رسالة اليوم

29/10/2017 - مَنصِبنا الرُّوحِي

-

-

  "الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوس" (أفسس 1: 13) .

اِستخدامَ الرَّبُّ الرّسولَ بُولسَ ليكتبَ رسالةً رائعةً لأهلِ أفسُس، وكانت هَذهِ الرّسالةُ عَميقةٌ جداً ومَليئةٌ بإعلاناتِ عَظيمةِ. وأحدٌ هَذه الإعلانات هي أننا في المَسيحِ، وهَذا أمرٌ عَظيمٌ جداً، فنحنُ لسنَا جزءً من شَعبِ الله فقط، ولكننا، أيضاً جُزءاً من اِبنهِ. لا ننفصِل عَنهُ، ومَتأصّلينَ فيهِ. ولا يُمكنُ للمشاكلِ والمتاعبِ أن تكونَ كبيرةً لدرجةِ أن تَجعلَ أحد إخوتنَا يَكتئب. والذي يَكونُ في اِبنِ الله لديهِ وتَحتَ تصرُفهِ كُلُّ القوةِ اللازمةِ للتغلُبِ على أي هُجومٍ من العَدوِ. ولكونِنَا فيه، هَذا يَعني اِمتيازٌ عظيمٌ يُمكنُ أن يحصل عليه أي أحدٍ.

كلمةُ الحقِّ تشهدُ عنْ هذه النعمةِ. فليسَ هُناك أي شيءٍ أكثرُ أهميةٍ يُمكنُ أن نَفعلهُ لأجلِ اخوتِنا من مُشاركتهِم بالإنجيلِ المُقدسِ. فالأخبارِ السارة لهَا القُدرة على تَغيير أولئك البَعيدينَ عنْ الحقيقة- مهمَا كانَ الشخص بَعيداً - إلى شخصٍ قَريباً جداً من الرَّبِّ. إن الإنجيلَ المُبارك هو مَا يحتاجهُ الجميع لكي يَنجوا من فِخاخِ الشَّيْطانِ.

يُطلق على الإنْجيلِ أسم إنْجيلِ الخَلاص. ويَحتاجُ جِيلُنَا أن يسمعَ رسَالتهُ بطريقةٍ واضحةٍ وصَريحةٍ ، والتي تتحدثُ عنْ المُصالحةِ بين الآبِ والنَاس. ولهذا، كلفنا يَسُوع بالذهابِ إلى جَميعِ أنحاءِ العالم وأن نكرزَ بالإنْجيلِ للخليقةِ كُلها - سِواءَ أرادوا أم لا – وهي فُرصةٌ لإنقاذهِم من سُلطانِ الظُلمةِ ويُصبحونَ أبناءً مَحبوبينَ للرَّبِّ العليّ (مرقس 16: 15).

الإيمانُ بكلمةِ الرَّبِّ هو مِفتاحُ السرِّ، الذي هو قوُّةُ الرَّبِّ. وبِها نَكتشفُ بِرَّ الله. فليس من المُفترضِ علينَا الوعظُ في كنَائسنَا بعقيدةٍ مُعينة، والكفاح مِن أجلِ نمُوهَا وتَكريمِ أي واعظٍ يقومُ بِذلك! إنما يَجبُ علينا أن نَهتمَ بِوصولِ الأخبارِ السَارةِ (الإنجيل) لكُلِّ العَالم، والتي تُخبر عنْ مجيئِ يسُوع إلى الأرض لإنقاذِ البشريةِ. أمّا الأشياءَ الأخرى التي يَهتمُ بها منْ هُم في العالمِ، فنحنُ لسَنا مهتمّينَ بالبحثِ عنها، لأنّ لدينا مُهمةٌ ويَجبُ علينَا إنجازُهَا، لأننا دُعينَا من أجلِ ذَلك.

خُتمَ جَميعُ الذينَ يُؤمنونَ بِالإنجيلِ، بِختمِ الرُّوحِ القُدوس للوعدِ. وخَتمُ الرَّبَّ هو الدَليلُ على أننَا مُلكٌ لهُ. وهذهِ العلامةُ تضمنُ أننا لنْ نَخجلَ في اليَوم الأخير. ولذلك، فمنَ الضروري أن نَطلبَ مَواهِبَ الرُّوحِ القُدس يَكونُ لنَا ثِمار. وهَكذا يَظهرُ الفَرقُ بين المُتدين ومنْ يَعيشُ الكلمةُ المُقدسة.

يَحتاجُ العَالمُ أن يرى إننا من الرَّبِّ وإننا في المَسيحِ. وأقلُ مَا يُمكننا القيام به هو: أن نَحترمَ الرَّبَّ الإله، ونَعيشَ في قَداسةٍ، ونرفضُ كُلَّ الإغراءاتِ، ونَكرزُ بالإنجيلِ المُقدسِ بالكلامِ والأعمال. فأفعل ذَلك وكُنْ حَكيماً!  

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز