رسالة اليوم

31/10/2017 - صَّلاةٌ لا فَائدةَ مِنهَا

-

-

"لاَ تَذْكُرْ عَلَيْنَا ذُنُوبَ الأَوَّلِينَ. لِتَتَقَدَّمْنَا مَرَاحِمُكَ سَرِيعاً لأَنَّنَا قَدْ تَذَلَّلْنَا جِدّاً".(سفر المزامير 79: 8)

كانَ شعبُ اِسرائيل قدْ خالفَ أوامر الله ولمْ يُطيعهُ. وهكذا نَحنُ أيضاً أحياناً مِثلَ الإسرائيليينَ، لا نَنتبه للوصِية. ودَائماً، مَا نتخذُ القراراتِ التي لا تُرضي الرَّبَّ، سِواءَ بالتعهُدِ بِالتزاماتٍ تُدينهَا الكلمةُ، أو عدمُ الخضوعِ كِفايةً أمامَ السيدِ الرَّبِّ سبحانهُ. ولا ينبغي أن يَكونَ الأمرُ بهذهِ الطريقةِ، لكِنْ، لأننَا في الجَسد، لا نَفعلُ الخيرَ الذي نُريدهُ، بل الشرَّ الذي لا نُريدهُ (رومية 7: 19).

صلّى صَاحبُ المزمورِ للرَّبِّ العليّ مِن أجلِ أن لا يَتذكرَ آثامَ وذنوبَ شَعبهِ. لكِنْ اليوم، نحنُ لسنَا بِحاجةٍ لفِعلِ ذَلك النَوع مِن الصَّلاة، حَيثُ أنهُ، إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ (١ يوحنا  1: 9). وهو يَضمنُ أنهُ لنْ يَذكُر خَطايانَا بعْد.

كانَ كاتبُ المزمورِ يشعُرُ بِضرورةِ الغُفرانِ، لذلك، طلبَ من الرَّبِّ أن يُسْرع. وأيضاً نحنُ لسنَا بِحاجةٍ لتقديمِ مِثل هَذا الطلب، لأن مُخلصنَا ورَّبنَا قدْ جاء، وحَمل آثامنَا وأكدَ أن كُلَّ مَنْ يُؤمن بِهِ سَيفعلُ مِثلمَا فَعلَ هو تَماماً. فِعندمَا جُرِبَ الرَّبَّ يسُوع، صلّي، وطلبَ من الآبِ أن يُنقذهُ من هَجماتِ الشَّيْطانِ، التي يُقالُ أنها كانْت رهيبةٌ جِداً. وأيضاً، اِنتهرَ العَدوُّ، الذي كانَ يُحاولُ اِستعمالَ كلمةِ الرَّبِّ ليُربكهُ. فَمهمَا كانت المُشكلة التي تُهاجمُك، ضَع لها حَداً نهائياً.

تَوسل صَاحبُ المزمورِ بأن يَكونَ الوقتُ الذي سيرحمُ فيهِ الربُّ شعبهُ قَريب. فَعلينا أن نُؤمن بما حَدث لنا ونحصل على مَنصِبنا في المسيح. فالرَّبُّ قدْ أنعمَ عَلينَا بِرحمتهِ، عِندما أرسلَ ابنهُ الوحيد ليَموتَ بدلاً عنَا؛ واليوم، يَجبُ علينا أن نَستفيدَ من رحمتهِ العَظيمة. والذي يَلبثُ في هَذا النوعِ من الصَّلاةِ، ويَتوسلُ من أجلِ الغفرانِ الإلهي، يَجدُ نفسهُ مُتأخراً 2000 سنةٍ. فالرَّبُّ لن يُكررَ ما قد  تمَ أنجَزهُ، لأنهُ مد يدهُ بالنعمةِ للبشريةِ.

 الآن، المَسألةُ هي مسألةُ إيمانِ أو عدمهُ، وذلك بِما قدْ تم إنجازهُ من أجلنَا. والذي يَزدري بَالعملِ العظيمِ الذي تَم على الصَليبِ في الجُلجثة يَجبُ أن يَعلم أنهُ لا شيء بعْد يُمكنْ القيامُ به من اجلهِ.

لأنَّ نعمةَ الله لمْ تكنْ قدْ انسكبت على البشر كانوا أذلاء،. ولكِنْ مع مَجيء السيدِ المسيحِ، وضع الله قوّته للعملِ من أجلِ خَائفيهِ. فالمسيحُ قد أمر جَميع الذينَ يبحثونَ عنهُ أن يَتشددوا. وأنهُ قدْ جاء لكي يُحررنَا من سُلطان الظُلمةِ، ويَقضي على "الليل" ويَجعلَ "يَومَنا" يُشرقُ بنورهِ. ونَسلكُ مع المَسيحِ ونَكونُ مُنتصرينَ (رومية 8: 37). فالسِّرُّ هو أن تَقبلَ ما قدْ تمَ إنجازهُ من أجلكَ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز