رسالة اليوم

16/11/2017 - عَقَلُ مُسْتَشَاريِك

-

-

 "فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مِثْلَ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّهُمْ كَانُوا لَهُ مُشِيرِينَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ لإِبَادَتِهِ (سفر أخبار الأيام الثاني 22: 4).

كَانت مَملكةُ يَهوذا تَسيرُ من سيئٍ إلى أسوأ. وكانَ يَهُوشَافَاط جَدُ أَخَزْيَا، رُجلاً عظيماً من الله، ولكنهُ اِرتكبَ خطأ عِندمَا أقنعَ اِبنهُ، يَهُورَامَ أنْ يتزوجَ من عَثَلْيَا، ابنةُ أخآب وإيزابل الشَريرينِ، مَلكَ إسرائيل. وبعدَ ذلك بوقتٍ قصيرٍ بداء يَهُورَامَ في مُمارسةِ أفعالِ عائلةِ أخآب كالسحرِ وعِبادةِ البعلِ، وأيضاً قتلً إخوتهُ. وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَيهِ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ وقتلوا جَميعَ أبنائهِ إلا الأصَغر. ومات يَهُورَامَ أيضاً، ومَلكَ أبنهُ أَخَزْيَا مكانهُ. وفعلَ أيضاً الشرّ في عَيونِ الرَّبِّ، لأن بَيتَ أخآب كَانوا مُشِيرِيه.

لو أهتم أَخَزْيَا والتفتَ إلى قَانونَ الله وكِتابُ أخبارِ الأيامِ، لكانَ أدركَ أن أسرةُ والدتهِ كانت شِرِّيرةٌ ولمْ يَكنْ مُستشاريهِ صَالحينَ على الإطلاقِ. وفَوق ذَلك، فضلَ أن يَسلك في طَريق الشرِّ، بسحر أمهُ عَثَلْيَا. كمْ سَيكونُ مُختلفاً الوضعْ، لو أنهُ لمْ يسمح لنفسهِ أن يَبتعدَ بَعيداً إلي طريقِ المُحرماتِ. وفي هَذهِ الأيامِ علينَا الاهتمام بالرسائِل الرَّوحية التي تَصلنَا معَ أنتشارِ الإنجيلِ في بِلادنَا. الكثيرُ من الأشخاِص لا يَزالونَ لا يفهمونَ تماماً عملَ الله، ولكنهُم، يَعظونَ الآخرين بالكلمةِ. وبذلك، هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ (لوقا 6: 39).

الحَقيقة هي أننَا لسَنا بِحاجةٍ إلى مُستشارين. فلدينا مُشير واحِد يَجبُ علينَا أن نتبعهُ (يوحنا 10: 11 - 16). الأشخاص الذينَ لم يَتحرروا بِالكامل حَتى الآن – دَائماً يَقعون في الشَهواتِ؛ وهُم دَائما في ورطةِ ومُعاناةِ – وبالتأكيد هَذا يَجعل الآخرينَ يَشعرونَ أنهُم أفضل، وذلك إذا تَوقفوا عنْ رؤيةِ أنفسهِم على أنهُم قادةَ وأنبياءَ واِنتبهوا بِتواضعٍ لما يَقولهُ الكتابُ المُقدس. كيفَ يُمكنُ لأي شَخصٍ "يحترقُ" في دَاخلَ الخطيئةِ، أن يُقدمَ المَشورةَ لِشخصٍ آخر، أياً كان؟ فأَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ (متى 7: 5).

وظيفةِ المُستشار هي أمرٌ ذو أهميةٍ قُصوى، لأن القَرارات يُمكنُ أتخاذُها بناءً على الاستِشاراتِ التي نحصُلُ عليها. لذلكَ، إذا كُنتَ تُعلمُ شَخصاً مَا شيءٌ خاطئٌ، فإنهُ قد يأخذهُ على مَحملِ الجِد وبذلك يَصلُ لنقطةِ اِتخاذ القرارِ الخاطئ. لِذلك، أنتَ سوفَ تكونُ مَسؤولٌ عنْ سُقوطهِ وأيضاً عن الاضرار التي قد تَسببَ لهُ فيهَا. إذا لمْ تكُنْ كُفئ لتقديمِ المُساعدةِ، فالأفضِل أن تَقف جانباً أو تقولَ شَيئاً بناءً على كَلمةِ الله. لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ (يوحنا 3: 34).

لا يمكن لمُستشاريك أن يُساعدوكَ إذا لمْ يَكونُوا أقوياءَ في إيمانِهم وفي مُواجهةِ المَشاكلِ الصَعبة؟ أن الرَّبَّ غيرَ مُجربٍ بِالشرورِ. ولهذا السَبب فَهو يَعملُ دائماً لصَالحك، وقدْ يُوجدُ بَعضَ الأشياءِ التي يَجبُ إزالتها من حَياتكَ. فاستمع! القلبُ الذي لا يَغفرُ أو يُفكرُ فقط في نَفسهِ أو في عَائلتهِ لا يتمُ استخدمهُ من قِبلِ الرَّبِّ العلي. كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً! (متى7: 17-20).

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز