رسالة اليوم

28/10/2017 - ليْسَ كُلُّ شيءٍ مِنْ عِندِ الرَّبِّ

-

-

"هَذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ" (غلاطية 5: 8).

استخدمَ الرسُول بُولس هَذا الأسُلوب للتَحذيرِ، وذلك مِن حَقيقةِ أنَّ الشَّيْطانَ يستطيعُ أن يُحولَ نَفسهُ إلى شِبهِ مَلاكِ النُور، وهَذا ليْسَ من قَبل الصُدفةِ. حيثُ يَرمزُ النُور هُنا إلى الفَهم، وهَذا يعني أن عَملَ الشَّيْطانِ يُمكنُ أن يَبدوَ مِثالياً، وهَذا يَجعلُ الكثير مِن النَاسِ الطَيبينَ يَعتقدونَ أنهُ من عندِ الله. وخصمُنا لهُ هذهِ القُدرةِ على الخِداعِ وانتحالِ صِفة المُرسل السَماوي، وهَذا سَببُ وقوع العديد من النَاسِ في شِباكه. لكنْ، المُخلّصين يَعلموا أنهُم لا يَتركوا أنفسهُم تنقادُ إلا  بِما هُو مَكتوبٌ في كَلمةِ الله، وبِذلك لنْ يَتعثروا أبداً، ولنْ يَسمحوا لأميرِ الشرِّ بأن يَقودهم. فقط الرُّوحُ القُدس - روحُ الحقِّ – يُرشدهُم ويَجعلُ الرَّبَّ كلامهُ هُو الحقّ: كَلمةُ الرَّبِّ( يوحنا 17:17).

وبدراسةِ كيفَ تأسست العديدُ من الاديانِ المُختلفةِ، رأينَا أن أنبيائهُم كان لديهم رُؤيةً، أو سَمعوا صَوتاً أو وصَلوا إلى اِستنتاجٍ مَا. وهَذا يدل على أن هُناك حقاً عَالمٌ رُوحي، لأنهُم جَميعاً تلقوا هَذهِ الرسائلَ من هُناك. وأياً مِنهُم لم يُحقق هدفهُ؛ وخُدع الجَميع من أمير الشرّ. وتُعلم جميعَ الأديانِ، أن على الإنْسانِ أن يَقومَ ببعضِ الأعمالِ للإرضاءِ الإله أو لاستحقاقِ خِدمتهٍ لهُ. أما في الإنجيل فيختلف الأمر: فَقط علينَا الاستمَاعُ إلى مَا يقولهُ الرَّبُّ من خِلال الوعظِ بالكلمة أو قراءة ِالكتابِ المُقدس.(رومية 10: 17).

إن لمْ يَترك لنا الرَّبِّ كُتيِّب السُلوك لكي لا نُخطئ، وبهِ الكثيرُ من المَعلوماِت التي نحَصل عليها يَومياً، لأمكننا القول عَنهُ أنه ليْس إلهٌ طيبٌ. ولكن هَذا مَا فعلهُ. لا تُوجد أخطاءٌ في الكتابِ المُقدس، ولنْ يكون. وحَتى في أفضل  الكنائسِ الإنجيلية، بِقيادة أفضلِ الرعاةِ والأكثرِ استخداماً، يَجبُ أن نَكونَ حَذرينَ لما يُقال لنَا، أو ما نشعر به، لأن كُلَّ شيءٍ يَجبُ أن يَكونَ وفقاً لكلمةِ الرَّب. وإن لم يكنْ، فهوَ هُراءٌ بالكاملِ.

أنا أعرفُ بعضَ الناسِ الذينَ لديهِم خِبرةٌ معَ ما يَدعونهُ "الله". فإذا كُنتَ لا تُريد أن تُخطئ، فمَا يأتي من الرَّبِّ لا يَحتملُ الخطأ، ولا يُسببُ الانزعاج أو الآلمَ، لأن كُل مَايقولهُ هو وفقاً للكتاب المُقدس. فمجردِ حدوثِ انحرافٍ بَسيطٍ هو إشارةٌ لك لكي تَتوقف عنْ ما تفعلهُ.

رأيتُ خِلال مَسيرتِي المَسيحيةِ الكثير من النَاس تَورطوا مع الأرواح الشريرة، ولمْ يكُنْ لديهم الشجاعةَ لتحققِ ممَا تلقوهُ، إذا كانَ من الكتابِ المُقدسِ أم لا. فيجبُ أن تحُب الرَّبَّ أكثر من الإعلانات، التي قدْ تعتقد أنها تأتي من عِندهِ.

أولئك الذينَ يَعتبرونَ أنفسهم رُوحيين بِما فيه الكفاية لتلقى اعلاناتٍ من الرَّبِّ، يجبُ أن يَكونوا أكثر حِرصاً. وإذا شَعرت بِفشلِ أحدِ الاعلاناتِ، فَعليك تَركَ السفينةِ طالما هُناكَ وقتٌ، وإلا ستقع في ورطةٍ كبيرةٍ. ولا تكنْ مُتفاخراً! ولكِنَّ اعترف بِأنكَ كُنتَ مُساقاً بروح الخَطأ. فلا شيءَ يُمكن أن يُضاف أو يُزال مِن الكتابِ المُقدسِ (سفر الرؤيا 22: 18، 19). وفي مُحاولتهِ لتبريرِ فشلهِ لأي وحيٍّ قد تلقاهُ، يَقولُ أن الله أخطأ.

وإذا قالَ لكَ العلّي شيء – وهَذا يَكونُ من خِلالِ كَلمتهِ - ويُمكنكَ أن تَثقَ فيهِ بالكاملِ، ومَع ذَلك، لا تسمحَ للعدو باستعمالِ عقلكَ لخلق الأشياءِ ويَدْعي أنها مِن عِندِ الرَّبِّ.

هُناك حَقيقةٌ أخرى أُريدُ أن أُشيرَ إليها هُنا، وهَي أن الآب لا يَتفاجأ أبداً، لأنهُ يَعلمُ كُلَّ شيءٍ ويعرفُ تماماً مَا يجبَ عليه القيامُ به في أي حالة. وقَبل أن يَحدثَ أي شيءٍ حتي، يَعلمُ الرَّبَّ مُسبقاً ما هو آتٍ في الطريق. فَجيدٌ أيضاً أن نَتذكرَ أن الذي يَعيشُ في الخَطيئةِ لنْ يَستعملهُ الرَّبِّ، لكنهُ يَستخدمُ الذي يَسودُ عَليهَا (رومية 6: 8 - 14). لذلكَ، لا تدعَ الخَطيئةَ تُسيطرُ على حَياتِكَ. 

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز