رسالة اليوم

14/06/2016 - طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ

-

-

 

طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ. (مراثي إرميا : 25:3)

سمعتُ خادِماً يقولُ في إحدى العِظات أنّ حجمَ الرّبّ هوَ بحسَب تقديرِنا لهُ . وفسّر ذلك بأنّ من يعتقد أنّ الله إله "صغير" سيكون معه بهذا الحجم. ومن يؤمن أنّه إله جبّار وقويّ، وأعظم وأقوى من كلّ المشاكل، سيجد هذا الإله يعمل معه. في حينها كانَت هذه الفكرة جديدة بالنسبة لي، وأثارت اهتمامي، وبعدَ تأملٍ جيّدٍ بِما قالَه هذا الخادم فهمتها أخيراً.

أعلَن إرميا النّبي أنّ الرّبّ طيّب للّذين يترجّونه، أي الذين يضعُون ثقتهم فيه ويستخدِمون الإيمان الذي حَصلوا عليه مِن كلِمة الله، عِندها سيكون الرّب طيّب معهم، لكن من لديهم شكّ بالرّب ولا يؤمنون بقوّة عَمله في حياتهم، وأنه قادرٌ أن يحوّل نوحَهم إلى فرح، ويجدّد صحّتهم ويفتح الأبواب أمامهم، لن يكون الرّب طيّب معهم.

الرّب الإله القدير طيّب ويصنع المعجزات، من أخمد النّيران، وهدّأ العواصف وبارك الخبز والسّمك، وسدَّ أفواه الأسود، إنّه القادر على صنع أيّ معجزة. لا يفعل الرّب أيّ شيء بتهوّر ولا يترك أمراً ناقِصاً. فأبانا السّماوي كامِل في كلّ شيء.

طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ. فأن تتمنى حدوث الشّيء وتصلّي من أجله ليس كافٍ، بلْ مِن الضّروري أن ترجو الرّب مِن كلّ قلبِك ونفسك.

إن كانَ الرّب موجود وكثيرون هم الذين وجَدوه، فلِماذا لا تجده أنت أيضاً؟ هل أنت مختلف؟ في لون الجلد أو العينين؟ الطول أو الثقافة؟ هذا أو ذاك؟ لكن لا يوجد أهمية لكلّ هذه التفاصيل، فالرّب يريدك أنت شخصياً، وكأي شخصٍ آخر، لديك ذات الحقّ بمعرفة خالِقك، الذي خلق السّماوات والأرض.

وكي يعمل الرّب فينا، علينا أن نطلبه ونتواصل معه، أي أن ننتظره. ربما تشابه الكثيرين، أولئك الذين يسألون البركات فقط، ولا يطلبون الله مالك كلّ بركة، إن كُنتَ كذلك، فقد حانَ وقتُ التّغيير.

ضع رجاءك بالرّب، واطلبه من أعماقِ قلبك، وستجده في الكلِمة وسترى أنّه طيّب للكل.

محبّتي لكُم في المسيح

د.ر.رسوارز