رسالة اليوم

03/11/2017 - مُسَتقبلُ السَّلامِ

-

-

  "لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ فَإِنَّ الْعَقِبَ لإِنْسَانِ السَّلاَمَةِ" (سفر المزامير 37: 37).

يَنبغي أنْ تَسودَ اللامُبالاة في حَياةِ أولئكَ الذينَ لا يَرغبونَ العَيشَ بشكلٍ لائقٍ. أولئِك الذينَ يَغشّونَ، ويَخدعونَ ويَفعلونَ الخطأ ولا يُدركونَ أنّ الجَميع يُراقبونَ. أيُّ نَوعٍ من البَشرِ هُم! في الواقعِ، عِندما نَتحدثُ إلى المُخادع لا نَرى أن عَينِاهُ تلمعانِ، ولكِنْ هُناك شيءٌ غريبٌ يُحذرنَا ألا نُصدقهُ. وذلك يَحدثُ لأن مَنْ يَخدعُ الأخرينَ لا يكونُ الله مَعهُ، ومعَ ذلك، فالبعضُ يَسمحونَ لأنفسهم بأن تَنقادُ بهذهِ الرُّوح، ولهِذا السّبب لا نرى أنهُم يَزدهرونَ في شيء، وليْس لهُم سلامٌ ويَعيشونَ حياةً مُضطربةً جِداً. 

نَستطيعُ التعرفَ إلى الرَجُل الْكَامِلَ، وذَلك عنْ طَريق نَظرتِهِ، واسلوبِ كَلامهِ، وتَجنّبهِ للخطيئةِ وحَملهِ للسّلام إلى من هُم حَولهُ. وهو يُمكِنُ أن يَخسر أيَّ شيءٍ ولا يُظهرُ مشاعرَ سيئةٍ. على سبيل المثالِ، حينَ يعلم أنّ أحدٌ يَسرقُ مالهُ أو أنّ أحدٌ ما يَخونهُ، لا يَفعل شيء. وهَذا لا يَعني أنهُ ضَعيف، ولكِنْ، هو شَخصٌ يمشي مع الرَّبِّ، ولذِلك، سَوف يُكافئه الرَّبُّ على كُلِّ شيءٍ. فهو  يَقول لا يَعرفُ عندمَا يَكونُ لا يَعرفْ حقاً، ولْيس لدي عِندما لا يَكونُ حقاً لديهِ؛ وعَلاوةً على ذلك، لا يِعْد أبداً بِما لا يُمكنهُ الوفاءُ بهِ. ويَجلبُ معهُ السَلامَ ومَحبةُ الرَّبِّ أيضاً.

يَجبُ أن يَنتبهَ منْ يُريدُ أن يكونَ نَاجحاً، بأن يتبعَ الصِدق والإخلاصَ في تَصرفاتهِ، ويُراقب طُرقهِ. لأن، هُناك طرقٌ ملتوية كثيرة في هذهِ الحياة، ومنَّ المُمكنِ أن تكونَ أشياءٌ جَذابةٌ، لكِنْ  ليْس لها أي تَأثيرٍ على أبناءِ الرَّبِّ. لذلك يا إخوتي، الذي يُراقب المُستقيمات - أي الوحي من كلمةِ الرَّبّ - لنْ يُخدع أبداً من قِبلِ إبليسَ أو شَياطينِهِ، ولنْ يَقع أبداً في أي من فِخاخهِ، بل يُقاد دَائماً بالفهمِ والحِكمةِ الإلهيةِ.

تُذكرنَا الكلمةُ بأن مُستقبلَ الإنسان الصَادق سَيكونُ سَلاماً، ومن يُلاحظ وينتبهُ لهُ سيكونُ مُستقبله أيضا مُستقيماً. فتعلم من خُدامِ الرَّبِّ في الماضي، الذين كانوا يَعملونَ في زمنِ الإنجيلِ بأمانةٍ واِخلاصٍ، وأفعل نفسَ الشيءِ. فهي وسيلةٌ رائعةٌ للتعلمِ من أولئِك الذين سَمحوا للرَّبِّ باستخدامهم، وأسمح بأن تَكونَ أنت أيضاً مُستخدماً مِنهُ. وبِذلك، لا يَكون عَلينا وضَع الخِططِ لإطاعةِ وصَايا أبانا، ولكِنْ، كلُّ ما عَلينا فِعلهُ هو تنفيذ مايقولهُ لنَا. وعندما تقومُ بتنفيذ مَشيئتهِ، يا أخي، فَأنت لا تَخترعُ شيئاً، لا تَزيدُ ولا تُقلل مما كُشفهُ لكَ، لكنك تتبعهُ فقط. وإذا لاحظتَ أن قوتَكَ غيرُ كافيةٍ للقيام بما أمركَ بهِ الرَّبُّ، فصّلي لهُ، واطلُب مِنه أن يُساعدكَ.

لا يُمكننا أن نُؤمن بِالقول:" أن الغَايةَ تُبرر الوسِيلة" لأن كلَّ شيء يَنبغي أن يتم بِالضبط كمَا قال الرَّبّ إلهنا. لِذلك، فَكُل الأشياء التي يُدينها الرَّبّ يَجبُ أن لا تكونَ جزءً من حَياتنَا، ولكنْ فقط ما يُوفره لنا الرَّبُّ العلي لتنفيذِ مُهمتنا. فعدمُ الانتباهِ لما هو مُستقيمٌ هو بِمثابة إعطاءِ العدوِّ مَكاناّ بِجانبكَ. وأنت لا تُريدُ ذلك في حَياتِك، لأنهُ ضَارٌ جِداً، وإذا سَمحتَ بهِ، سَتخسرُ المَعركةَ!

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز