيتنا المُعاصرة، ولا يَجوزُ إدانةَ الزِّنا؛ لأن هَذا مَا يُحبهُ البَشر". ولا يَنبغي أن يَكون هَذا أسلوبنا في التفكير. لقدْ تم دُعِنَا لنكونَ مُختلفينَ! ويَجبُ اِحترامُ العِلاقاتِ الاسريةِ؛ ونَعلمُ أن أطفالنَا يَحتاجونَ إلى أُمهاتٍ وآباءٍ مُقدسين على مَذبحِ الرَّبِّ؛ ويجبُ إدانةُ الاعتداءُ الجِنسي على الأطفالِ، على أنهُ عملٌ شَيطانِي، ويَنبغي الهُجومُ وبِشدةٍ على تَعاطي المُخدرات وخِيانةِ الأمانةِ.

واجِبنا الكِرازةُ بالأخبارِ السَارةِ ونَحنُ سَنتحملُ مسؤوليةَ ذَلِكَ؛ فَهذهِ هي خِطةُ الله. لِذلك، دَعونَا نَتعاونُ مَعاً كإخوةٌ! ونَبدأ هَذا الإصلاحُ في طريقِ الإيمانِ. إن الكتابَ المُقدسَ لمْ يَذكر شَيئاً بِالصُدفةِ، فكُلُّ شيءٍ فيهِ هو تحدي للخَادمِ الحَقيقي لله. ويَجبُ ألا نَقف مَكتوفي الأيدي؛ على العَكسِ من ذَلك، عَلينَا أن نَكونَ المَثالَ الحَسن، ونُمارسُ حُقوقنَا في المَسيح.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز