رسالة اليوم

24/10/2017 - القوُّة التي تُرافقُ منْ يَتبَعونَ الرَّبِّ

-

-

     "الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ" (سفر المزامير 114: 3).

تَتحدثَ هَذه الآيات والتي تتبعها، عنْ خُروجِ بني إسرائيلَ من أرضِ مِصْر، والذي كانَ عملاً مَجيداً. فهذا مِثالٌ على مَا حَدثَ مَعنَا بِخلاصِنا من مَملكةِ الظُلمةِ، بَعدَ أن قدَّمَ الرَّبُّ يسوعَ  مَشهداً مُذهلاً عنْ قُوتهِ التي لا تقبلُ المُنافسةَ، وجَرَّدَ ٱلرِّيَاسَاتِ وَٱلسَّلَاطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ (كولوسي 1: 13؛ 2: 15). وقُوتهِ العَظيمةِ عَملت على فَتحِ الطريقِ لأبنائهِ لكي يُخرجهُم من السَبي الحَقيقي، ويُمكنهُم السَيْر بِقوةٍ إلى كَنعانَ السَماوية! ومَازال هَذا الطَريقُ مَفتوحاً حتى الآن لجَميعِ أولئك الذينَ يَستمعونَ إلى الأخبار المُفرحة: الإنْجيلُ.

كانَ مَسكنُ الله وسَطَ شَعبهِ في ذَلكَ الحِينِ. وهَذا مَا جَعلَ البَحرَ يَهرُب. والأردنَ يَتراجع، والجِبالَ والتِلال تَقفزُ مِثل الكِباش والحِملانِ. والصَخرُ يَتحولُ إلى يَنابيعَ مَاءٍ، وجَداولُ المِياهِ إلى أنهارٍ: ونحصلُ على الحَياةِ المُباركةِ (يوحنا 10: 10). ولا يَنقصهَا شَيءٌ، ولا شيءَ يقْدِرُ أَنْ يفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. ( رومية 8: 35 - 39). فَجميعُ الأسُسِ تَفرحُ للعَدل الذي أصَبح يسُودُ الآن. وخَلاصُنا هو أعظمُ دليلٍ على صلاحِ الله.

فلا تُوجدُ حَواجزٌ أمامَ أبناءِ الله للوصُول إلى مَا هو مُعينٌ لهُم. فالأبوابُ مَفتوحةٌ. والطريقُ آمنةٌ

ويمكنُ لجميعِ المدعوينَ الوصولَ إليهَا. هُناك بَعضُ الأشخاصِ الذينَ لنْ يُشاركوا في فَرحِ الخَروفِ، وهُم أولئكَ الذينَ جَعلوا أنَفسهُم يَنقادونَ من قِبلِ العَدوِّ، وفَضلوا شَهواتِ الجَسدِ عنْ المَلكوتِ المُعدْ لهُم. فَالبعضُ يُفضلُ الذهابَ لرؤيةِ الحقلِ الذي اشتراهُ، والبَعضُ الآخر يَهتمُ بالزوْجِ الذي لديهِ وكثيرينَ مُقيدينَ بالخطيئةِ (متى 22: 1- 8). ويا لهَا من خسارةٍ! كيف يُمكن استبدالُ السعادةِ الأبديةِ بمتعةً عَابرةٍ، وفي كثيرٍ من الأحَيانِ شّيطانيةٍ وقذرةٍ؟. 

إن المُعجزةَ المذكورةَ أعلاهُ، لمْ تكنْ فقط في المَاضي. فهي تَتكررُ كُلما يَستيقظُ أحدٌ مِن غَفلتهِ، ويُسلمُ حياتهُ للرَّبِّ. وكلُّ خاطئٍ يشعُرُ بِحاجتهِ لمَا فَقدهُ ويَصرخُ من أجلِ خَلاصِ نَفسهِ، فإنهُ يُنتزعُ فوراً من اِمبراطوريةِ الظُلمةِ، وينتقلُ إلى مَملكةِ النُور. وأيضاً، يَمضي بِأمانٍ، وفِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ(سفر المزامير 91: 1).

فبمجرّدِ قُبولك عَطية الرَّبِّ، سَتكونُ في مَحضرهِ، فهو الرَّبُّ العَظيمُ الواحدُ، وستعيشُ حَياتكَ معهُ، ولنْ يترككَ أبداً. لذلك، عَليك أن تكونَ مُحاطاً بِجدارٍ نَاريٍ، والذي لنْ يسمحَ لأي سِحرٍ، أو أي أعمالٍ أخرى من مَملكةِ الظُلمةِ بِضربكَ. بلَ يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ، إِلَيْكَ لَا يَقْرُبُ (مزمور 91: 7).

يَكتشفُ كلُّ الذينَ قدْ عرفوا الرَّبَّ حَقاً، إن الأمورَ قدْ تغَيَّرتَ للأفضلِ. ولا يَشعرُ من يَنتمي إلى عائلةِ الرَّبِّ بنقصٍ في أي شيءٍ على الإطلاقِ. فَبوجودهِ مَعك، لنْ يستطيعَ العدوَّ أن يُهاجمكَ. فلا تَخرُج من حِصنكَ لمُمارسةِ الخَطيئةِ أو مُشاهدتِهَا. 

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز