رسالة اليوم

06/11/2017 - لا تُعاقِبْ هَذا النَّوعْ مِنَّ النَاس!

-

-

   "أَيْضاً تَغْرِيمُ الْبَرِيءِ لَيْسَ بِحَسَنٍ وَكَذَلِكَ ضَرْبُ الشُّرَفَاءِ لأَجْلِ الاِسْتِقَامَةِ" (سفر الأمثال 17: 26).

يُوجدُ هُنا شخصيّتين هَامّتين يَهتمُ بِهما الرَّبِّ وسَوف يَنتقم لهُما إذا عَانوا من أيِّ عَملٍ شرير، حتى لو كان من خُدامهِ والذينَ لا يَعملونَ بالاِسْتقامةَ.

البَار هو الذي يَقبل الرَّبّ يَسوع كمُخلّص، وبِما أنه تَبرّرَ بالعملِ الذي أنجزهُ المسيح على الصَليب في الجُلجثة. فهو يُمارسُ البرَّ ويُنفذ كُلَّ ما تقولهُ كلمةُ الله، ويَتعلمُ الأوامر الإلهية. لِذلك، حتى وإن أخطأ، فهو يَسجُد عِند قدمي الرَّبّ ويَسكبُ قلبهُ هُناك، حَتى يَحصل على غُفران الخَطايا. ويَسعى لتَحقيقِ كل ما أمرهُ به الله، ويَفرحُ بِنجاحِ كُلِّ الذين يَخدمونَ الله، حتى لو كانوا من كنيسةٍ أخرى أو من طَائفةٍ أخرى. فالرَّبُّ  العليّ هو الذي يَحفظُ البار، مَهما كانَ صَغيراً.

أمَا الذي يَسلُك بالاستقامةِ فهو ذَلك الشَخصُ الذي لمْ يُولد من جَديدٍ إلى الآن، لكنهُ يحترمُ الكلمة ويَجتهدُ لتحقيقِ وصَايا الله. كما كانَ كرنيليوس قَائدُ المائةِ الرُوماني، في أعمالِ الرُسل الإصحاحُ العَاشر - فقدْ كانَ رجلٌ يَخشى الله القدير أيضاً، وكانَ في اِنتظارِ شخصٍ مثل بُطرس، رَجلٌ مُرسلٌ من رُوحِ الله ومُمتلئ من الحِكمة الإلهية، وطلبَ منهُ أن يَذهبَ إلى مَنزلهِ لتقديمِ الكلمةِ له ولأسرتهِ. لمْ يكنْ مُستنيراً تَماماً في الكتابِ المُقدس، لكِنْ سُرعانَ مَا قررَ تنفيذَ ما تَعلمهُ، ونَدمَ على بَعضِ تَصرفاتهِ التي لم تكُنْ تُرضي الله.

يُمكن للبار أن يَنزلق ويَصل إلى أبوابِ الشهوةِ، ولكِنْ، لأنهُ حَساسٌ لصوتِ الله، سُرعانَ ما يَندمُ ويَتوبُ على الفورِ ويَطلب الغفرانَ من الرَّبِّ. ويَرحمهُ الرَّبُّ، لأنهُ يسير معهُ. فهو ورثَ الوعُودَ التي أقامهَ الرَّبُّ مع إبراهيم - والذي يَقولُ احدهَا، أن يُباركَ من يُباركهُ ويَلعنُ منْ يلعنهُ. وبالنسبةِ لهُ، النورُ قد اشرقَ في الظلامِ، والمُنتقمُ له هو الرَّبُّ. لذلك يا إخوتي، حَذارِي عِندمَا تَعرفوا شيئاً عنْ البار، أو يُؤثر عَليكَم شَخصٌ مَا لتُعاقبوهُ! مَا يجبُ عَليكم فِعلهُ هو الصَلاةُ بخوفٍ الى الله من أجلِ منْ يَحملُ هَذا الّلقب.

نَفس الشّيءِ يَنطبقُ على الذي يَعملُ بالاستقامةِ. فَحقيقةُ اِحترامهِ للأوامرَ الإلهية، حَتى لو كانَ ينتمي إلى دِيانةٍ أخرى مُخالفةٌ لتعاليمِ الإنجيلِ، فَيجبُ أن لا يَلعنهُ الأتقياءَ ولا يُطاردوهُ ولا يُعاقبوهُ، لأن لديهِ قليلٌ من النُورِ. وهذه النور، الذي في قلبهِ، هو عَلامةٌ على أن رُوحَ الرَّبِّ يَعملُ في تلك النَفسِ، ومن يَقفُ ضِدها، سَيكونُ في ورطةً، حَتى وإن كانَ من قَادةِ الكنيسة.

ولأنهُ من حقِّ الثَّوْرَ أن يَأكلَ منْ دِرَاسِهِ، فلاَ تَكُمَّ فمهُ (سفر التثنية 25: 4). ولذلك، عَلينا اِحترمُ الشَخص الذي لديهِ واحدٌ من هَذينِ اللقبين؛ لأنهُ بِاختصارِ، يُنصفُ الرَّبُّ جَميعَ الذينَ يَخدمونهُ، حَتى منْ يُقدمُ كوبَ مَاءِ باردٍ لأصغرِ المَسيحيينَ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز