رسالة اليوم

01/11/2017 - الرَّبُّ الغَاضِبُ

-

-

 "يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ إِلَى مَتَى تُدَخِّنُ عَلَى صَلاَةِ شَعْبِكَ"؟ (سفر المزامير 80: 4).

هل يُمكنُ أن يَغضبَ الرَّبّ من صَّلاةِ شَعبهِ؟ نعَم، بِالمقارنةِ بما كتبهُ صَاحبُ المزمورِ يُمكنُ أن يَحدث هَذا حَقا. حَسناً، وعِندمَا يَحدثُ ذَلك؟ وهَذا مَا سَنراهُ من خِلالِ هذه ِالدراسةِ. لأن الله مَحبةِ فَبالنسبةِ للعَديدينْ هَذا يَبدو مُستحيلاً. ولكِنْ، عِندمَا نَبحثُ عنْ مِثلِ هَذا الإعلان في الكِتابِ المُقدس، يُخبرنَا الرُّوحُ القُدس بأن نَحرصَ على أن لا يَحدثَ هَذا لنَا. فالشيءُ الوحيدُ الذي نَخشاهُ هو أن لا يَستجبُ الرَّبُّ لنَا، وهَذا سَيئٌ بِالفعل، ولكِنْ الشيءُ الآخر هو أنهُ بالإضافةِ إلى عدمِ استجابتهِ، يَغضبُ من الصَلاة التي نُقدمهَا لهُ.

أعتقدُ أنهُ يجبُ علينا فَقط أن نُؤدي الصلاةَ بإيمانٍ، لأنهُ فيها نُعلنُ لهُ إن كنا نؤمنُ بكلمتهِ أم لا. والصَّلاة بِعدمِ إيمانٍ، هي إعلانٌ بِأننَا لا نُصدقُ ما هو مَكتوبٌ في الكِتابِ المُقدسِ. وبِعبارةٍ أخرى، فَهذا الأمر مُثيرٌ للغضب. فَعندمَا يُحدد الله مَشيئتهُ في الكِتابِ المُقدسِ، ليْس عَلينا إلا أن نُؤمنَ فقط بما يَقولهُ لنَا.

تحدثَ الرَّبُّ يسوع عنْ الفريسي الذي صَّلى شَاكراً لأنهُ ليْس مِثل الآخرين. فَبالنسبةِ لهُ، أولئكَ الآخرين هُم السَارقين، والظالمينَ والزُناة. ومع ذلك، فَقد قالَ الرَّبّ يسوع أنهُ عادَ إلى بِيته دُون تبرير. والذي تبررَ هو العَشار، الذي قرعَ على صَدرهِ وطلبَ الرحمة!. فالكبرياء هو الذي جَعلَ الفريسي يَعتبر نَفسهُ أفضلَ من العَشار. وعَدم طَالبهِ الرحمةَ جَعلتهُ يَعودُ إلى بَيتهِ دُون أن يَحصُل على الجَواب المطلوب من الرَّبّ (لوقا 18: 10- 14).  

قال يعقوب: يُقَاوِمُ ٱللهُ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ (يعقوب 4: 6). فالكبرياءَ هو من أسوأ المَشاعِرِ التي يُمكنُ أن يَقتنيها أحد. قدْ يكون خَادماً للآبَ، ولهُ خِدمتهُ العَظيمة ونَوياهُ الحسنةَ، لكِنْ، عِندما يَتركُ نفسهُ تُساق بِمشاعرِ الكبرياء، أو يظُن لأي سَببٍ من الأسبابِ، أنهُ أفضلُ من غَيرهِ، فَهو بهذا يَبتعدُ عنْ الله. وحينئذٍ، صَّلواتهِ التي كَانت تَسِرُ آذانُ الرَّبِّ، يَكرهُهَا. 

يُجَربْ العدوّ أي شَخصٍ فينَا، وفي مَرحلةٍ مُعينة من المُمكنِ أن يَقع في الخَطيئةِ. ولكنْ، قبل اكتمالِ الخَطيئة،  يَبدأُ رُوحُ الرَّبِّ في تَبكيتهِ. فأن كانَ لديهِ القليلُ من الفهمِ للعناية الإلهية - التي لا تُريدُ أن تراهُ بَعيداً عنْ طريقِ الصحيحِ واقعاً في فِخاخِ العِدوِّ - فَسيغلقُ أذنهِ عنْ صَوتِ الرَّبِّ العليّ، ويبيعُ نَفسهُ من أجلِ متعة وقتيةٍ قذرةٍ. وعِندما يَحتاجُ إلى شيءٍ من الرَّبِّ، نَجدهُ بدلاً من أن يَطلبَ الغُفران أولاً، يُصّلي كأنَ شيئاً لمْ يكُنْ! 

تُحذركَ كلمةُ الله من أن تدعَ أي شيءٍ يدخلُ بينكَ وبينَ الله. وأفتحَ قلبكَ لهُ، تصالحْ مَعهُ، وهَكذا، سَوفَ يستجيبُ لصلاتِك.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز