رسالة اليوم

13/06/2016 - الإزدهار لخدّام الرّب

-

-

 

لِيَهْتِفْ وَيَفْرَحِ الْمُبْتَغُونَ حَقِّي، وَلْيَقُولُوا دَائِمًا: «لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ الْمَسْرُورُ بِسَلاَمَةِ عَبْدِهِ». (المزمور 27:35)

يا لهُ من إعلانٍ مُدهش ما قالَه كاتِب المزمور هُنا عندَما أدرَك أن الله يُسرّ بسلامَة عَبده. هذه رسالة الآب لكلّ من يبتغي الحقّ الإلهيّ: لا يجب أن يصمتوا بل يهتفوا ويفرحوا.

إنّه أمر رائع لكلّ من يريد أن ينمو وينجح في الحياة أن يتعلّم هذا من الكتاب المقدّس: "الرّب إلهنا يسرّ بسلامَة عبده". يبدو هذا أمراً بسيطاً، لكنّ العديد من الأشخاص لا يزدهرون لأنّهم يعتقدون: "أن تكون بحال جيد"، فهذا من الشّيطان، وأنّ مشيئة الله لهم أن يكون فقراء ومحتاجين، كي يعيشوا حياتهم معتمِدين عليه تماماً.

إن الآب السّماوي يحبّ الوفرة لخدّامه. لكن لا يكفي الذهاب إلى الكنيسة فقط، والصّلاة بلا انقطاع، وأن تعطي كل أملاكك على أمل أن تُرضي الرّب وتجعله يعمل لحسابك.

يوجد إعلانين في الآية التي ذكرناها، فهذا أساسي لنحقق المشيئة الإلهية في حياتنا:

-أولاً. الخالِق يحبّ ازدهار خدّامه. فمِن ناحيتنا: علينا أن نحبّه حسبَما يقول الكتاب وذلك بحفظِ وصاياه (يوحنا 21:14). ومن ناحية الرّب: يتمّم وعوده عندما نُصبح خدّاماً حقيقيين. فإن بدا أنّه لا يحقّق وعوده لمن يقدمون العشور والتقدمات ملاخي (11-8:3)، فذلك لأنّهم ليسوا خدّاماً حقيقيين. بمعنى آخر، لا يسلكون حسَب مشيئة الرّبّ.

- ثانياً. المبتغون برّ الله يجب أن يهتفوا ويفرحوا. فالفعل الأعظم للحقّ الإلهيّ هو تضحية الرّب يسوع من أجلنا على صليب الجلجثة. فإذاً، الذين قبلوا الرّب يسوع مخلّصاً وسيّداً على حياتهم، ليسوا بحاجة ليكونوا جدّيين أو عابسين بينما يجتهدون للنّجاح في الحياة. بل يجب أن يفرحوا ويصلّوا بلا انقطاع وَيَقُولُوا دَائِمًا: «لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ الْمَسْرُورُ بِسَلاَمَةِ عَبْدِهِ».

كيفَ يتعظّم الرّب إن كانَ هو الإله العليّ الأقدَر؟ من خلال لجوء الكثيرين للرّب عندما يسمعون شهادتنا ويرَوا بركة الله علينا، وهكذا يتمجّد. حتى الذين لا يؤمنون، ينحنون ويسبّحون الله عندما يرون ازدهارنا.

فاسعوا لتكونوا خدّاماً، وهو سيتمّم كلّ وعوده وستنالون النّجاح بكلّ يقين.

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز