رسالة اليوم

25/10/2017 - ليْسَ هُناكَ بَوابَةٌ أُخَرى

-

-

"هَذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ" (سفر المزامير 118 : 20).

هُناك العديدُ من أبناءِ الله الذينَ يَخدعهُم الشَّيْطان، ويستعملهُم لكي يَفعلونَ أشياءٍ خَاطئة. وبَعدَ ذَلك، يَندمونَ ويَعترفونَ بِخطاياهم للرَّبِّ، ويَتوقفونَ عنْ فِعلها. ومَع ذَلك، مِن وقتٍ لآخرٍ، يَتذكرونَ الخطأ ويَعودونَ لارتكابهِ. والبعض يَفعلُ ذلك لكي يَحصلَ على نوعٍ مِنَّ الإلهامِ؛ والبَعضُ الآخر من أجلِ مُتعةٍ أخرى. وعِندمَا تشبعُ أنفسهُم، يَطلبونَ من الرَّبِّ أن يسامحهُم ويَعِدُوه بِأنهُم لنْ يفعلوا ذلك مرةٌ ثَانية. إلا أنهُ في التَجربةِ التالية، يَتركونَ أنفسهُم تُساقُ من العدوِّ مرةً أخرى. ومَع ذَلِك، فعَدمُ الاعترافِ بِالخطايا والاقلاعُ عنهَا يَعني ضَربةً قَاضيةً مِنَّ العدوُّ.

يرتكبُ بعضَ النَاسِ خَطأً آخراً، وهو الظنُ بأنهُ لا يَجبُ عليهِ إصلاحَ الضرّرِ الذي سَببهُ للأخر. فَبعدَ أن أقرَ واعترفَ بِذنبهِ، وصَدقَ أنهُ قدْ حصلَ على المَغفرةِ الإلهيةِ، ليْسَ من الضَروري أن يَتصالحَ الشَخصُ مع الذي أخطأ إليهِ. وهَكذا يُفكر المُوظفُ الذي اختلسَ مَبلغاً مُعيناً، أو الزوجُ الخَائن أو الصَديقُ الذي أغتابَ صَديقهُ أو الذي طعنَ في شَرفِ أحدٍ ما. فَالحقيقةُ هو أننا يَجبُ أن نَتصالحَ مع الذي تَركناهُ وراءنا، وتَكلمنَا عنهُ بالشرِّ أو كنَا غير مُخلصينَ لهُ. فقدْ عَلمنَا يَسُوع وقال: إِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ (متى 5: 23-24).

كانَ زكَّا رئيسُ العشارينَ، وأخذ الخَلاص فَقط عِندمَا اِعترفَ بِأنهُ على اِستعدادٍ لتسويةِ الحِسابِ مع كُلِّ منْ لمْ يكُنْ أميناً معهُ. وباعتبارهِ مُحَصلاً للضرائِبِ، كانَ يَحتالُ على النَاسِ - عِندمَا يَجمعُها، وكانَ يتقاضى بالزيادةِ - لكنهُ كانَ على اِستعدادٍ بأن يُراجعَ مَلفاتهُ ويَرُد أضعافَ ما سَرقَ (لوقا 19: 8). فَكيفَ لأحٍد من أبناءِ الرَّبِّ يُمكنهُ أن يَعيشَ في بِيتٍ، ويَقودَ سَيارةً، أو يَستعملَ مُمتلكاتٍ لم يتعبَ فيها؟

الذي يُغلقُ عَينيهِ ولا يَتصالحُ مع الشَخص الذي تَركهُ وراءهُ، لأي سَببٍ كان، طالمَا لايزال هُناك وقتٌ، لأنهَ سَتكونُ حَالتهُ سَيئةٌ يوم الدينونةِ الأبديةِ. وحَذارِ من الحكمِ في اليَومِ الأخيرِ! فليسَ هُناك سِوى بوابةٌ واحدٌ، سَيدخلُ مِن خِلالهَا الأبرار، وهُو بَابُ الحقِّ والبرُّ الحَقيقي. يُمكنك اِختيارُ الدخُولِ من أبوابِ الخِداعِ والكذبِ، إلا أنها تُؤدي إلى الهَلاكِ (متى 7: 13).

من يُريدُ يَكونَ نَاجحاً يَجبُ أن يَسعى إلى ما يلي: مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ (متى 6: 33). العَديد يَسعونَ  لملكوتِ: الشَفاءِ، والازدهارِ، والسلامِ والأمنِ وغُفرانِ الخِطايا، ولكِنْ يجبُ علينا أيضاً أن نَسعى لطلبِ بِرِّ الله الذي هُو 100% للصَالحين، وليْس هُناك صَالحٌ كالرَّبِّ. وأولئك الذينَ يرغبونَ في العيش مَعهُ إلى الأبدِ، يجبُ أن يكونوا أبراراً. والذي لا يُكونُ عَلَيْه لِبَاسُ الْعُرْسِ يُطرح فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. (متى 22: 1 - 14).

حَذارِ منْ هَذهِ الضَربةُ المُفاجئةُ من الشَّيْطانِ: فهو يَستعملُ شَخصاً لارتكابِ أي خَطأ؛ ثم يَقومُ بأقذرِ ضربةٍ، بجعلِ هَذا الشَخص يَشعرُ بالعارِ ولا يَعترفُ بِخطيئتهِ. وفي اليَومِ العَظيمِ، سَوفَ  يحضرُ الخَطيئةَ بِكُلِّ تفاصيلهَا أمامهُ. لذَلك يَا أخي، أصلح أمُوركَ الآنَ وِادخُل مِنَّ البوابةِ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز