رسالة اليوم

05/11/2017 - مُسَتقبلُ المُتمَرّدِينَ

-

-

  "اَلشِّرِّيرُ إِنَّمَا يَطْلُبُ التَّمَرُّدَ فَيُطْلَقُ عَلَيْهِ رَسُولٌ قَاسٍ (سفر الأمثال 17: 11).

إنّ تمردَ الشَّيْطانِ لمْ ولنْ يَتوقفَ أبداً. إنهُ يَجولُ ويتصيّدُ النفوسَ الثمينةَ، ولكنهُ لا يفعلُ ذلك وحَدهُ، بل تساعدهُ الارواحُ الشّريرةُ الاخرى التي تَحومُ حولَ أبناءِ الرَّبِّ. والشيءُ المُحزنُ هو أنّ العَديدَ من أبناءِ الله لا يَعيشونَ يَخدمونهُ فقط، ولكِنْ يُحاولونَ خِدمة أنفسهُم. فنحنُ بِحاجةٍ لكي نفهمَ أننا نَخدمُ الآبَ فَقط، عِندما نَفعل مَا يأمرُنا بهِ من خِلالِ كلمتهِ. فَنحنُ محَدودينَ المعرفةَ، ومَهما فَعلنا فلا يُمكننَا إن نَفعل مَا لا يَقولهُ الحقُّ لنَا - وعلى الرُغمِ من أنهُ يبدو مَنطقياً ومن الحِكمة في بَعضِ الاحيانِ.

عندمَا يَسيطرُ رُوح التمردِ على القلب، يَتوقفُ الشخص عنْ التفكيرِ كخادمٍ للرَّبِّ، وتبدأُ تَصرفاتِهِ وقرارتهِ تُوجهُ بالمشاعرِ البشريةِ أو الشَّيْطانيةِ. وفوراً يَبدأ قَلبهُ يَتأثرُ، فعلى سَبيلِ المثالِ يَتأثرُ من الأرباحِ المَالية، أو من شَخصٍ يَبدو أنهُ أفضلُ من زوجِهِ أو من فُرصةِ اِزدهارٍ في مَجالِ الأعمالِ أو السَياسةِ. فقدْ كان ذَلك الشَخص قبل ذَلك، خَادمٌ مُكرسٌ  للكنيسةِ، ولكنهُ الآن، شخصٌ اِنتهازي، من طريقتهِ في الكلامِ، وارتداءِ المَلابسِ ومُعاملتهِ للآخرين، وفي الواقعِ، أن العَمى الرُّوحِي يَجعلهَ لا يَفكر في أي شيءٍ آخرٍ، إلا في ما سيجعلُ حَياتهُ أفضل.

سَيتغيرُ كلامُ المُتمردِ ولنْ يَكنْ فيهِ نُورٌ وبهاءٌ مِثل السابق. فبالنسبةِ لهُ لمْ يعُد يُهمهُ مَا يقولهُ الله، ولكنْ ما سَيجعلهُ يَنجحُ. وفي بَعضِ الحَالات، فَهو يَستعمل حَتى الكِتاب المُقدس، لكي يًؤكد أهدفهُ. ومَساكين أولئِك الذينَ يَسمعونَ لنَصائحهِ، لأنهُم سَوف يَبحثونَ عنْ الأفكارِ الجيدة في الظَلام، والآراءِ البَشريةِ الرَائعةِ، ولكنهُم لنْ يصلوا أبداً إلى مَعرفةِ الحقُّ الكامِل! وبِالنسبةِ للمُتمردِ: فالإخلاصِ للعائلةِ ليْست مَسألةً مُهمة، والالتزامُ بِالكلمةِ لمْ يعدْ مَوجوداً لديهِ. ومَا يهمهُ الآن هو أن يَتكلم بالطريقةِ التي سَتجعلُ الناسَ والأصدقاءَ يُصغونَ إليهِ.

 كانَ مِنْ قَبْل يَبحثُ عنْ فعلِ الخيرِ، وكانَ يُفرحهُ القيامُ بعملِ الرَّبِّ. ويَبحثُ عنْ الخَروفِ الضَائع منهِ، وكانَ يَحترمُ بِيوتَ الآخرين ويَقومُ بتنفيذِ ما يَطلبُ مِنهُ، ولكِنَّ هَدفهُ  الوحيدُ الآن شرِّيرّ! ليْس لأنهُ قد قرّر أن يفعل ذَلك، ولكِنْ لأنه سَمحَ للأرواحِ المُضلّةِ بِفعلِ ذلَك بِهِ، وبِذلكَ لم يَعُد هَدفهُ الرَّبّ يسُوع بَعْد. لكِنْ، كُلّ مَا يُمكنهُ الحُصولُ عليهِ في نِضالهِ الشاق من أجلِ ثراء نَفسهِ، هو العديدُ من الهزائمِ المَريرةِ، لأنَّ كلمةَ الله سَتتنفذُ ولنْ تُخطئ .  

كُل الأشَخاص الذين قرروا التَمردَ على الرَّبِّ، سَوفَ يَتسلطُ عليهم منْ لا يَرحم. وكُلُّ الذينَ اتبعُوه - أشَخاصٌ لمْ يتقدسُوا من الكلمةِ - والجميع سَيرى مَا سَوف يَفعلهُ منْ لا يَرحمُ بحياةِ كُلِّ واحدٍ منهُم. لِذلك يَا إخوتي، إذا كانتْ هَذهِ هي حَالتكُم أسرعوا إلى الرَّبِّ، واُطلبوا منهُ الغُفران وِاسعوا لمَعرفةِ الحَقيقةِ قبل فواتِ الأوانِ

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز