رسالة اليوم

10/11/2017 - سَيَسمعُكَ الله

-

-

  "مُوسَى وَهَارُونُ بَيْنَ كَهَنَتِهِ وَصَمُوئِيلُ بَيْنَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِهِ. دَعُوا الرَّبَّ وَهُوَ اسْتَجَابَ لَهُمْ" (سفر الأمثال 99: 6).

لشَعبِ الرَّبِّ الحقُّ بالتمتُعِ بالوعودِ التي قَطعهَا لهُم، ولكِنْ، مُجردُ تَجربةِ صَغيرةٍ، يَشعرُ البعْضُ فيها بأنَّ الله لا يُحبهُم، ولِذلك لمْ يستجِبْ لهُم. ولكِنْ، على الرُغمِ من أنهُم لا يَعرفونَ لماذا لم يُستجبْ لهُم؟ لكِنهُم يَعتقدونَ أن الله كانَ يُعامِلُ خُدامهُ في المَاضي، بِطريقةٍ أفضلَ من اليَوم. وهَذا ليْسَ صَحيحٌ!

إنَّ ما حَدثَ في عَهدِ التَوراة، هو نَفسهُ ما يَحدثُ الآن، ولكِنْ نَحنُ لدينَا اِمتيازٌ أكبر، وذَلِك لأننَا نَعيشُ في العَهدِ الجَديدِ، عَهدِ النِعمةِ الذي نَشأ بِناءً على وعُودٍ أفضلَ. ولكِنْ، لمَاذا لا يَسمعنَا اللهُ اليَومَ؟ ولِماذا لا يَتكلمُ مَعنَا؟ لأننا لم نَفعل مَا يجبُ عَلينا القيامُ بهِ! فالذينَ خدموا الخَالقَ في ذَلكَ الوقتِ، كانوا يُؤمنونَ بهِ فِعلاً، ويُصلونَ ويَستجيبُ لهُم. هُناك الكثيرُ من الناسِ يَتشفعونَ اليَوم، لكِنْ هل يُؤمنونَ حقاً إن الرَّبَّ القدير سَيستجيبُ لهُم؟ ولآن الآبَ السَماوي مُلتزمٌ بالكلامِ الذي يَنطقُ بهِ، فهو إذا كانَ قدْ وعَدنَا بأن يَسمعنَا ويَستجيبَ لنَا فإنهُ سوفَ يفعلُ ذَلك.  

كانَ مُوسى وهَارون، اللذانِ اِستخدامهُما الرَّبُّ لإخراجِ الشَّعْبِ مِن أرضِ مَصر يَصرُخانِ للرَّبِّ، وكان يسمعْهُمَا. الآن، اِنتبه! هو يَسمعَ فقط ذَلِك الذي يَطلبُ من أجلِ الخِدمةِ التي أُعطيتْ لهُ. أليسَ هَذا إجابةٌ لسُؤلنَا فَوق؟ إنهُ إذا صَرخنَا من أجلِ المُهمةِ المُلقاةِ على عَاتِقنَا، فإنَ الرَّبَّ بالتأكيدِ سَيُساعِدُنا. لمْ يَكُنْ الإسرَائِليين مُهتمينِ بأيِ شيءٍ أخرَ، سِوى الصَلاةُ للرَّبِّ من أجلِ المُهمةِ التي وكلهُما بِها. وكلمَا كانا يَحتجانِ إلى المُساعدة، كانَا يُسرعانِ إليهِ بالصلاةِ، وكانَ يَستجيبُ لهُما. ونَفس الشيءِ يَحدثُ معَ أولئِكَ الذينَ يَفعلونَ ما يَقولهُ لهُم!

صَمُوئِيلُ، كانَ آخرَ القُضَاةِ، وكَاهِناً، ونبياً، ورَجُلَ الله، لمْ يَفشل في تَنفيذِ مُهمتهِ المُوكَلّ بها. كانَ رجُلاً عَاديٍ مِثل أي رجلٍ آخر، حَتى أنهُ كانَ يُخطئُ أحياناً - فَعلى سَبيلِ المِثالِ، عِندمَا ذَهبَ للبحثِ عنْ آبنِ يَسَّى ليَمسحهُ مَلِكاً، وتركَ نَفسهُ تَنقادُ بِمَظهرِ أَلِيآبَ (1صموئيل 16: 1- 13). ولِذلكَ وبَخهُ الرَّبُّ (العدد7) واِستسلمَ للتوجِيهِ الإلهي. وأيضاً مع دَاوُد، نَحنُ نرى ثمرَ الطاعةِ، وذَلك عِندمَا كانَ يَصرخُ ويُصلي، كانَ الرَّبُّ يستجيبُ لهُ.

واليَوم، ليْس هُناك سَببٌ يجعلُ الآبَ المُحبَ لا يَسمعُ الذينَ يَصرخونَ إليه طَلباً لرحَمتهِ. ولكن الجَواب قدْ لا يَأتي بَالطريقةِ التي نَتوقعُها، ولِذلك يَجبُ أن نَتذكرَ إن بَني إسْرائِيل صَرخوا للرَّبِّ بِسببِ الْمِدْيَانِيِّينَ، وجَاء الحَل مِن خِلالِ النَبي الذي جَعلَ الشَّعْبِ  يُجدد عهدهُ مع الله (سفر القضاة 6). وهَكذا ظهَر جِدْعُونُ، وخَلصَ الشَّعْبِ (سفر القضاة 7).

أخي, يُريدُ الرَّبُّ مِنك أن تَفهمَ هَذا تماماً، لكي تَستطيعَ الصُراخَ لهُ! وعِندمَا تفعلَ ذَلك، فإنهُ سَيستجيبُ لكَ. ويُشرق نُورهُ بالفعلِ على حَياتكَ، ويُتمم مقاصدهُ فيها. وهَذا الأمرُ يَعتمدُ عَليك فقط، فالآن خُذ القرارَ الصَحيح، لكي تَتأيد بِقوّةِ الرَّبِّ العليّ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز