رسالة اليوم

27/10/2017 - في مَنْ نَنْتَظِر؟

-

-

  "سِتْرِي وَمِجَنِّي أَنْتَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْت" (سفر المزامير 119: 114).    

نَدخلُ مَرّاتٍ عَديدةٍ للصَلاةِ لحَلِ مُشكلةٍ مَا، وبَعدهَا نَضعُ طَلباتنَا أمامَ الرَّبِّ، ومَا نَقومُ به شيءٌ صَحيح. ومَع ذَلك، فَأننا نُخطئُ كثيراً عِندما لا نَذكُر مَا يَعنيهِ الرَّبُّ لنَا. لكِنْ، عِندما نَتعلمُ الحَديث عنْ ما يَضمنهُ لنَا الرَّبُّ، يَعني هَذا الكثيرُ بالنسبةِ لهُ. وعندمَا يُعلنُ لنَا الرَّبُّ عنْ شيءٍ، فهو يُظهرُ من هُو، ويَضعُ نفسهُ تحتَ تصرفنَا لتنفيذِ ما نُريدهُ.

هل سَبق وقُلت للرَّبِّ بأنكَ تَعلمْت عن منْ هو بِالنسبةِ لكَ؟ فلا تُضيع أي فُرصةٍ للقيامِ بذلك من الآن وصَاعداً، وعِندما تَختبر هَذا الاعلان، تَكلمْ معَ الرَّبّ عنْ ذَلِك. وبِهذهِ الطريقةِ سَتتعلم الكثير، ولأنكَ تُظهرُ للآبِ أنك تَقبله على هَذا النَحو، سَوفَ يُعلمكَ أكثر. والأفضل من كل ذَلك هو أنك أدركتَ أنهُ لمْ يَخدعُك، إنما هو مَا تقولهُ الكلمة عنهُ.

الله هو المَلجأ، وخصوصاً في أوقاتِ الاضطهادِ، والتي يَبدو فيها أن العدوُّ لنْ يبتعدَ عنكَ. فأقتربْ من الآبِ في ذَلِك الوقتِ وسَتجدْ فيهِ الحمايةَ. وعندما تُصلي وتُؤمن بأن الرَّبَّ هو مَا يَقولهُ لكَ، سَوف تَجدُ المأوى اللازمَ لحِمايتكَ حتى تَمرَ العاصِفة. وهَذا الأمرُ بالغٌ في الأهميةِ، لأن العدوَّ عِندمَا يَعتدي عَليكَ، فهو لا يَمزح.

وإذا جَعلتَ الرَّبَّ ذِرعٌ لك، سِهامَ الشِريرِّ لنْ تُصيبك. ولكِنْ اِنتبه، عِندمَا تُؤكد لهُ أنهُ ذِرعُكَ، فَسيقدمُ نَفسهُ ليَحميكَ. لذلك، لا تَدعْ هذهِ الفُرصةُ تَفوتكَ. وعِندما يأتي الشَّيْطانُ ليُجربكَ، أعلنْ لهُ أن الرَّبَّ هُو ذِرعٌ لكَ، وسَوف يَحفظُكَ من كُلِّ شيءٍ قدْ يُسببُ لك المُعاناةَ. فَتمسك بالوعدِ؛ وكنْ ثَابتاً في كلمةِ الرَّبِّ.   

ليْسَ من الصَحةِ أن تُصدقَ مَا كُنت تَعتقدهُ عن مَا يَعنيهِ اللهُ لكَ، بل يَجبُ أن تُصدق مَا قالهُ لكَ عنْ نَفسهِ فقط. ولذلِك، لا تَعتمد على فَهمكَ البَشري، إنما، أمنْ بِما تُعلمهُ لكَ الكلمة. فالعديدُ من البشرِ، الذينَ خدموا الله وتَركوا أنفسهُم تَنقادُ واراءَ ما يُفكرونَ فيه، أو يَتوقعونَ أنهُ يَحدث. وعِندما نُؤمنُ بِما يَقولهُ اللهُ، ونؤمن أن كُلَّ شيءٍ قد نُفذَ، يَجبُ أن نُطبقَ هذا لكي يُصبحَ حَقيقةً في حَياتنا.

لا تَضعوا أملكم في شَخصٍ ما: الراعي، أو الأخ أو الأب، أو الأم أو أي شَخصٍ آخر، لا أحدَ يَستطيعُ أن يَحلَ مَحل كلمة الله. ويجبُ أن تَعتمدَ على الكلمةِ، وتَرفُض أي مُساعدةٍ أخرى. لكِنْ لاحظ أن اِنتظار الرَّبِّ ليْسَ شَيئاً سَلبياً (الحَالةُ التي تتوقعْ فِيها حُدوثَ شيءٍ مَا، ولكنكَ لا تفعل شيئاً لتَحقيقهِ) لِذلكَ، كُنْ نَشطاً، وأطلب بَركتكَ، واِجعل من الرَّبِّ ذِرعاً ومَلجأً لك، وتمتع بِالحياةِ الناجحةِ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز