رسالة اليوم

17/11/2017 - لا تَتَحُول لأصَمِّ!

-

-

"وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ لِإِرْجَاعِهِمْ إِلَى ٱلرَّبِّ، وَأَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُصْغُوا".(2أخبار الأيام 24: 19)

كانتَ أيامُ يُوآشُ الأخيرةُ مُروعةٌ. فَلقدْ بَدأ حُكمهُ في سِنِ السَابعةِ، وبعدَ وفاةِ يَهُويَادَاعَ الكاهنِ؛ سَلك في طَريقِ الشرِّ. وأرسلَ الله لهُ أنبياءَ يحذرونهُ ولكنهُ لمْ يُصغي. المَشورةُ الشِّريرةَ لرؤساءِ بَيتِ يَهوذا، جَعلت المَلكَ يَنحرفُ بَعيداً عنْ طَريقِ الرَّبِّ. فَبعدَ وفَاةِ رجُلِ الله، بِدأ يُوآشُ يَستمعُ للأرواحِ المُظلة، والتي قَادتهُ للسقوطِ. فأحترِس! لأن التَاريخَ يُعيدُ نَفسهُ…

كانَ يُوآشُ يَعيشُ في الأثمِ، لكنَّ الخَالقَ بمحبتهِ حاولَ اِبعادهُ عنْ طريقِ الهلاكِ، ولكنهُ بغبائهِ رفضَ طَاعة الرَّبِّ. وهُناك الكثيرُ من النَاسِ اليومَ يُفضلونَ الاستماعَ إلى الشَّيَاطين، على عَدمِ الثَباتِ في طَريقِ القَداسةِ، ومَحكومٌ عليهم بالفشلِ. إنَّ المُتعة الشَّيْطانيةَ، سباقُ الكَنز، الفَلسفةُ السياسية، وغَيرها من الأشياءِ الأُخرى، تُحولُ خُدام الرَّبِّ إلى خُدامٍ للخطيئةِ.

يَقبل بَعضُ الأشخاصِ المُختارينَ من الله، التَعدي وذلك لأنهُم أغبياءَ وعَنيدينَ، وفي الآخرِ يَقعونَ في الإثم. مِثلُ هَذا الحَدثِ البسيط جَعل بَعضهُم يَتصرفُ بِشكل خَاطئٍ، لينتقِل إلى مَملكةِ الهَلاكِ. هَل هَذا هو حَالُك؟ لمَاذا تَوقفت عنْ إرضاءِ ذَلك الذي لا يَتغيرُ، والوحيدُ الذي يَعرفُ ما تُريد! ويُمكنهُ أن يُحققهُ لك؟ هَل كُنت تَفعلُ إرادة الله، أو هل أنتَ غَارقاً يَومياً في الخَطيئةِ، وتَقولُ لنفسكَ أنا ضَائعٌ ضَائع؟ اِنتبه ! إذا كُنتَ  صَحيحَ ضَائع لنْ تقرأ هَذهِ الرسالةُ الآن!

أطلبُ الآن لأجلِكَ مِن قُواتِ السَماء، بِاعتبارهَا واحدةٌ من رُسلِ الرَّبِّ، أن تأتي إليكَ: فقف الآن وكُنْ حكيماً مرةً واحدةً! صَديقي، إنَ السَعادةَ الأبديةَ لا يُمكنْ الاستهزاءُ بِها، فَالعدوُّ يَستخدمُ الكذبِ لإبقائك مُدمناً للمُخذرات في شَبكتِهِ، فمُدَ يَدكَ للرَّبِّ الآن ليُنقذك ويُخرجك من وحلِ الخَطيئةِ، والرُّوحِ القدُس لن يتخلى عَنْك أبداً. بل على العَكسِ، هُو الوحيدُ الذي يُشعركَ كمْ كُنتَ بَعيداً عنْ الاب. فالله يُريد أن يُعانقكَ ويَحتضنُك، يُريد أن يَمسحَ دُموعكَ ويُعطيك كرامةً. فَتمتع بِهذهِ اللحظةِ، وقولُ لهُ لقدْ عدت مرةٌ أخرى!

أفسدَ أقاربَ يُوآشُ عَبيدَ الأوثانِ النَجسةِ والسِحر، قَلبهُ. وأنت منْ الذي أبعدك عنْ طريق الله؟ هلْ هو شخصٌ مَعكَ في العملِ، من عَائلتكَ، أو شَهوةٌ سريةٌ كُنت تُخبئُها لفترةٍ طَويلة؟ هل يَستحقُ هَذا المُعاناةُ إلى الأبدِ، والابتعادُ عنْ المَسِيح؟ فلماذا تُتاجرُ بِما هو حَقٌ وجَيدٌ - المَتعة الأبديةَ – بشيءٍ غيرِ مُهم؟ يَسوعُ يُقدمُ لك الآن حَياةً أفضلَ (يوحنا 10: 10). فلا تَدعَ العَدوَّ يَحتفظُ بِمسكنهِ في قَلبكَ ولا حَتى لحَظة واحِدةٌ أكثر! فَهذا دَوركَ لكي تتخلصَ منَّ الشرِّ، وإلى الأبدِ وتتمسّكَ بالخيرِ!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز