رسالة اليوم

19/11/2017 - مَواقِف تَتحَدَّثُ عنْ نَفَسِهَا

-

-

  " وَكَانَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ يَسْجُدُونَ وَالْمُغَنُّونَ يُغَنُّونَ وَالْمُبَوِّقُونَ يُبَوِّقُونَ. الْجَمِيعُ، إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمُحْرَقَةُ." (سفر أخبار الأيام الثاني  29: 28)

إن كانَ المَلكُ حَزَقِيَّا، ملكُ يَهوذا مِثلَ أبيهِ آحاز، لقُلنَا: " لأنهُ لمْ يفعل المُستقيم في عَينيِ الرَّبِّ، فلم يُحقق مَا يُريد. ولكِنْ، هَذا غَيرُ صَحيحٍ. فلقدْ رجعَ إلى العَلي، وحَصل علي المُكافأةِ. ولذلِك يا أخي، كُلّ منْ يفعلَ نفسَ الشيءِ، سَوفَ يَنجحُ في كُلِّ شيء. لذلك، اِرجع إليهِ فوراً، وسَجل قَصة حَياتكَ كشخصٍ نَاجحٍ، بغض النظرِ عنْ ما تمرُ بهِ من ظروفٍ.

منَّ المؤكدِ أن حَزَقِيَّا لمْ ينس أبداً أن والدهُ قدْ ذُبحَ بِسببِ أخطائهِ وتَعَدياتِهِ. ولمْ يَنكرها حَزَقِيَّا بل اعترفَ بِها  أمَام القَدير. وقدْ كافئهُ الرَّبَّ لأنهُ أعادَ قلبَ كُلِّ الشَعبْ إليهِ وسَجدوا لهُ. عِندَما تقرأ الاصحاح 29 مِن سِفر أخبارِ الأيامِ الثَاني بَالكاملِ، سَترى مَا سَيحدثُ لحَياتك، وتتعلمَ مِنهُ مَعنى أن تَخشى الله سُبحانهُ.

الآن، يُوجدُ الكثيرُ من المَخَدوعِين في كنائسنَا. الذينَ لمْ يتغيروا للمَسيح بالكامل. وأفكارهُم لا تزالُ شِرِّيرةً. ولكِنهُم يعتقدونَ أنهُم سَينجحونَ يَوماً مَا. ولكِنْ، ذَلك مَستحيل أن يَحدُث، إذا لمْ يكنْ لهُم عِلاقةٌ حقيقةٌ مع الله. فَالله قُدوس ولا يَقبل بِوجودِ الخَطيئةِ! خِطة مَاكيافيلّي، خِطةِ الدهاء، والحَسد أو الرغَبةَ النَجِسة: كُلّ تِلك الأشياءَ تَجلبُ العدوُّ ليَدخُل إلى قُلوبنَا ويَخرُج  الرَّبّ مِنها. لِذلك، يِجبُ عَلينا إخراجَ كُلَّ النفاياتِ المُتراكمة في دَاخِل هَيكلِ الرَّبِّ، ليَستطيع السَيد أن يَأخُذ مَكانهُ في حَياتِنا.

تِلك الأشياءَ التي تَعلمتهَا قبلَ مَعرفةِ كلمةِ الرَّبّ يَجبُ إزالتها تَماماً، فلا قِيمةَ لهَا. يجبُ أن يملُك على قَلبِكَ فقط الأشياءَ التي من الرُّوحِ القُدس، والتي تَحصُل عَليها مِن خِلالِ قِراءةِ الكتابِ المَقدسِ والاستِماعِ إلى الوَعظ مِن الإنجيل. فلا تَدع نَفسكَ تَذهبُ بعيداً وراءَ أفكارِكَ! يجب أن يكونَ مَصدرُ اِرشادِكَ الوحيد هُو الآب، فَهو يَتحدثُ إلينا بِطريقةٍ مُباشرةٍ من خِلالِ كَلمتهِ؛ وليْسَ كمَا تعتقد أو تَشعُر أو تَتصور عِندمَا تَنظُر إلى شَخصٍ مَا أو إلى شيءٍ مَا. فقط كُنْ مُخلصاً لما يَقولهُ رُوحُ الرَّبِّ لكَي تَفعلهُ، وتَذكر: إنهُ يفعلُ ذَلك فَقط مِن خِلالِ الكِتابِ المُقدسِ!

لنفترضَ أنهُ ليْس لدَيكَ خِبرةٌ كافيةٌ لمَعرفةِ إرشادِ الرَّبِّ لك، فَهذا هُو الوقتُ المُناسب الذي تَبدأ فيهِ خُطواتِك الأولى على الصَخر. فلا تُحاول أن تَجري أو تَطير، فَقط أمشي وفقاً لمَا كُنتَ بَدأت بهِ خِدمتك. فالله العَلي لا يَأتي مُبكراً جِداً ولا يَتأخر. فَهو يَعلمُ كُلَّ شيءٍ وهَذا هُو السبب في أنهُ الوحيدُ الذي يُمكنهُ قِيادتكَ إلى طريقِ النَجاحِ. وهَذهِ هي أفضلُ لحَظةٍ. لذا، كُنْ حَكيماً وفَرِّحْ قلبَ الآب!

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز