رسالة اليوم

18/11/2017 - مَا هُو الثَّمَنِ!

-

-

" وَقَتَلَ فَقَحُ بْنُ رَمَلْيَا فِي يَهُوذَا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، الْجَمِيعُ بَنُو بَأْسٍ، لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ " (سفر أخبار الأيام الثاني  28: 6)

كانَ آحَاز مَلك يَهوذا مَجنوناً، عِندما تَخلى عنْ عبادةِ الرَّبِّ ليعبدَ الأوثان، ودَفعَ شعبُ إسرائيلَ ثَمن ذلك. فَلقدْ سَلمُهم الرَّبَّ ليدِ مَلكِ سُوريَا، فَقَحُ بْنُ رَمَلْيَا فِي يَهُوذَا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وكَانوا منْ أفضلِ من في يَهوذا.

وقدْ كُتبَ هذا لتَحذيرنَا من مَا يَلي: أولئكَ الذينَ يَتوقفونَ عنْ الاِستماعِ لمَا تَقولهُ كَلمةُ الرَّبِّ، يَسقطونَ في الخَطيئةِ وبالتأكيدِ سيدفعونَ الثمنَ باهظاً مِثلمَا حدث مَع هَذا المَجنون، والثَمن سَيُدفع أيضاً في الدَينونةَ وحينها يَكونُ لأبدِ الأبدين.

هلْ تعتقدْ أنَّ الكذِب، والمُتعةُ المُؤقتةُ للخطيئةِ، ورِضا الجَسدِ الفَاسد، يَستحق هذهِ المُعاناة التي سَوفَ تأتي؟ لا، لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ (رومية 6: 23)! لذلك يَا أخي، إذا كُنت تَميلُ إلى الخَطيئة أو إذا أخطأتَ بالفعلِ وتُسيطر الشَهوةُ على حَياتِك! فأعتقِد أن الوقتَ قدْ حانَ للرجُوعِ للآبِ السَماوي وطَلبِ الغُفرانِ؟

مُنذُ أن قَبلتُ يَسوعَ كمخلِّصٍ لحَياتي، في سِنِ السَادسةِ، وأنَا أُشاهدُ أناساً يَتصرفونَ مِثل هَذا المَجنونِ. وللأسفِ لقدْ التقيتُ برجالِ الله قُدامى، كانوا عِندمَا يَقفونَ على المِنبر يَهزونَ الجَحيم، ويَأتونَ بِالجموع عِند قدمي الرَّبِّ. ومَع ذلِك، سَقطوا في الخطيئةِ. ومنَّ المُحزنِ القول أنني رأيتُ نِهايتهُم المَأساوية. لِذلِك، وبَعدَ كُلِّ شيءٍ فإن الخَطيئةِ لا تسَتحق كُلَّ ذلك، فبغضِ النظرِ عنْ أنهَا تُعطلُ خِطة الله - فالرَّبّ لا يَستطيعُ اِستخدامَ أي شَخصٍ خَاطئ - وأولئك الذينَ يَرتكبونَ الخَطيئة يُضِرونَ بِصحتهِم لأن عُقولهُم تُصبحُ مُشوشةَ وقَرارتهم خَاطئة. وغالباً مَا يَجعلونَ عَائلاتِهم تُعاني كَثيراً في نِهايةِ المَطافِ، وهَذا مالا يَجبُ أن يَحدُث باي طَريقةٍ.

 قدْ يَسألك شخصٌ مَا: "ما الذي جَعل أحَاز يَرتكبُ الخطيئةَ؟" والإجابةُ هي: لأنهُ كان يَحتقرُ كلمةَ الله، ولهَذا السَبب سَقط. فتجاوزُ التحذيراتِ الإلهيةِ خطيئةٌ، تَجعلُ الناسَ يقعونَ في - الزِّنا، وعدمُ الأمانةِ؛ الإدمانِ، التكبرِ، والبَعضُ الآخر في مُمارسةِ المِثلية، الكذبُ، والكثير منَ المُمارساتِ الأخرى.

فأولئكَ الذينَ اِختارهُم الرَّبَّ لا يَستطيعونَ رفضَ مَشيئتهِ. أمَّا أولئك الذينَ لا يُنفذونَ مَا يقولهُ لهُم في وصَاياه، فهُم يَبدئونَ السيرَ في الطريقِ الذي أعدهُ الشَّيْطان.

فَلذلك، يَا أخي، أنا لا أعرفُ شيئاً عنْ سُلوككَ، وإذا كُنتَ لا تَستمعُ لما يقولهُ الرَّبُّ في الكتابِ المُقدسِ، فلن تكونَ حياتُك مُختلفةٌ عنْ حياةِ آحَاز. وقد تكونُ عائلتُك تُعاني بِالفعل، وعدمُ نجَاحك هو لأن الشَّيْطان لا يُريد لعَائِلتِك أن ترى الحَقيقة كاملةً. وأخيراً، إن كُنتَ لا تُؤمنُ بالرَّبِّ من كُلِّ قلبكَ، سَتهلك أنتَ وأهَلك. فلا تَدفن وزنتكَ وتبَحثُ عنْ عُذرٍ في اليَومِ الأخيرِ، فلنْ تَجدُ مبرراً لهَا، ولنْ تَنجو مِن الدَينونةِ (متى 25: 14 - 30). ولكِنْ إذا كُنتَ تُؤمنُ بالرَّبِّ يسُوع حَقاً، فَسَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ (أعمال 16: 31).

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز