رسالة اليوم

09/11/2017 - الْغرضُ مِنْ مَجيءِ يَسُوع الثَّاني

-

-

   "أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ ِالاِسْتِقَامَةِ". (سفر المزامير 98: 9)

يُخبرنا المزمور 98 أن نُسبِّح الرَّبَّ بكلِّ ما أوتينا مِن قوّة وقُدرة. حتى إنهُ يدعو الطَبيعةَ للمُشاركة في هَذا الاِحتفال، الذي سَيتم في مَحضرهِ القُدُوس. وفي هَذا الحَدثُ أكبر مِما نِتوقعُ، سَيكونُ المُخلصين مَقبولينَ في الأمَجاد، ويمكثونَ هُناك للأبد. أما البَعيدين فَسيؤخذونَ إلى البُحيرةِ المُتقدةِ بالنارِ والكبريتِ إلى أبدِ الآبدين (رؤيا 21: 8). وسَوف يَكونُ ذَلك اليَومُ رهيبٌ جِداً، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً. وأما إبْليس وشَياطِينهِ وأولئك الذينَ لم يُولدوا مَرةً أخرى، سَيُطرحونَ في بُحيرةِ النَارِ الأبَديةِ.

من المُهمِ جِداً أن نتذكرَ كيفَ سَيقومُ الرَّبُّ بتنفيذِ الحُكم: بِالعدلِ. وهَذا يَعني أنهُ حَتى لو كانَ شَخصٌ ما يَنتمي إلى الكنيسةِ، أو حَتى لو كانَ واعظاً للكلمةِ، فإنهُ لنْ يُفلتَ من الدَينونةِ إذ اِرتكبَ الخطيئةَ ولمْ يَتُب عليها، فَلا أحدَ لهُ الحقَّ في ذلكَ. لأنهُ لو كانَ الأمر كُذلك، يُمكنُ للمرءِ أن يَقولَ: "كيفَ يُمكن للرَّبِّ أن يُدينَ الخَاطئ الذي قد اِرتكبَ خَطيئةَ الزِنَا، إذا كانَ هُناكَ مَسيحِيون يَرتَكبُونهَا أيضا؟ وكيفَ سَيحاكمُ الرَّبَّ اللُصوصَ، وواحدٌ من أبنَائِهِ يَسرقُ أيضاً؟". لكِنْ، سَيقضي الرَّبُّ سُبحانهُ بينَ الجَميعِ بالعَدلِ.  

فَيجبُ علينا اليَومَ أن نَسألَ الرَّبَّ أن يُساعدنَا لنختبرَ ذَواتِنا، حَيثُ أنهُ طَالمَا نَحنُ مَوجودينَ هُنا في هَذا العَالم، إن وجدنَا خطأً ما في أنفُسِنا، يُمكننَا أن نَعترفَ ونَحصلَ على الغُفرانِ. لكِنْ، إذا تركناهُ إلى وقتٍ لاحقٍ، سَيأتي اليَومُ الأخيرُ، ومَا سَوف نَسمعهُ هو الإدانة فَقط! فَلماذَا نَستهينُ بِسعادتِنا الأبديةِ؟ وما أعلنهُ الرَّبُّ سَيُنفذهُ بالكامِل. وفي الواقعِ، لنْ يَستطيعَ أحدٌ أن يُقدمَ أي عُذرٍ، لأن الإنجيلَ المُقدسَ يُعلمنَا عنْ الدَينونةِ الأبديةِ. لذلك، أفضلُ شيءٍ نَفعلهُ هو أن يَتصالحَ الإنسانُ مع الله القَدير، ويَعيشُ بِالعهدِ الذي أقامهُ الرَّبُّ يَسُوع بِدمهِ مَن أجلِ البَشرية كُلهَا.

عَلمنَا السيدُ المَسيحُ، إنهُ مَا لمْ يَزدْ برّنا عَلَى برّ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ ندْخُلُ مَلَكُوتَ السَّماوَات (متى 5: 20) فيا إخوتي، إن هَذه القاعدةُ لنْ تتغيرَ أبداً. لذلك، إذا كُنت تَعيشُ في ضَلالٍ، أو كمَا يَعيشُ المُتدينينَ، فكُنْ مُستعِداً. لأن الوّحي لم يُعلنْ لنَا بِالصدفةِ، إن بِرَّنَا يَجبُ أن يَزيدَ عنْ برّ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ. وكذلك، سَوفَ لنْ تُنْكث هَذهِ النُبُوءةُ!

الخدعةُ الكبيرةُ للعدوُّ في هَذهِ الأيامِ هي أن يَجعل العَديدَ من أبناءِ الله يَتمثلونَ بأشخاصٍ آخرينَ يَدْعونَ أنهُم خُدامٌ للرَّبِّ، وهُناكَ يُحاولونَ تبريرَ تَصرُفهم بالقولِ: إن الرَّبَّ سُبحانهُ سوفَ لنْ يُدينهُم بالعذابِ الأبدي، لأن أبنائهُ الآخرينَ يُمارسونَ نفسَ الخطيئةِ، ولأنهُم من شَعبِ الله، لنْ يَهلكونَ. وهَذا مَفهومٌ خَاطئ! فالذي يَموتُ وهو في الخطيئةِ، أو عِندمَا يجيئُ يَسُوع، لنْ يختبرْ مَا قدْ أعدهُ الله للمُباركينَ والمُؤمنينَ بالرَّبِّ، بلْ سَيختَبِر الدَّيْنُونَةَ!   

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز